وزارة الثقافة تقيم حفلا تأبينيا للراحل حاتم علي
أقامت وزارة الثقافة مساء امس حفلا تأبينيا للمخرج السوري العربي الكبير، الراحل حاتم علي، بحضور محبيه وحضور رسمي رفيع ، وذلك في قصر رام الله الثقافي.
وقال وزير الثقافة، عاطف أبو سيف، في كلمته:"كان يجب أن يكون حاتم علي معنا في فلسطين هذا العام، لكنه رحل، وظل حزننا عليه لا ينضب وحسرتنا لا تجف.
وأضاف :" نستذكر اليوم مناضلاً مبدعاً رحلَ في منتصف ظهيرةِ العمر، ولم يقطفْ بعدُ ريحانَ الحياةِ من أرضِ كنعان، من الجغرافيا العصية على النسيان، فلسطين، الأرض التي واعدها يومًا أن يكونَ على أرضِها، ويتنشقَ طعمَ "التغريبةِ" من أزقةِ مخيماتِها، ويستنهضَ ذاكرةَ الثوريِّ من تلالِها ويرسمَ شارةَ النصرِ على وجهِ البلادِ التي أحبَّها. في القدس ويافا وحيفا وعكا وصفد والمجدل وبئر السبع، الترانيم المقدسة التي كان يرتلها مع أترابه الفلسطينيين في مخيم اليرموك حيث عاش معهم الحكاية.
وختم أبو سيف: كان حاتم علي ابن الجولانِ العربيِّ السوريِّ المحتل، يُكملُ لوحةَ الكفاحِ والنضال، ويبدعُ في سيرةِ ومسيرةِ ابنِ فلسطين القديرِ وليد سيف، الذي أرّخَ للحكايةِ الفلسطينيةِ، وشَكّلا معًا ثنائيةً شآميةً إبداعيةً خلّدتْ للأجيالِ معنى أن تظلَّ فلسطينُ بوصلةً للفن، ومطلعًا للقصيدة، وسردًا عظيمًا للروايةِ وللحكاياتِ التي تُنمّي الوعي، وتعززُّ حضورَ القضيةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ بثقافتِها الحيّةِ على مدى الأجيالِ، لتدحضَ روايةَ المُحتلِ المُختلةِ بالأكاذيبِ والممُتلئةِ بالسرقةِ والسطوِ على حكايتِنا وروايتِنا .
كما شارك عدد من الفنانين والممثلين السوريين (نادين سلامة، زيناتي قدسية، جمال سليمان، منى واصف والشاعر الفلسطيني عبد الله عيسى) في كلمات مقتضية، عبر فيديوهات قصيرة، رثو بها حاتم علي، مستحضرين ذكرياتهم معه، وحزنهم الكبير على فقدانه.
واجمع الفنانون على أن رحيل حاتم علي خسارة كبيرة للدراما العربية، فقد كان مسكونا باحترام عقل المشاهد، وأضاف للشاشة العربية مسلسلا هو التغريبة الفلسطينية، يجعل السوري اليوم يحسه بكل تفاصيله، وجعل المشاهد العربي يمس الجرح الفلسطيني، كما أبدع في انتقاء أعماله، معبدا طريقه في الاخراج بالنجاح الذي يسبقه نجاح ويتلوه نجاح.
كما أدى مجموعة من المتطوعين الموسيقيين عددا من أغنيات الشارة لأبرز أعماله التلفزيونية، وهي مسلسلات التغريبة الفلسطينية، وأحلام كبيرة، وعصي الدمع، والزير سالم.
حاتم علي من مواليد (2 حزيران/يونيو 1962)، بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة. وحصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق/ قسم التمثيل عام 1986. وهو متزوج من الكاتبة السورية دلع الرجبي.
وحصل علي على مجموعة من الجوائز منها جائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن فيلم آخر الليل – 1996، وأفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن مسلسل سفر – 1997، وذهبية مهرجان البحرين عن مسلسل الزير سالم – 2000، وذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن مسلسل صلاح الدين الأيوبي – 2001، وأفضل مخرج عن مسلسل صلاح الدين الأيوبي من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن المسلسل الاجتماعي الفصول الأربعة – 2002، وذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن المسلسل التاريخي صقر قريش – 2002، وغيرها.