هل يعاقب بايدن نتنياهو: أسبوعان على التنصيب ولا اتصال بينهما
رغم مرور أسبوعين على تنصيب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلا أنه امتنع حتى اليوم عن إجراء الاتصال الهاتفي التقليدي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وقد أجرى بايدن اتصالا هاتفيا كهذا مع قادة عدد من الدول، بينها كندا، المكسيك، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، اليابان وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ورأى مدير قسم الأبحاث في "ميتافيم – المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية – الإقليمية"، الدكتور روعي كيبريك، في مقال نشره في موقع "زْمان يسرائيل" الإلكتروني اليوم، الثلاثاء، أن بايدن "يجفف" نتنياهو بشكل غير مألوف. وأشار إلى أن الرؤساء الأميركيين السابقين، من جورج بوش الأب حتى دونالد ترامب، أجروا اتصالات مع رؤساء حكومات إسرائيليين خلال فترة تتراوح بين يومين إلى ستة أيام بعد تنصيبهم.
ولفت كيبريك إلى أن "أهمية هذه المحادثات بمجرد إجرائها. وما يقال فيها أقل أهمية. وسرعتها وترتيبها تشكل وفق الكود الدبلوماسي تلميحا ورسالة حول العلاقات المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، والمواضيع المركزية التي ستتعامل معها الإدارة. ولذلك، فإن تجفيف نتنياهو، حتى لو تم الاتصال الهاتفي في نهاية الأمر، علينا أن نفهمه كتلميح هام إلى أن بايدن لا يرى بنتنياهو أنه حليفا هاما على الأقل".
وعزا كيبريك تعامل بايدن مع نتنياهو إلى أن الأخير راهن على الجمهوريين وترامب بشكل غير مسبوق من جانب رئيس حكومة إسرائيلي، كما أن نتنياهو تدخل في السياسة الأميركية الداخلية بشكل غير مسبوق. "لقد راهن، وحظي بأربع سنوات من التنسيق المطلق مع إدارة ترامب. لكن مثلما حذرنا طوال الوقت، فإن لهذا الرهان ثمن. وأضر هذا الرهان بأحد أكبر كنوز دولة إسرائيل، وهو دعم الحزبين الأميركيين لإسرائيل".
وأضاف أنه "بسبب نتنياهو، وبدلا من تنافس الحزبين على من يحب إسرائيل أكثر، تحولت إسرائيل إلى داعمة للحزب الجمهوري. ولعارنا، فإنه خلال هجوم مؤيدي ترامب على الكابيتول، وإلى جانب الأعلام والرموز النازية الجديد، تم رفع علم إسرائيل أيضا. وكمقامر لا يعرف متى ينبغي التوقف، استمر نتنياهو في الرهان الجمهوريين حتى اللحظة الأخيرة، وحتى عندما اتضح أننا أمام إدارة ديمقراطية. وقد تأخر نتنياهو، بشكل غير مألوف، بالاتصال مع بايدن وتهنئته بفوزه في الانتخابات".
وتابع كيبريك أن "الأهم من ذلك، هو أن نتنياهو حاول استغلال أشهر إدارة ترامب الأخيرة لصالح مصالحه السياسية، وحتى بثمن استفزاز إدارة بايدن. وهكذا عمل نتنياهو عشية تنصيب بايدن من أجل دفع مصادقة على البناء في (موقع المستوطنة الجديدية في جنوب القدس المحتلة) غفعات همتوس. فهو بحاجة سياسية من أجل تجنيد المؤيدين المستوطنين واليمينيين الأيديولوجيين، وليس مهما بالنسبة له إذا رأت إدارة بايدين بذلك استهدافا خطيرا لحل الدولتين والقانون الدولي".
وأشار كيبريك إلى أن "بايدن وإدارته ملتزمون تجاه إسرائيل. فوزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان الجديدان هاتف نظيريهما الإسرائيليين. وكذلك فعل مستشار بايدن للأمن القومي. لكن إذا استمر نتنياهو في استفزاز بايدن لاعتبارات سياسية شخصية، فمن الجائز ألا يدفع نتنياهو فقط الثمن، وإنما دولة إسرائيل كلها".