انقلاب عسكري في بورما واعتقال الزعيمة
نفذّ الجيش البورمي اليوم الاثنين انقلابا واعتقل أونغ سان سو تشي التي تعتبر عمليا رئيسة الحكومة المدنية، فأعلن حال الطوارئ لسنة وعين جنرالات في المناصب الرئيسية.
وسعيا منهم لتبرير هذا الانقلاب الجديد الذي سارعت عدة عواصم أجنبية إلى إدانته، ندد العسكريون بـ"مخالفات هائلة" تخللت الانتخابات التشريعية الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو ما تنفيه اللجنة الانتخابية.
وحققت الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، حزب أونغ سان سو تشي الحاكم منذ انتخابات 2015، فوزا ساحقا في الانتخابات.
وجرى الانقلاب بدون إراقة دماء، واكتفى الجيش بقطع الطرق ناشرا جنودا بأسلحتهم وآليات مدرعة حول البرلمان في العاصمة نايبيداو.
وفي رانغون، عاصمة بورما الاقتصادية، سيطر العسكريون بصورة خاصة على مقر البلدية وقطعوا الطرق المؤدية إلى المطار الدولي.
ومع هبوط الليل، كانت شوارع رانغون مقفرة في وقت تعاني البلاد تفشي وباء كوفيد-19 الذي أودى بأكثر من ثلاثة آلاف شخص من أصل 140 ألف إصابة. وبقيت الاتصالات معطلة فيما المصارف مغلقة حتى إشعار آخر.
وجرت بعض التجمعات المؤيدة للجيش رفعت أعلاما ورددت أناشيد وطنية، غير أنها تفرقت سريعا.
ووعد الجيش في بيان نشر على فيسوك بتنظيم انتخابات "حرة وعادلة" فور رفع حال الطوارئ، غير أن بعض المواطنين بدوا متشائمين.
وفي وقت مبكر صباح الاثنين، اعتُقلت أونغ سان سو تشي (75 عاما) الحائزة جائزة نوبل للسلام 1991، ورئيس الجمهورية وين ميينت، ومسؤولون آخرون، بحسب المتحدث باسم الحزب، مشيراً إلى أنهم محتجزون في العاصمة نايبيداو.
وفيما سرت شائعات في الأيام الماضية عن احتمال حدوث انقلاب، تركت أونغ سان سو تشي رسالة إلى الشعب نشرها رئيس حزبها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحضّ فيها على "عدم قبول" الانقلاب.
وكتبت أن الجيش يحاول "إغراق البلاد من جديد في ديكتاتورية عسكرية"، مطالبةً الشعب "بالرد بصوت واحد".
ونددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالانقلاب وطالبت بالإفراج عن الموقوفين، وحذرت واشنطن بأنها قد تتخذ "إجراءات بحق المسؤولين".
ودعت بكين إلى تسوية الخلافات "في إطار الدستور".
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة... بالتطورات التي تشكّل ضربة قويّة للإصلاحات الديموقراطيّة في بورما".
وقد يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة كانت مقررة سابقاً عن بورما، بشكل طارئ على أن يقدّم موعدها إلى مطلع الأسبوع نظراً للتطورات الأخيرة، كما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته.