"التعاون" تفوز بجائزة المهاتما 2020 للجهود الإنسانية في مواجهة كورونا
للعام الثالث على التوالي، فازت مؤسسة "التعاون" بجائزة "المهاتما" غاندي السنوية، حيث أعلنت اللجنة المنظمة للجائزة في الهند عن فوز "التعاون" بجائزة "المهاتما" 2020 للجهود الإنسانية في مواجهة فيروس "كورونا".
وقال منظمو الجائزة إن العديد من المؤسسات والشركات والأفراد من مختلف دول العالم ترشحوا للجائزة هذا العام، وبعد نقاش لساعات طويلة من لجان التقييم ومراجعة ملفات المرشّحين، تم اختيار مؤسسة "التعاون" تقديرًا لعملها الممتاز الذي يحدث أثرًا مجتمعيًا كبيرًا في ظل هذه الأوقات الصعبة التي فرضتها جائحة "كورونا". وكانت "التعاون" قد فازت بالجائزة عن فئة "العمل المجتمعي" عامي 2018 و2019 لتميزها والتزامها بأعلى معايير النزاهة والمسؤولية المجتمعية.
وتأتي هذه الجائزة تتويجًا للجهود التي بذلتها "التعاون" استجابة للأوضاع الطارئة التي فرضها انتشار فيروس كورونا، وما استدعته من تحرك عاجل من أجل دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز جهوزية القطاع الصحي في مواجهة هذا الوباء وتوفير الاحتياجات الأساسية من أغذية ومواد صحية للأسر الفقيرة، والتي تعاني من ظروف معيشية صعبة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان.
وأطلقت "التعاون" حملتي "فلسطين بتناديكم" في فلسطين و"كلنا يد واحدة" لدعم العائلات المهمشة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ونجحت في اجتذاب ما يقارب 6,700,000$ لكلا الحملتين.
واجتذبت حملة "فلسطين بتناديكم" ما يقارب 6 مليون دولار، واستهدفت 160 مؤسسة في كل من الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة. ووصلت إلى ما يقارب 238 ألف مستفيد بشكل مباشر، و850 ألف مستفيد بشكل غير مباشر، ووفّرت مستهلكات وأجهزة طبية بقيمة 1.5 مليون دولار، ودعمت 500 من صغار المنتجين، مما ساهم في دعم عجلة الاقتصاد الفلسطيني.
أما حملة "كلنا يد واحدة"، فقد نجحت في اجتذاب ما يقارب 700 ألف دولار، وساهمت بتوفير الاحتياجات الأساسية من أغذية ومواد صحية لأكثر من 8500 أسرة فلسطينية لاجئة تعيش دون خط الفقر داخل المخيمات في لبنان، واستهدفت مخيمات: البدّاوي، نهر البارد، ضبيه، الرشيدية، البص، برج الشمالي، وتجمع وادي الزينة.
وقالت مدير عام "التعاون" يارا السالم إن فوز المؤسسة بجائزة "المهاتما" غاندي للجهود الإنسانية في مواجهة فيروس "كورونا"، هي رسالة تقدير كبير لكل الطواقم العاملة في المؤسسة على جهودها طوال العام الماضي وما فرضته الجائحة من ظروف عمل صعبة، كما أنها عربون محبة لجميع الممولين والداعمين للحملتين، وكل من وقف الى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة، وجميع المؤسسات الشريكة التي عملت على تنفيذ كافة التدخلات لإيصال المساعدات إلى مستحقيها.
وأكدت السالم أن "التعاون" ستواصل جهودها في تقديم الخدمات الإغاثية، وتدخلاتها ذات الأثر الإيجابي على الأرض، خاصةً في ظل استمرار الجائحة الصحية وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية، معربةً عن أملها أن تنتهي هذه الجائحة في العالم في أقرب فرصة.
وتحتفل "جائزة المهاتما" سنويًا بقادة التأثير الاجتماعي وصنّاع التغيير في جميع أنحاء العالم، وتهدف إلى تخليد إرث وتعاليم المهاتما غاندي الإنسانية من خلال تكريم الجهود والمبادرات الاجتماعية المستدامة والأكثر إنجازًا. وفاز بالجائزة خلال السنوات الماضية أكثر من 250 مؤسسة وشركة وفردًا ممن صنعوا التغيير في مجتمعاتهم، وتشمل جهودهم معالجة مشاكل الفقر والجوع والمرض والتعليم وتغير المناخ والاستجابة للكوارث وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية وغير ذلك الكثير.
وتشهد العاصمة الهندية نيودلهي، يوم السبت القادم، حفل توزيع "جائزة المهاتما" على الفائزين لعام 2020.
يُذكر أن "التعاون" هي مؤسسة مستقلة مسجّلة كفرع في فلسطين، تأسست عام 1983 بمبادرة مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، لتغدو أحد أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تلامس حياة أكثر من مليون فلسطيني سنويًا نصفهم من النساء، باستثمارها ما يقارب 800 مليون دولار منذ تأسيسها في تنفيذ البرامج التنموية والإغاثية في مناطق عملها.