ما هي رباعية فالوت؟
تعد رباعية فالوت هي أحد أمراض القلب الخلقية التي تسبب نقص الأكسجين في الدم، حيث يتسبب نقص الأكسجين المزمن في الإصابة بالزرقة التي تعني ازرقاق الجلد والشفتين وأغشية الفم والأنف الداخلية، وتصيب هذه الرباعية حوالي 400 طفل من كل مليون.
تتكون رباعية فالوت كما يشير اسمها من مجموعة من أربعة عيوب قلبية مختلفة قام فالوت بوصفها كما الاتي:
1. تضخم البطين الأيمن
يحدث تضخم البطين الأيمن استجابة لتضيق أو انسداد في الصمام الرئوي بسبب زيادة الضغط على البطين الأيمن والعمل بجهد أكبر.
2. عيب الحاجز البطيني (VSD)
هو ثقب في جدار القلب (الحاجز) الذي يفصل بين البطينين، وعادةً يكون الثقب كبيرًا ويسمح باختلاط الدم غير المؤكسج مع الدم المؤكسج، وهذا ما يجعل الدم الذي يضخه القلب يحتوي على كمية أكسجين أقل مما تحتاجه أعضاء وأنسجة الجسم.
3. الأبهر الممتطي
يقع الشريان الأورطي في هذه الحالة بين البطين الأيسر والأيمن بدلًا من خروجه من البطين الأيسر في القلب الطبيعي.
4. تضيق الصمام الرئوي (PS)
إن المسألة الرئيسة في رباعية فالو هي شدة تضيق الصمام الرئوي لأن عيب الحاجز البطيني دائمًا موجود.
يحدث تضيق الصمام الرئوي عندما يتعذر فتح الصمام الرئوي بالكامل، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر ويؤدي إلى نقص الدم الذي يصل إلى الرئة.
أعراض رباعية فالوت
إن أعراض رباعية فالوت تشمل الأعراض الاتية:
- ازرقاق لون الجلد والذي يزداد سوءًا عندما يكون الطفل منفعلًا ومضطربًا.
- تعجر الأصابع نتيجة تضخم الجلد أو العظام حول الأظافر.
- صعوبة في التغذية.
- عدم زيادة الوزن.
- فقدان الوعي.
- ضعف نمو وتطور الطفل.
- اتخاذ وضعية القرفصاء أثناء نوبات الزرقة.
أسباب رباعية فالوت
لا يزال السبب الدقيق لرباعية فالوت غير معروف، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الاضطراب قد ينجم عن تفاعل عدة عوامل وراثية وبيئية معًا، لذلك يشتبه الباحثون في وجود محفز مما قد يؤثر على الجينات أثناء نمو الجنين، مما قد يتسبب في هذا العيب الخلقي، إلا أن الطبيعة الدقيقة لهذا المحفز غير معروفة بعد.
لكن هناك بعض الحالات التي قد تزيد من خطر إنجاب طفل مصاب برباعية فالوت والتي قد تشمل الأمراض الفيروسية وتعاطي الكحول ومرض السكري وسوء التغذية وأن تكون الحامل فوق سن الأربعين، كما يعاني حوالي 25% من الأطفال المصابين برباعية فالو من عيوب خلقية أخرى لا تتعلق بوظيفة القلب أو بنيته.
تشخيص رباعية فالوت
قد يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات لتأكيد تشخيص الطفل برباعية فالوت وللحصول على مزيد من التفاصيل حول صحة قلب الطفل والأوعية الدموية، كما الاتي:
1. مقياس التأكسج النبضي
هو جهاز استشعار صغير يتم تثبيته على طرف الإصبع أو إصبع القدم أو الأذن ليقيس كمية الأكسجين في الدم.
وفي العديد من دور رعاية الأطفال حديثي الولادة يخضع جميع الأطفال لفحص مقياس التأكسج النبضي قبل العودة إلى المنزل للتأكد من أن مستوى الأكسجين لديهم طبيعي.
2. تخطيط كهربائية القلب (EKG)
يساعد اختبار تخطيط كهربائية القلب في تسجل النشاط الكهربائي للقلب.
3. تخطيط صدى القلب (Echo)
يجرى تخطيط صدى القلب عن طريق تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية، حيث يساعد في تسجيل حركة الدم عبر القلب ويمكنه قياس اتجاه وسرعة تدفق الدم أيضًا.
4. قسطرة القلب
حيث يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن في القلب من خلال وريد في الرجل أو الذراع عادةً، ويساعد في تزويد معلومات حول صحة القلب بالإضافة إلى ضغط الدم ومستويات الأكسجين في الدم، وأحيانًا قد يتم إدخال جهاز في القلب أو الأوعية الدموية من خلال قسطرة القلب.
5. تصوير الصدر بالأشعة السينية
تظهر صورة الأشعة السينية للصدر في حالة رباعية الفالوت القلب على شكل قارب مع تقعر جزء الشريان الرئوي الرئيس وتضاؤل العلامات الوعائية الرئوية، كما أن القوس الأبهري الأيمن يكون موجود بنسبة 25%.
علاج رباعية فالوت
يمكن علاج رباعية فالوت بالجراحة فور ولادة الطفل، حيث يقوم الطبيب أثناء الجراحة بتوسيع الصمام الرئوي أو استبداله وتوسيع الممر المتجه إلى الشريان الرئوي.
كما أنه سيضع رقعة على عيب الحاجز البطيني لإغلاق الثقب بين البطينين، إذ أن هذه الإجراءات ستعمل على تحسين تدفق الدم إلى الرئتين وبقية الجسم.
الخبر السار أن معظم الأطفال يعيشون حياة نشطة وصحية بعد الجراحة، ولكن ستكون هناك حاجة إلى زيارات متابعة منتظمة مع طبيب القلب لمراقبة تقدمهم والتحقق من الحالات الصحية الأخرى التي قد تتطور مع تقدمهم في السن، حيث قد يحتاج الكبار منهم إلى عمليات جراحية أخرى أو الرعاية الطبية لمشاكل أخرى محتملة.