مجموعة مختبرات مدلاب في فلسطين..نموذج ريادي وطني بأفق عربي ورؤية عالمية

تعد شركة الشرق الأدنى للخدمات المخبرية الطبية مالكة العلامة التجارية مدلاب واحدة من أبرز مقدمي الخدمات الطبية المخبرية في فلسطين والأردن والإقليم لما تمتلكه من خبرة متميزة في هذا المجال عبر السنوات الطويلة من العمل الميداني ونظراً لما تحتويه مختبراتها من معدات حديثة وفق أخر ما توصلت له صناعات العمل المخبري عدا عن طاقمها المدرب والمؤهل بكفاءة عالية.
وإستطاعت المختبرات أن تكون مرجعاً لمقدمي الخدمات الصحية والمواطنين على حد سواء في كل مناطق عملها الجغرافية داخل فلسطين وخارجها للسمعة الطيبة التي تتمتع بها والعلاقات الجيدة مع المجتمعات المحلية التي تعمل فيها من مؤسسات حكومية وأهلية وخاصة.

وكانت البداية في فلسطين تعود للعام 1995 في مدينة نابلس من منطلق الرغبة التي أرادها الدكتور حسيب صهيون إبن مدينة حيفا مالك شركة الشرق الأدنى للخدمات المخبرية من اصول فلسطينة في خدمة أبناء شعبه ووطنه والمشاركة في نشر المعرفة والوعي حول مفهوم التحاليل الطبية وأهميتها. حيث أن مختبرات مدلاب منذ نشأتها آمنت بالمسؤولية المجتمعية تجاه المجتمع الذي تعمل فيه وللتخفيف عن الفلسطينيين الذي يعانون من سياسات الاحتلال المختلفة التي تستهدف وجودهم وصحتهم بشكل مبرمج.

ومع إنطلاقة العمل بدأت المختبرات في نقل معارفها وتجاربها وخدماتها للقطاع المخبري الفلسطيني متمسكةً بقناعاتها حول أهمية نشر ثقافة العمل الجماعي قطاعياً من أجل تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين.

وتدير مدلاب خمسة مختبرات في فلسطين موزعة بين محافظات شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية وكل مختبر يكتسب أهمية خاصة بموقعه وخدماته وله إهتمام ورعاية متخصصة لتقديم الخدمة بأفضل صورة للمواطنين، وتشكل مختبرات مدلاب في فلسطين اهمية كبيرة كونها تقع في مناطق تمتاز بكثافة سكانية ونقص في الخدمات الصحية بالإضافة للإجراءات الإسرائيلية الظالمة بحق سكانها ولا سيما خلال إنتفاضة الأقصى عام 2000 وما بعدها فكان لابد من العمل على إيصال التقنية والمواد للمختبرات في فلسطين من أجل إستمرار العمل في خدمة المراجعين ونقل المعرفة المتراكمة لمدلاب في الخارج إلى مجموعة فلسطين بلا كلل أو ملل وهي رسالة تحدي تعزز من صمود أبناء الشعب الفلسطيني.

وعن البدايات يقول المدير الإقليمي لمختبرات مدلاب في فلسطين عبد المعطي النمر: مدلاب أصلاً كانت متواجدة في فلسطين منذ 1995-1996 في مختلف مدن فلسطين وكانت تعمل بنفس آلية العمل اليوم وبالجودة العالية للخدمات المقدمة بروح الفريق الواحد. وبعد ذلك إضطررنا للتوقف عن العمل في فلسطين لنعود في عام 2015 لإفتتاح مختبر في رام الله  وفي عام 2017 إفتتاح مختبر في مدينة نابلس وبعدها بدأ التوسع في إنشاء المختبرات حيث تم  إفتتاح ثلاثة مختبرات في عام 2019 في ثلاث مدن (نابلس وبيت لحم ورام الله) وبالتالي أصبح مجموع مختبراتنا خمسة مختبرات ونعمل على التوسع في المستقبل لتغطية كافة المحافظات الفلسطينية في نهاية عام 2022 عبر مجموعة من الأسس التي نعتمدها وتسبق إنشاء أي مختبر جديد وتتمثل بدراسة مدى حاجة المنطقة لمختبر ومن ثم إختيار موقع جغرافي يمكن الوصول إليه بسهولة بالإضافة لمعايير خاصة تتعلق بالمساحة والتصميم الداخلي والمدخل والمخرج غيرها.

ويعمل في هذه المختبرات كادر مؤهل لديه خبرة كبيرة وواسعة والمختبرات مرخصة حسب الأصول من الجهات الرسمية ذات الصلة ولدينا برنامج للتعليم المستمر للطواقم العاملة في  النواحي الفنية والإدارية.
وأضاف النمر إن خطتنا المستقبلية تتمثل في الوصول لجميع المحافظات والتوسع في أنواع الفحوصات التي تقدم في مختبرات. مشيراً إلى ميزة تنفرد فيها مختبرات مدلاب في فلسطين وذلك لوجود مختبر مرجعي مركزي في عمان يغطي كافة الفحوصات المتخصصة غير المتوفرة في فلسطين وهو ما يعني قدرة فروع مدلاب فلسطين على توفير كافة أنواع الفحوصات المطلوبة من المراجعين.

وأكد أن التوسع المرتقب في المختبرات فلسطينياً سيعني خلق فرص عمل جديدة لخريجي المختبرات الطبية وبالتالي المساهمة في مكافحة البطالة والتقليل منها حيث أن التوظيف في مدلاب يخضع لبروتوكولات تبدأ بتنظيم إختبارات للمتقدمين للوظائف وبعد التعيين يتم تدريب الموظفين الجدد في كافة أقسام المختبر تحت متابعة مباشرة ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتم العمل على مواصلة الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة لرفد الموظفين جميعاً بكل جديد في عالم الطب المخبري كون هؤلاء الموظفين يمثلون رأس المال البشري للمجموعة.

وراء كل عينة .......... حياة

وتعمل مختبرات مدلاب وفق رسالة صحية عمادها الجودة ودقة النتائج لأن التشخيص يعتمد بشكل كبير يفوق 70% على التحاليل ونتائجها لذا أولت إهتماماً كبيرا في توفير أجهزة مخبرية من أحدث طراز وكذلك الأمر للمواد المستخدمة في عمل التحاليل بالإضافة للتأكد من النتيجة قبل إصدارها ولو إضطرت لإعادة إجرائها من جديد وفي بعض الحالات يتم التواصل مع الطبيب المختص لإعلامه بالنتيجة والتنسيق معه بخصوصها.

وعلى الصعيد الإنساني تهتم مدلاب بالتوعية المجتمعية والمشاركة في التوجيه والنصح والتوعية  لفئات المجتمع حول مفاهيم التحاليل الطبية وأهميتها وتشارك مع قطاعات المجتمع العامة والخاصة في ورش العمل وتقدم مساهماتها المعنوية والمادية في خدمة الجماهير الفلسطينية، إلى جانب المشاركة الفاعلة في الأيام العلمية والتوعوية والطبية بخصوصها كاليوم العالمي للسكر وإلتهاب الكبد الوبائي وسرطان الثدي وغيرها من المناسبات. وهي في تواصل ودعم مستمرين  لكل الصامدين من الفلسطينيين.

ويبدي المدير الإقليمي لمختبرات مدلاب في فلسطين تفاؤله بالخدمات المخبرية المقدمة في فلسطين على وجه العموم بسبب الرغبة لدى جميع العاملين في هذا القطاع للتنافس في تحسين جودة الخدمة وتسهيل الحصول عليها جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة حيث أن هناك تنسيقاً عالياً من خلال نقابة الطب المخبري في هذا المجال.

ويقول أن التطور موجود ووجود المنافسة يدفع ذلك إلى مستويات أعلى وأفضل مع السعي الدؤوب والدائم لتجاوز عقبات الحصار المفروضة على فلسطين واحياناً وصعوبة وصول المواد والأجهزة اللازمة وهذا قد يسبب تأخر في بعض الأحيان وقد يوقف تقديم الخدمة في بعض الحالات.

وخلال تقديمها خدماتها ومنذ البدايات تحرص مختبرات مدلاب على رصد مدى الرضى لدى المنتفعين للتقييم عبر مراعاة ما تقدم وكيفية تقديم الخدمة وبالتالي الإستجابة السريعة والتطور المستمر
كما وتتمتع المختبرات بعلاقة متميزة مع وسائل الإعلام وتتبنى خطة عمل إعلامية متخصصة لقناعتها بأن للإعلام دور رئيس في عملية التوعية بالصحة العامة والمجتمعية وذلك لوصوله إلى كافة فئات المجتمع ولما يتميز به الإعلامي الفلسطيني من كفاءة وقدرة في العمل وتحري الحقيقة ونقلها إلى الناس. ويؤكد عبد المعطي النمر أن المختبرات ترتبط بعلاقات وتفاهمات مع العديد من الجهات الإعلامية في فلسطين كالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والقطاع الإعلامي الخاص ضمن نهج يقوم على بناء علاقات تكاملية ومثمرة تساعد على توطين الوعي الصحي والمجتمعي لدى المواطنين.

مختبرات مدلاب إستجابة سريعة في مواجهة جائحة كورونا

لا شك أن جائحة كوفيد كان لها تأثيرات كبيرة على كافة مناحي الحياة وعلى مستوى دولي وفي فلسطين أيضاً ألقت الجائحة بظلالها الثقيلة على مجموعة مختبرات مدلاب بحسب مديرها الإقليمي عبد المعطي النمر نتيجة الإغلاقات وحظر الحركة في المدن وبين المحافظات ورغم  ذلك واصلت العمل ولم يتم إغلاق إي من مختبراتها حيث تم التنسيق مع جهات الاختصاص لتأمين حركة فريق العمل ودون تعطل وتقليص ساعات الدوام مع الحرص على تغطية اطول فترة زمنية في اليوم، وإعادة ترتيب دوام الموظفين للحفاظ على أدنى مستوى من الحركة والإحتكاك، وتفعيل خدمة السحب المنزلي للمواطنين في منازلهم وباتباع كافة إجراءات السلامة والوقاية للمراجع وفريق العمل.

وقال النمر أنه يتم إتخاذ كافة احتياطات السلامة والوقاية للمراجعين والكادر ونعمل من خلال توجيهات وأنظمة وزارة الصحة وآخرها إدخال خدمة فحص كورونا السريع والمتوفر الآن في كافة مختبراتنا. وهذه الفحوصات تتبع توجيهات وزارة الصحة وبنفس الشروط والمواصفات التي وضتعها.

وعن خدمة فحص كورونا أوضح أنه تم توفير الأجهزة الخاصة بذلك وإختبارها وإختبار دقة نتائجها بعد تدريب الطاقم الخاص بالعمل عليها في وزارة الصحة الفلسطينية لإكتساب المهارات اللازمة بالإضافة لتنظيم محاضرات وتدريبات على يد مختصين من الهيئة العلمية لمجموعة مختبرات مدلاب.

الرؤية

تستند مختبرات مدلاب لرؤية علمية منذ تأسيسها في الأردن تقوم على تطبيق أعلى معايير الجودة العالمية في مجال الطب المخبري في جميع فروعها لتكون الريادية بكل ما يتعلق بجودة ودقة النتائج لما فيه بالنهاية من مصلحة للمريض وإنعكاس إيجابي على صحة وبيئة العمل داخل المختبر من لحظة إستقبال المراجع حتى إستلامه النتيجة بما يكفل حمايته.

جدير بالذكر أن مختبرات مدلاب هي الرائدة في تطبيق معايير الجودة العالمية في الطب المخبري في الأردن، وتعد المختبرات الوحيدة في المملكة الأردنية الحاصلة على كل من إعتماد كلية علم الأمراض الأميركية  CAP, ISO 15189, ISO 9001وجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز(2011). وبالتالي فإن هذه المعايير تطبق في جميع فروع مدلاب فلسطين ويتم التفتيش عليها والمتابعة من قبل إدارة الجودة والسلامة في الإدارة العامة بشكل دوري.