أمير الكويت يشكر قادة قطر والسعودية وأميركا: تقدم نحو حل الأزمة
بعث أمير الكويت، نواف الأحمد الصباح، اليوم السبت، 3 رسائل إلى قادة الولايات المتحدة والسعودية وقطر، شكرهم فيها على جهودهم في "التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الخليجية"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.
وتضمنت رسائل الصباح إشادات بجهود الدول الثلاث في "إحراز تقدم" نحو حل الأزمة؛ وفي رسالته لأمير قطر، تميم بن حمد، عبّر أمير الكويت عن شكره لقطر، مؤكدا أن "الخطوة المباركة التي تحققت بالتوصل إلى الاتفاق بین الأشقاء تعكس حرص سموكم على مكتسبات كياننا الخلیجي ووحدته وتماسكه وصلابته".
وجاء في رسالة أمير الكويت إلى ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، "ما تم التوصل إليه بين الأشقاء يعد إنجازا یعید لكیاننا الخلیجي وعملنا العربي المشترك، وحدته وتماسكه في مواجھة التحدیات التي تعصف بالعالم".
وتضمنت الرسالتان تأكيدا على أن الاتفاق "يمكّننا من العمل معا في سبيل تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا ومواجھة التحديات الجسام المحدقة بنا".
أما في الرسالة الموجهة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فقال أمير الكويت "يسرني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير، على الجھود الكبيرة والمقدرة التي بذلتھا الولایات المتحدة الصديقة منذ الأيام الأولى لنشوب الخلاف".
وأعرب عن تقديره أيضا للجھود التي بذلھا مؤخرا، مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر "في سبیل التوصل إلى ھذا الإنجاز الذي یعكس حرص بلدكم الصدیق على أمن واستقرار المنطقة (الشرق الأوسط)".
وكان وزير الخارجية والإعلام الكويتي أحمد الصباح قد أكد، الجمعة، إجراء "محادثات مثمرة" ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية. وذكر في بيان متلفز، أن جميع الأطراف المعنية أكدت خلال هذه المفاوضات "حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبها".
ويأتي ذلك وسط تقارير مفادها أن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، ترامب، كثفت جهودها لتسوية الأزمة الخليجية ما قد يفضي إلى انفراجها.
والخميس، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن إدارة ترامب ترغب في حلحلة الأزمة الخليجية قبل رحيلها بهدف تضييق الخناق على إيران.
وأضافت الصحيفة، في تقرير، أنه "ضمن الخطوات الأولى في هذا الاتجاه تضغط إدارة ترامب على السعودية لفتح مجالها الجوي للرحلات الجوية القطرية التي تدفع ملايين الدولارات مقابل استخدام المجال الجوي لإيران".
ومنذ 5 حزيران/ يونيو 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
واتخذت السعودية والإمارات ومصر والبحرين إجراءات بهدف مقاطعة قطر، بينها إغلاق المجال الجوي ومنع التعاملات التجارية ووقف دخول القطريين لأراضيها، ما تسبب بفصل عائلات من جنسيات مختلطة.
واشنطن ودول في المنطقة تتحدث عن تقدم لحل الأزمة.. والإمارات خارجا
والجمعة، أكدت قطر والسعودية، إضافة إلى سلطنة عمان، تسجيل تقدم لحل الأزمة الخليجية. وأعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عن أمله في أن تتمكن واشنطن من تسهيل التوصل إلى حل، لكنه حذر من أنه لا يقوم "بتكهنات على صعيد التوقيت"، مشيرا بذلك إلى احتمال حصول اختراق وشيك.
وأورد وزيرا خارجية قطر والسعودية فضلا عن وزارة الخارجية العمانية، في تغريدات، بيانات تذهب في الاتجاه نفسه، شكروا فيها الكويت والولايات المتحدة على جهودها لحل الأزمة، من دون التطرق إلى تفاصيل المباحثات.
ورحّبت تركيا، الجمعة، بالتقدّم المُحرز لحلّ الأزمة. وأعربت وزارة الخارجيّة التركيّة في بيان عن "بالغ رضاها حيال التطوّرات الإيجابيّة التي شهدتها الأيّام الأخيرة في سبيل حلّ الأزمة المستمرّة منذ حزيران/ يونيو 2017 في منطقة الخليج".
كما عبّرت الخارجيّة التركيّة عن تقديرها "للجهود المخلصة" التي تبذلها الكويت في هذا الإطار، داعيةً إلى "إنهاء الحصار الجائر والعقوبات المفروضة على قطر". وتمنّت "حلّ أزمة الخليج من خلال الحوار، بدون شروط مسبقة".
وأكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجمعة، خلال منتدى الحوار المتوسطي في روما "أحرزنا بعض التقدم في مرحلةٍ ما، قبل أكثر من سنة، ثم تباطأت الأمور".
وأضاف أنه "في الوقت الحاضر ثمة بعض التحركات التي نأمل أن تضع حدا لهذه الأزمة"، من دون تقديم أي تفاصيل. وتابع "نعتبر أن وحدة الخليج مهمة جدا لأمن المنطقة. وهذه الأزمة التي لا داعي لها، يجب أن تنتهي على أساس الاحترام المتبادل".
وفي وقت لاحق خلال المنتدى نفسه الذي يعقد افتراضيا بسبب جائحة كورونا، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، إن "اتفاقا نهائيا بات في متناول اليد". وأضاف "أنا متفائل بأننا اقتربنا من إنجاز اتفاق بين كل الدول الأطراف في الخلاف، للتوصل إلى حل سيرضي الجميع باعتقادنا".
وكان محللون أشاروا سابقا إلى أن أي اختراق سيشمل فقط العلاقات الثنائية بين الرياض والدوحة، وسيستثني خصوصا الإمارات التي كانت أكبر منتقدي الدوحة منذ بدء الأزمة.
ولم تعلق الإمارات والبحرين بعد على التقدّم المحرز في الجهود لحل الأزمة. وذكرت تقارير أن كوشنر، أثار خلال زيارته قطر، الأربعاء، مسألة الأزمة الخليجية وسعى إلى إحراز تقدّم لإنهاء الخلاف.
ولم يُنشر الكثير من التفاصيل حول زيارة كوشنر التي ربما كانت الفرصة الأخيرة له للدفع باتجاه حل خلافات دبلوماسية في المنطقة باتت تتركز عليها جهود إدارة ترامب. وقد انتقل الآن إلى السعودية للقاء مسؤولين فيها.
وقال بومبيو من البحرين، خلال مشاركته في مؤتمر الحوار في المنامة حول الأمن الإقليمي، أمس، "حان الوقت لحل هذا الخلاف"؛ وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأخير متفائل بعد البيانات الصادرة الجمعة.
وأوضح ستيفان دوجاريك أن "الأمين العام يأمل أن تعمل كل الدول المعنية بالخلاف معا من أجل حل الخلافات"، مشددا على "أهمية وحدة الخليج للسلام والأمن والتنمية في المنطقة".
وعقب إغلاق السعودية مجالها الجوي، اضطرت الطائرات القطرية للتحليق فوق إيران، غريمة الرياض وواشنطن التقليدية، ودفع رسوم باهظة لطهران في العملية. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر دبلوماسية أن قطر تدفع 100 مليون دولار سنويا في مقابل التحليق في أجواء إيران.
وأكدت قطر مرارا انفتاحها على محادثات غير مشروطة، رغم عدم إشارتها علنا إلى إمكان قيامها بتنازلات بشأن الشروط للدول المقاطعة. وكانت جهود وساطة سابقة لإقامة مصالحة لم تؤت ثمارها.
والجمعة، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر "نرحب بالتفاهمات التي أعلنت عنها دولة الكويت في الخليج الفارسي"، مضيفًا أنّ "سياسة إيران القديمة هي نسج العلاقات على أساس دبلوماسية حسن الجوار والحوار الإقليمي". وقال "نأمل أن تساهم المصالحة في إرساء الاستقرار والتنمية السياسية والاقتصادية لجميع الشعوب".