الاستشاري النفسي العوري: "تيك توك" آفة خطيرة تدمر الأطفال والشباب
حذر الأخصائي والاستشاري النفسي الدكتور محمد راجح العوري من خطر تطبيق التيك توك الذي انتشر مؤخرا كالنار في الهشيم، وأوضح العوري أن هذا التطبيق قد يساهم في تدمير جيل الأطفال والمراهقين بسبب المحتوى الهابط الذي يقدمه والذي بدوره يغذي سلوكيات قد تؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي وقد تساهم في تدمير هويتهم وتشويه وعيهم وإدراكهم للواقع.
وأضاف العوري أن تطبيق التيك توك أعطى مساحة واسعة للعديد من الأفراد لنشر محتواهم بلا متابعة وبلا رقابة وبلا شروط لتشويه القيم الأخلاقية واستبدالها بالقيم المادية، فأصبحت الأخيرة أهم بالنسبة لهم من القيم الأخلاقية في مجتمعات غاب عنها التوعية والمتابعة والرقابة الأسرية.
وبسبب غياب الرقابة والمساءلة أصبح الكثير من الأطفال والمراهقين يبحثون عن الشهرة بأي ثمن من خلال نشر العديد من الفيديوهات في ظل انتشار ثقافة "التريند" دون معرفة أهميتها الفعلية وخطورة تأثيرها على كل من يشاهدها وأصبح هوس الشهرة وجذب انتباه الناس هو المسيطر على أذهانهم خصوصا في ظل وجود نماذج حقيقية أمامهم أصبحوا مشهورين على حد تعبيرهم في وقت قياسي جدا.
وأوضح العوري أن الأسرة بالدرجة الأولى ومعها العديد من المؤسسات الاجتماعية الأخرى هي المسؤولة عن حماية الطفل وزيادة وعيه وادراكه بمتابعتها المستمرة للمضامين التي يتعرض لها عبر التطبيقات التي تُعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مؤكدا على أن تطبيق "التيك توك" أصبح من أهم التطبيقات التي تنشر محتوى مخالف للقيم والعادات والأخلاق والآداب العامة والتي يجب منع الأطفال من استخدامها بأسرع وقت ممكن لأن ذلك يؤثر عليهم في الوقت الحالي وفي المستقبل.
ويشير العوري إلى أن التيك توك وغيره من التطبيقات المشابهة أصبح أولوية في حياة أطفالنا وشبابنا بسبب غياب التوعية الثقافية والاجتماعية وما لم نتدارك الأمر سنكون ذاهبون نحو مستقبل مجهول لأطفالنا وشبابنا.
وطالب العوري بضرورة تضافر الجهود للكشف عن التأثيرات النفسية والاجتماعية التي قد يكون أطفالنا وشبابنا عرضة لها بسبب استخدامهم المفرط لهذا التطبيق وغيره من التطبيقات الأخرى مؤكدا على ضرورة أن تقوم الحكومة من خلال أجهزتها المختصة ذات العلاقة بهذا الشأن للرقابة على المحتوى الذي يُنشر ومحاسبة كل من يقوم بارتكاب فعل فاضح مخل بالحياء العام.