الطبيب بلعاوي لـ "راية": هذا الشتاء سيمر بدون لقاح ضد كورونا

أكد الدكتور ضرار بلعاوي أستاذ ومستشار علم الأوبئة في الأردن، أن انخفاض عدد الوفيات بفيروس كورونا في منطقتنا العربية لاسيما فلسطين والأردن، مقارنة بالأعداد الكبيرة المسجلة في دول العالم، يعود لعدة عوامل، أهمها أن مجتمعاتنا العربية 70 – 75% من المجتمعات العربية أعمارها تحت 35 عاما.

وأوضح بلعاوي في حديث لبرنامج "صحتك بتهمنا" مع الدكتور أشرف سلامة عبر أثير "رايـــة"، أن مجتمعنا العربي (فتي) ومناعته قوية، وهو ما يجعل مضاعفات الفيروس أقل بكثير مما تشهده الكثير من الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن من الأسباب أيضا غذائنا الذي يختلف عن غذاء الأوروبيين وهو ما أكدته الدراسات.

وأشار إلى أن من أهم أسباب انخفاض أعداد وفيات كورونا في المجتمعات العربية، هي التطعيمات التي تم أخذها في الصغر مثل السل والحصبة وشلل الأطفال، التي كان لها دور في تقليل خطر الوفاة بفيروس كورونا، وهو ما برهنته الدراسات، وإن نفت ذلك بعض الدراسات.

وقال الدكتور بلعاوي إن هناك ضوء يدلل على انتهاء هذا الأمر "كورونا"، وهو عبارة عن أمرين، الأول هو أن الفيروس بطبيعته أصبحت طفراته ضده، وتلك الطفرات تؤذيه وتضعفه والدليل هو أعداد الوفيات التي انخفضت إلى 30% من التي تم تسجيلها في الموجة الأولى، مؤكدا أن تلك الأعداد سوف تنخفض أكثر.

والأمر الآخر، هو اللقاحات التي ستخرج ضد فيروس كورونا، مشيرا إلى أن أي لقاح ضد أي فيروس كان يحتاج من 10 – 15 عاما لإجاده، إلا أن التكنولوجيا الطبية الحديثة والأبحاث جعلت هذه السنوات تتقلص إلى 15 شهرا فقط، وهي معلومة يجب أخذها بعين الاستبشار وليس النقد.

وأشار بلعوي إلى أن هناك 200 لقاح مرشح ليكون ناجحا لمرض كورونا "كوفيد 19" وهي تدخل عدة مراحل، منها 13 لقاح فقط دخل للمرحلة السريرية الثالثة، مطمئنا الناس بأن أي لقاح لن يخرج إلا ناجحا، حيث أن الشركات العالمية لتطوير اللقاحات لن تجازف ولن تخرج اللقاح إلا إذا كان آمنا، حيث أعلنت العديد من الشركات أن اللقاح سيكون بلا ربح.

وأكد الطبيب أن في حال جلبت الأردن لقاح ضد كورونا فإنه بالتأكيد سوف يأخذه، مطالبا صانعي القرار في فلسطين إلى الدخول في مبادرة "كوفاكس" المسؤولة عن شراء وتوزيع اللقاحات، وبسبب أنها لن تشتري لقاحا واحدا فقط، بل ستشتري محفظة من اللقاحات، وبسبب الضبط في النتائج وسلامة اللقاحات.

ولفت الطبيب بلعاوي إلى أن الفئات التي يجب أن تأخذ طعن كورونا، هم أولا الذين جميع من يعملون في المجالات الصحية، ثم المرضى ذوي الأمراض المزمنة، ثم كبار السن، مطمئنا بأن اللقاحات آمنة ولا تؤثر على الخلايا كما يُشاع، ودعا إلى المزيد من التوعية للحد من هذه الشائعات.

وأوضح أن هذا الشتاء سوف يمر علينا بدون لقاح ضد فيروس كورونا، حيث لن يصل اللقاح قبل الربع الأول من العام المقبل 2021، داعيا الفلسطينيين إلى رفع مستوى المسؤوليات المجتمعية والالتزام بالإجراءات الوقائية، وحجر المصابين بالبيوت "لأننا ما زلنا في الخطر"، كما دعا إلى دعم القطاع الصحي بالأدوية.