تمثال لأحد ملوك مصر القديمة يتعرض للكسر أثناء النقل
كشفت مصادر بالمتحف المصري الكبير عن تعرض قطع أثرية للكسر بفعل النقل غير الاحترافي للتماثيل إلى المتحف الكبير بالجيزة، ومنها تماثيل لملوك حكموا مصر القديمة وزوجاتهم.
وأظهرت صور خاصة حصلت عليها قناة الجزيرة القطرية شرخا يفصل رأس تمثال عن جسمه، ووقع ذلك الشرخ حينما وضع التمثال على الرافعة بطريقة خاطئة فانفصل الرأس عن الجسم، وفق المصادر ذاتها.
والمتحف المصري الكبير هو مشروع ضخم مخطط له منذ نحو 15 عاما، وتعثّر إنشاؤه بسبب عقبات تمويلية، وشُرع في بنائه قبل سنوات، ليصنف كأكبر متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم.
وقد أطلقت مصر حملة لتمويل المشروع الذي قدّرت تكلفته المبدئية بنحو 550 مليون دولار، تسهم فيها اليابان بقيمة 300 مليون دولار على سبيل القرض الميسر. وكانت أول محاولة لجمع المال اللازم لبناء هذا الصرح العملاق تمثلت في المعرض الجديد للآثار المصرية في متحف الفنون في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، تحت شعار "توت عنخ آمون والعصر الذهبي الفرعوني".
التمثال الذي تعرض للكسر عند الرقبة يخضع للترميم في موقعه بالمتحف المصري الجديد (الجزيرة)
وأسندت الحكومة إلى شركات خاصة عددا من المهام المتعلقة بتصميم وبناء المتحف الجديد الواقع غربي الجيزة، وفضحت الأمطار الغزيرة العام الماضي وجود ثغرات عديدة في التصميم تسببت في تسرب الأمطار من السقف المفترض أنه محمي ضد العوامل البيئية، كما تفجرت المياه من أرضية المتحف مع ارتفاع منسوبها فيه.
وتدخّل المسؤول عن المتحف اللواء عاطف مفتاح لتغيير واجهته بعد اكتشاف أشكال مصممة عليه تشبه نجمة داوود، الرمز اليهودي الأشهر، وكلف تنفيذ واجهة المتحف المصري الكبير نحو 20 مليون دولار بخامات مصرية.
ورد اللواء مفتاح في تصريحات صحفية على تساؤلات عن سر تغيير الواجهة بالقول إنه لم يتم تغيير الواجهة، ولكن التصميم الأصلي لها كان يبعد نحو 17 مترا، وكانت لا تعد واجهة بالمعنى الصحيح، بل كانت لوحة إعلانية، موضحا أن الواجهة الرئيسة للمتحف كانت وراء تلك اللوحة، وكان بها بعض الرموز والتشكيلات التي تدّعي أن بناة الأهرام ليسوا مصريين وبها رموز مثيرة للجدل.
وسيعرض المتحف عند افتتاحه أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون التي تعرض لأول مرة بشكل كامل أمام الزائرين.
وينقسم مشروع المتحف المصرى الكبير إلى 3 مراحل، كلفت المرحلة الأولى والثانية 200 مليون دولار بتمويل مصري 100%، أما عن المرحلة الثالثة وهي المشروع الرئيس فقد بلغت تكلفتها ما يقارب 850 مليون دولار.
ومن المقرر أن يضم المتحف نحو 100 قطعة أثرية من مختلف العصور التي مرت بها مصر في مرحلة ما قبل الفتح العربي.
ولم يتحدد بعد الموعد النهائي لافتتاح المتحف، لكنه سيكون في غضون عام 2021، حسب تصريحات متفرقة لمسؤولين عن المشروع بوزارة الآثار والسياحة.
ويقع المتحف الكبير بالقرب من هضبة أهرامات الجيزة، ويتم بناؤه ليكون أكبر متحف في العالم للآثار المصرية القديمة، بطاقة استيعاب تقدر بنحو 15 ألف زائر يوميا.
والمتحف مصمم ليتضمن مباني خدمية وتجارية وترفيهية ومركزًا للترميم وحديقة متحفية للزروع والأشجار التي عرفتها مصر القديمة، في إطار خطط تنشيط السياحة.
المصدر: الجزيرة.