الاتحاد الأوروبي يدعم زراعات مستحدثة في فلسطين
في ضاحية كفا جنوب محافظة طولكرم، تخوض عائلة عرفات تجربة تعتبر الأولى في فلسطين باستحداث زراعة الأناناس باعتباره صنف غير تقليدي عن ما يزرع عادة في فلسطين.
الفكرة تبلورت على الرغم من وجود العديد من التحديات والمعيقات التي كانت ستحول دون ترجمتها على أرض الواقع، لكن العائلة أردات أن يكون لها مشروعها المميز وخاصة أن طولكرم تتميز بالجانب الزراعي باعتبارها جزءا من سلة فلسطين الغذائية.
وعلى الرغم من أن هذه الفاكهة تحتاج إلى ظروف بيئة استوائية لتنبت إلا أنالعائلة عملت على توفير بيئة مشابهة وظروف مناخية في المستنبت، كانت نتيجتها نجاح ما مساحته نصف دونم مزروعة بأربعة آلاف ثمرة من بالأناناس بداية عام 2005.
وزارة الزراعة من جانبها قامت بدراسة الظروف الملائمة لزراعة الأناناسوبالأخص في منطقة طولكرم، فمناخها يتميز بالحرارة المرتفعة وارتفاع نسب الرطوبة إضافة إلى وجود المياه، وحسب الدراسة فإن من الممكن بوجود هذه العوامل أن تنجح هذه التجربة.
مدير الإغاثة الزراعية في محافظات شمال الضفة الغربية والأغوار عاهد زنابيط وصف هالتجربة بالرائعة والرائدة لاسيما وأن الجدوى الاقتصادية منها مرتفعة، حيث ساهمت في التقليل من استيراد فاكهة الأناناس سواء من إسرائيل أو من الخارج.
ويعلق زنابيط على ذلك قائلا: "لقيت زراعة الأناناس تشجيعا كبيرا من قبل الاتحاد الاوروبي والمنظمات الزراعية المختلفة وفتحت المجال أمام المهندسين الزراعيين في الاستثمار فيها وخلق فرص عمل جديدة للمزارعين الفلسطينين وتشجيعهم".
فكان هناك مساهمة من الممثلية الهولندية بآلاف الشتلات حيث يمكن زاعة ما يقارب 7 إلى 9 آلاف شتلة في الدونم الواحد بتكلفة تصل إلى 9000 دولار.
ويضيف زنابيط بأن كان هناك دعم من الاتحاد الاوروبي لزراعة أصناف جديدة كالفراولة والتي لم تكن موجودة قبل عام 2009، حيث بدأت التجربة بدونمين لتصل إلى 150 من الفراولة المعلقة والأرضية، بالإضافة إلى استحداث زراعة الزنجيل.
هذا ويقدم الاتحاد الاوروبي سنويا حزمة من المساعدات المالية تقدر بملايين الدولارات لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين، ومؤخرا عزم زيادة الدعم ب 5.5 مليون يورو، وذلك بهدف دعم المزارعين وتعزيز صمودهم وبقائهم بالإضافة إلى دعم الشركات الزراعية المحلية خاصة في ظل جائحة كورونا.