اشتعال الوضع في "فيلادلفيا" الأمريكية
فرضت السلطات في مدينة فيلادلفيا الأمريكية حظر التجول في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات التي طالت المدينة التي تحولت إلى بؤرة ساخنة للأحداث، خلال الساعات الماضية، والتي صاحبها عمليات عنف ونهب ومناوشات مع قوات الأمن على خلفية مقتل رجل من أصول إفريقية برصاص الشرطة.
شهدت المدينة الأمريكية تكرار سيناريو حادث "جورج فلويد"، الذي أدى إلى اندلاع موجة عاتية من الغضب أشعلت الولايات المتحدة الأمريكية على مدار أسابيع متتالية، وصلت حدتها إلى خارج الحدود، لتصل إلى عدد من المدن الأوروبية للتنديد بتعامل الشرطة العنيف مع الأمريكيين من أصول أفريقية.
اندلعت الشرارة الأولى للحادث، الاثنين الماضي، عندما أطلق رجال الشرطة النار على رجل من أصول أفريقية يدعى والتر والاس جونيور، يبلغ من العمر 27 عاما، في أحد أحياء مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، بعد رفضه تسليم سلاحه رغم أوامر الشرطة، بحسب المتحدث باسم شرطة فيلادلفيا إريك جريب.
وذكر والد الضحية لصحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر"، أن ابنه كان يعاني من مشاكل نفسية ويخضع للعلاج، قائلا: "لماذا لم يستخدموا الصاعق الكهربائي؟"، مشيرا إلى أن "والدته كانت تحاول تهدئة الوضع".
وانتشر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه الشرطيين وهما يطلقانن على الشاب عدة طلقات نارية، فيما لم يكونا معرضين للخطر الوشيك، على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدى إلى إندلاع حالة من الغضب، وبعد ساعات قليلة من الحادث، تجمع حوالي 300 متظاهر في الشوارع احتجاجا على عنف الشرطة والعنصرية، مما أدى إلى صدامات مع قوات الشرطة.
وقال رئيس بلدية فيلادلفيا جيم كيني: "لقد شاهدت مقطع فيديو هذا الحادث المأساوي، وهو يثير بعض الأسئلة الصعبة التي يجب الإجابة عليها"، معلنا فتح تحقيق.
وذكرت شرطة فيلادلفيا لـ"فرانس برس" أن 30 شرطيا أصيبوا، ونقل عدد كبير منهم إلى المستشفى، ونجمت معظم الإصابات من مقذوفات، ومنها الطوب، رشقها المتظاهرون، كما أصيبت شرطية بعد أن صدمتها سيارة بحسب متحدث باسم الشرطة.
قررت الإدارة الأميركية إرسال قوات من الحرس الوطني إلى فيلادلفيا، بعد عمليات شغب ونهب ومظاهرات شهدتها المدينة.
وقالت مديرة مكتب التواصل الإستراتيجي في البيت الأبيض أليسا فرح: "نحن نراقب الوضع من كثب. نحن على استعداد لنشر العناصر الفيدرالية، إذا لزم الأمر. الرئيس ترامب لن يتسامح مع العنف الموجه ضد قوات الأمن الأميركية".