الشيف فادي قطان.. يُرسّخ موروث الطبخ الفلسطيني عالميا
من بين وصفات الطبخ المختلفة ومدارس الطهي العديدة، برز الطاهي الفلسطيني فادي قطان ليرسخ موروثًا فلسطينيًا عريقًا، بطابع جديد معاصر يحافظ من خلاله على وصفات الآباء والأجداد في زمن الألفية الثالثة.
لمسات الطاهي المميز فادي؛ للتوابل والنكهات الفلسطينية تميزت بين الكثيرين من طهاة الوطن، فاعتماده على المحصول الموسمي والمنتوج اليومي الوطني والمحلي، هو ما جعل من أطباقه ووصفاته ميزة فريدة.
حديث لا يمل وتفاصيل كثيرة، شاركها هذا الطاهي المميز عبر برنامج "أحلى صباح" مع المقدمتين "سهى زبن وتالا عابدين" على أثير "رايـــة"، حيث يعتبر مطعمه "فوضى" من أفضل وأشهر مطاعم بيت لحم، وهو مطعم مفضّل للكثير من المواطنين والسياح الأجانب وحتى الدبلوماسيين.
بداية مشوار الشيف قطان كانت قبل عدة سنوات في مطبخ "جدتي"، ومنذ ذلك الوقت بقي الحب للمطبخ، وبدأ حياته العملية الفعلية في العاصمة الفرنسية باريس، ثم في لندن، إلى أن عاد مجددا إلى فلسطين، وعمل في مجال آخر بعيدا عن الطهي، حتى عاد إلى الطهي قبل 6 سنوات في مطعم "فوضى" ومشاريع أخرى.
يقول قطان: "أعمل في بيت لحم على أكثر من مشروع لهم علاقة بجانبين، الأول هو الحفاظ مطبخنا الفلسطيني، والثاني هو ترويج المطبخ الفلسطيني على مستوى العالم"، مشيرا إلى أن سبب تسمية مطعمه الشهير بـ "فوضى" هو أن المطعم لا يعرض قائمة للطعام، بل يقدم قائمة بشكل يومي.
يضيف: "في صباح كل يوم أتوجه لزيارة المزارعين في السوق القديم في بلدة بيت لحم وبناءً على المنتوجات الموجودة أقوم بتصميم قائمة الطعام لكل يوم"، وأوضح أن الطهي الذي يتم تقديمه هو من كافة المنتجات الفلسطينية، وهي وجبات جديدة ومعاصرة.
ويقول قطان: "لدينا أكلات فلسطينية متنوعة ومن كافة المناطق الفلسطينية من غزة للناصرة لبيت لحم، لدينا بيئة متنوعة من الساحل للصحراء لأراضي الزيتون، كل ذلك أدى إلى آخر مطبخ اليوم في فلسطين".
وأشار الطاهي فادي إلى أن الاحتلال عند احتلاله بلادنا قام بسرقة المطبخ الفلسطيني والمنتجات كما سرق الأراضي، مؤكدا على أهمية المحافظة على المطبخ الفلسطيني والذي جاء في وقت متأخر.
وحول مدى تأثير الطهي على ثقافة الشعب، اعتبر الشيف قطان أن الطهي نوع من الدبلوماسية الناعمة، حيث يمكن معرفة الشعب الفلسطيني من خلال 10 أطباق، وتابع: "نعمل الآن على سلسلة حلقات (مطبخ تيتا) في 10 مدن فلسطينية، وأتعلم من خلالها طبخات معينة وأشارك فيها".
وعن إمكانية منافسة المطبخ الفلسطيني عالميا، أكد قطان أن مطبخنا الفلسطيني ليس بحاجة للمنافسة، وليس هناك مطبخ في العالم يمكن أن ينافس آخر، لافتا إلى أن كل مطبخ لديه خصوصياته، ومطبخنا الفلسطيني هو من منتوج أرضنا والذي يعتبر بمثابة كنز.