أكبر رقم قياسي منذ سنوات
تقرير: موجة استيطان جديدة تضرب عمق الضفة بقوة
قال تقرير الاستيطان الاسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، إن موجة جديدة من البناء في المستوطنات تضرب بقوة عمق مناطق الضفة الغربية، في إشارة إلى زيادة في عدد الوحدات الاستيطانية التي تم الاعلان عنها.
وأشار التقرير الذي يغطي الفترة من ( 10-16 تشرين الأول الجاري) بهذا الخصوص، إلى موافقة سلطات الاحتلال الخميس الماضي على خطة بناء 3212 وحدة استيطانية جديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بعد شهر واحد من التوقيع على اتفاقيتي تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين برعاية أميركية في منتصف أيلول الماضي، يشكل تحديا متواصلا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستخفاف لا حدود له بموقف المجتمع الدولي، واستثمار علني، وعلى المكشوف لاتفاقيات التطبيع مع دولة الامارات العربية ومملكة البحرين.
وحسب مصادر جيش الاحتلال، فإن هذه الخطة التي تم المصادقة عليها تأتي استكمالًا للمخطط الذي أعلن عنه بشأن المصادقة على بناء 2166 وحدة أخرى، ليصل العدد الإجمالي إلى 5400 وحدة استيطانية.
أما تفاصيل الموافقات، فإن الوحدات الاستيطانية الجديدة موزعة على عدد من مستوطنات، من بينها: بناء 500 وحدة استيطانية في مستعمرة (تسور هداسا) على حساب أراضي المواطنين في قرية وادي فوكين، هذا الى جانب البناء في مستوطنات (عيلي، نوكديم ، معاليه مخماس ، فدوئيل، ياكير)، والى جانب بناء أكثر من 1000 وحدة في مستوطنة (بيتار عيليت) القريبة من القدس المحتلة، و625 وحدة في مستوطنة (عيلي) في عمق الضفة الغربية على اراضي قرى وبلدات قريوت، الساوية، اللبن الشرقية، وسنجل، وترمسعيا.
هذا إلى جانب 560 وحدة في مستوطنة (جيلو) في القدس المحتلة، فضلا عن 286 في مستوطنة (هار برخا)، و181 في مستوطنة (عيناف)، و120 في مستوطنة (كيدم) و350 في مستوطنة بيت إيل. وهي جميعا في عمق الضفة الغربية، وتعتبر بعضها معزولة، كما هو الحال مع مستوطنة (هار براخا) الجاثمة على قمة جبل جرزيم في نابلس.
ويعتبر هذا أكبر رقم قياسي في السنوات الأخيرة للبناء.
وقالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية المعارضة للاستيطان، إن هذا التوسع الاستيطاني يشير إلى رفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية، ويوجه ضربة إلى آمال تحقيق سلام إسرائيلي عربي أوسع.
ورأت في بيان لها، أن نتنياهو يمضي قدما وبكامل قوته نحو ترسيخ الضم الفعلي للضفة الغربية، وبأن وزير الجيش بيني غانتس وهو رئيس الوزراء بالإنابة في حكومة الائتلاف قد وافق هو الآخر على خطط البناء، لترسل بذلك إسرائيل إشارات إلى العالم حول تأييد أبرز حزبين فيها إنهاء مفهوم حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية.
كما أشارت المنظمة إلى أن هذا البناء هو الرقم القياسي في البناء منذ العام 2012 على الأقل، وأنها أحصت منذ مطلع العام وحتى الآن، الموافقة على بناء 12159 وحدة"، مشيرة إلى احتمال الموافقة على بناء عدد إضافي من الوحدات الاستيطانية قبل نهاية العام.
وفي هذا السياق، وكجزء من الخطة وافقت سلطات الاحتلال مؤخرا وبأثر رجعي كذلك على العديد من المستوطنات العشوائية ( البؤر الاستيطانية).
على صعيد آخر، وفي أكبر عملية سرقة وقرصنة لأراضي الفلسطينيين، استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 11 ألف دونم في الأغوار الفلسطينية لصالح ما يسمى "المحميات الطبيعية"، حيث أعلن الاحتلال استيلائه على 11.200 دونم، لصالح 3 محميات طبيعية في الأغوار الفلسطينية.
وتقع تلك المحميات في دير حجلة بأريحا، والأخرى جنوب الجفتلك قرب مستوطنة "مسواه"، والثالثة شرق عين الحلوة والفارسية في الأغوار الشمالية في المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "مسكيوت، وروتم" المقامتين على أراضي المواطنين في الأغوار. وهي بالعادة احدى الطرق التي تستولي فيها سلطات الاحتلال على اراضي الفلسطينيين، حيث أن الكثير من عمليات الاستيلاء تندرج تحت بند "المحميات الطبيعية"، التي يجري تخصيصها لاحقا للبناء الاستيطاني.
وأثارت هذه الموجة الجديدة من الخطط الاستيطانية ردود فعل منددة، باعتبارها مخالفة صريحة للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334.
على صعيد آخر، وبعد اسبوع على بدء موسم الزيتون والذي شهد الأسبوع الفائت حربا على الأشجار والمزارعين الفلسطينيين، فإن الأسبوع التالي لم يكن أفضل حالا. فقد تواصلت الحرب المفتوحة من قبل المستوطنين وسلطات الاحتلال على اشجار الزيتون، وقد قدرت وزارة الزراعة الفلسطينية حجم الخسائر الناجمة عن اعتداءات المستوطنين على الأراضي المزروعة بالزيتون في مختلف محافظات الضفة الغربية بما لا يقل عن 5% من اجمالي حجم انتاج زيت الزيتون للموسم الحالي.
وفيما يلي مجمل الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض:
القدس: شرعت طواقم بلدية الاحتلال وما تسمى "سلطة الآثار والطبيعة" بأعمال حفر بآليات ضخمة بعدة جهات في وادي الربابة، لفحص التربة، وتهيئة البنية التحتية لإقامة جسر هوائي معلق في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بدعوى تسهيل السياحة الدينية التوراتية ووصول المستوطنين المتطرفين إلى منطقة حائط البراق وباب المغاربة، إلا أن أصحاب الأراضي تصدوا لها ومنعوها من إكمال عمليات الحفر.
ويبلغ طول الجسر الهوائي المخطط إقامته 200 متر، وبارتفاع 30 مترًا عن سطح الأرض، وقد خصصت ميزانية مليون و800 ألف شيقل لتنفيذه.
وفي القدس تم كشف النقاب عن تواطؤ جمعية "إلعاد" الاستيطانية و"الصندوق القومي اليهودي "كيرين كاييمت" لإخلاء عائلة سمرين من منزلها في بلدة سلوان بالقدس.
الخليل: وضع مستوطنون حجرا منقوشا عليه الشمعدان التلمودي على "قنطرة" أحد المباني في سوق القزازين بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، في سياق عمليات التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في البلدة، كما أخطرت قوات الاحتلال بوقف البناء في سبعة منازل بمسافر يطا جنوب الخليل، والمنازل تعود للمواطنين، خليل مهانية، ونجليه جهاد وإبراهيم، وعمران أبو صبيح، ونجيب الجعبري ونجله، وآخر لعائلة أبو عجمية.
بيت لحم: تتعرض المحافظة لاعتداءات ومضايقات في أكثر من بلدة وقرية ومنطقة، لتمرير مخططات تخدم التوسع الاستيطاني في المحافظة. حيث تتعرض منطقتا "خربة عليا" و"أم ركبة" المحاذية لها لهجمة استيطانية تتمثل في هدم عدد من المنازل وإخطارات أخرى بالهدم وإيقاف البناء، بهدف تفريغها من سكانها والاستيلاء عليها لتوسيع حدود مستوطنة "أفرات".
وأعلنت سلطات الاحتلال عن تعديل حدود أراضٍ في قرية عرب التعامرة شرق بيت لحم، بهدف الاستيلاء عليها ، لصالح توسيع مستوطنة "تقوع" وبموجب قرار سلطات الاحتلال سيتم الاستيلاء على عشرات الدونمات من: حوض طبيعي (٢) موقع فتورة، وقناني صقير، ورومان، والعرديات، والغزلان، وحوض طبيعي (٤) موقع مسطاح العنزيات، ووعر خريطون، وطواقي عين الناطوف، وشعب العين، وخلة صالح ، من اراضي عرب التعامرة، بهدف توسيع حدود المستوطنة المذكورة.
وأمهلت سلطات الاحتلال أصحاب الأراضي مهلة ٤٥ يوما، من أجل الاعتراض على ذلك. وفي بيت تعمر قامت سلطات الاحتلال بنصب سياج في محيط جبل الفرديس، وأراضي في بلدتي بيت تعمر وزعترة شرق بيت لحم، في وقت أكمل فيه مستوطنو "آيبي هناحل"، المقامة على أراضي المواطنين في قرية كيسان شرق بيت لحم تسييج أراض استولوا عليها سابقا خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وتقع جنوب غرب القرية، إضافة الى نصب أربعة بيوت متنقلة "كرفانات" ليصبح العدد الإجمالي ثمانية.و شقوا عقب الاستيلاء على الأرض طريقا استيطانيا ، وجهزوا بنية تحتية، بهدف توسيع حدود المستوطنة المذكورة.
رام الله: أصيب المواطن خليل عميرة (75 عاماً) بجروح في رأسه، إثر اعتداء نفذه مستوطنون على قاطفي الزيتون في قرية نعلين غرب مدينة رام الله. كما أصيب 4 مزارعين فلسطينيين من قرية برقة شمالا جراء تعرضهم لهجوم من مستوطني "ميغرون" المقامة على أراضي القرية، وذلك بحماية قوات الاحتلال، فيما تعرضت قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم لسرقة محصول الزيتون في أراضي المواطنين المحاذية لمستوطنة "بيت عاين"، إضافة إلى تكسير أغصان بعض الأشجار.
نابلس: أقدم مستوطنون على عرقلة عمل طاقم تلفزيون فلسطين، خلال تغطية مباشرة لاعتداءات المستوطنين ومحاولتهم إقامة بؤرة استيطانية على أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس، وحاولوا اختطاف رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي بيت دجن نصر أبو جيش.
واقتحم مستوطنون منطقة "خان اللبن" في قرية اللبن الشرقية جنوبا، بحماية من جنود الاحتلال؛ بحجة وجود أحجار تاريخية تعود لهم في المنطقة، محاولين سرقتها بحماية من جنود الاحتلال. فيما شرع مستوطنون بشق طريق استيطانية في المنطقة الشرقية من أراضي عصيرة القبلية. وقطع مستوطنون من مستوطنة "ايش كودش" عددا من أعمدة الكهرباء باستخدام منشار كهربائي، في قرية جالود جنوب نابلس الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار عن المنطقة في وقت قامت فيه مجموعة من المستوطنين بسرقة ثمار الزيتون من أراضي تعود للمواطن مجد شحادة من سبسطية.
سلفيت: اعتقلت قوات الاحتلال المزارع عامر أبو حجلة، ومتضامنا أجنبيا أثناء تواجدهما في أرض تعود للمزارع أبو حجلة لمساعدته في قطف ثمار الزيتون بمحاذاة مستوطنة "ياكير" المقامة على أراضي بلدة ديراستيا غرب سلفيت.
كما سرق مستوطنون ثمار الزيتون من أراضي المواطنين الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري، بالقرب من مستوطنة "عيتس افرايم" المقامة على أراضي المواطنين شمال قرية مسحة غرب سلفيت، وكسروا أغصانها.
واعتدى جنود الاحتلال برفقة مستوطنين، على مزارعين في قرية دير استيا أثناء قيامهم بقطف ثمار الزيتون في اراضيهم الواقعة في وادي قانا ـ و تم احتجازهم في أراضيهم، بحجة أن المنطقة منطقة تدريب لإطلاق النار، فيما سرق مستوطنون ثمار الزيتون من أراضي المواطنين الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري بالقرب من مستوطنة "عيتس افرايم" المقامة على أراضي المواطنين شمال قرية مسحة، وكسروا أغصانها، حيث تم تكسير أغصان ما يقارب 60 شجرة مزروعة على مساحة 120 دونما، في منطقة "ورعة الحمص". فيما أغرق مستوطنو مستوطنة "ليشم" كروم الزيتون بالمياه العادمة ما أدى إلى تضرر نحو 800 شجرة زيتون.
جنين: أغلقت جرافات الاحتلال عددا من الطرق الزراعية في بلدتي زبوبا وتعنك غربا، حيث قامت بوضع المكعبات في عدد من الأراضي؛ لمنع وصول المواطنين إلى أراضيهم.
واستولت قوات الاحتلال على جرافة كانت تعمل في أرض المواطن سمير خليل ياسين، بقرية عانين غرب مدينة جنين.
طولكرم: اعتدت قوات الاحتلال على العاملين في مشروع استصلاح الأراضي الزراعية المهددة بالاستيلاء في منطقة الكفريات، وأطلقت قنابل الغاز والقنابل الصوتية بدون سابق انذار باتجاه المقاول والعاملين في المشروع، ما ادى الى اندلاع حريق في الأعشاب والشجيرات في موقع العمل. واتت النيران على ما يقارب من 80 دونما مزروعة بأشجار الزيتون، الأمر الذي استدعى تدخل طواقم الدفاع المدني من أجل اخمادها.
الأغوار: داهمت قوات الاحتلال منازل عدة في قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية، عرف من أصحابها: غالب جميل فقها وثلاثة من أبنائه، كما أخطرت بإزالة خيمة سكنية تعود للمواطن رداد حامد رزق دراغمة من خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وقامت بطرد الرعاة وقطعان المواشي في منطقتي البرج والإثم بالمالح في الأغوار الشمالية، أثناء إجراء تدريبات عسكرية في المكان.
وأقام مستوطنون بيتا متنقلا "بركسا" في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية. وهي المنطقة ذاتها التي زرعوا فيها أشجار زيتون، ووضعوا فيها خزان مياه ومعرشا، قبل حوالي ثلاثة أشهر.