هدوء حذر بإقليم قره باغ وتهدئة هشة بين أرمينيا وأذربيجان
أعلنت روسيا أن وزيري خارجيتي أرمينيا وأذربيجان أكدا التزام بلديهما بتنفيذ اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ، الذي تعرض، مساء السبت، إلى تفجيرات وقصف، حيث أعقب ذلك اتهامات متبادلة بين البلدين بخرق الاتفاق.
وتعرضت مدينة ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورني قره باغ الخاضع لسيطرة أرمينيا لقصف وتفجيرات، فيما يسود هدوء حذر في الإقليم، عقب وقف إطلاق النار والتهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة روسية.
قتلى وجرحى بقصف أعقب وقف إطلاق النار
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذربيجانية قصفت الليلة الماضية مدينتي مارتوني وشوشي بكاراباخ (ناغورني قره باغ) في خرق لاتفاق وقف النار، بينما أعلنت السلطات الأذربيجانية مقتل 5 أشخاص وإصابة 17 شخصا بجروح إثر سقوط صاروخ على حي سكني وسط مدينة غانجا.
وبعيد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، اتّهمت وزارة الدفاع الأرمينية القوات الأذربيجانية بأنها "شنت هجوما عند الساعة 12,05".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن "أرمينيا تنتهك بشكل صارخ وقف إطلاق النار"، واتّهمت الوزارة لاحقا القوات الأرمنية بشن هجوم تمكّنت القوات الأذربيجانية من صده.
ولدى الإعلان عن الهدنة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانبين اتفقا على بدء "مفاوضات جوهرية" للتوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع، بوساطة من رؤساء مجموعة مينسك (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفياً بالرئيس الإيراني حسن روحاني، تباحثا فيه حول جهود الوساطة الروسية، وفق الكرملين.
من جهتها، رحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوقف النار، وأبدت استعدادها لتسهيل تبادل الأسرى والجثث.
وأشارت الخارجية التركية إلى ان وقف النار هو "أول خطوة مهمة لكنه لن يحل مكان حل دائم".
وأضافت أنقرة حليفة باكو أن أذربيجان منحت أرمينيا "فرصة أخيرة للانسحاب من الأراضي التي تحتلها" مؤكدة أن "أذربيجان أثبتت لأرمينيا والعالم أنها تستطيع استعادة أراضيها المحتلة".
يأتي ذلك فيما يُخشى من تدويل الصراع في هذه المنطقة حيث لدى الروس والأتراك والإيرانيين والغرب مصالح، وتشجع أنقرة باكو على الهجوم فيما تلتزم موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.
وأسفرت المواجهات التي اندلعت في 27 أيلول/سبتمبر بين الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ وأذربيجان عن مقتل أكثر من 450 شخصا، بينهم نحو 50 مدنياً. لكن الحصيلة الحقيقية للمعارك قد تكون أكبر بكثير.
وانفصل إقليم ناغورني قره باغ الذي تسكنه غالبية أرمنية عن أذربيجان بعد حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينيات القرن الماضي. وتتهم باكو يريفيان باحتلال أراضي الإقليم الذي شهد مرارا أعمال عنف.