الرضاعة الطبيعية تعالج وتقي من كورونا بنسبة 98%
كشفت نتائج دراسة جديدة، أجراها علماء صينيون، أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد على الوقاية من كوفيد-19 أو علاجه، مما يدعم إرشادات منظمة الصحة العالمية بأن الأمهات يجب أن يرضعن أطفالهن حديثي الولادة حتى لو كن مصابات بعدوى فيروس كورونا المُستجد، بحسب ما نشرته "تايمز" البريطانية.
وتوصل باحثون من جامعة بكين للتكنولوجيا الكيميائية إلى أن بروتينات مصل الحليب من ثدي الأم يمكن أن تمنع فيروس كورونا عن طريق "منع الارتباط الفيروسي" وتحول دون دخول أو حتى تكاثر الفيروس بعد الدخول إلى الجسم.
وأظهر البحث أن بروتينات مصل الحليب الموجودة في حليب البقر والماعز يمكن أن تمنع أيضًا فيروس كورونا، ولكنها أقل فعالية من حليب الثدي البشري، والذي يعتقد أنه يحتوي على تركيز أعلى من العوامل المضادة للفيروسات من تلك الموجودة في الأنواع الأخرى.
ومن المرجح أن تعطي نتائج الدراسة الجديدة أدلة جديدة سيمكن إضافتها إلى قائمة إرشادات الرضاعة الطبيعية للأمهات المصابات بكوفيد-19.
وتتخذ منظمة الصحة العالمية موقفًا مفاده أنه يجب على الأمهات الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى لو أصبن بالعدوى، لكن كان هناك بعض الحذر في عدد من البلدان بشأن احتمالية انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.
وفي الدراسة، قام تونغ ييجانغ، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم الأوبئة، وزملاؤه بتعريض الخلايا السليمة في حليب الثدي البشري لفيروس كورونا المُستجد.
ولاحظ الفريق البحثي عدم وجود ارتباط أو دخول الفيروس للخلايا السليمة، بالإضافة إلى توقف تكاثر الفيروس في الخلايا المصابة بالفعل.
وكتب الباحثون: "أشارت هذه النتائج إلى أن حليب الثدي البشري أظهر خاصية عالية لمكافحة سارس-كوف-2".
واكتشف الباحثون أيضا أن بروتينات مصل حليب البقر والماعز يمكن أن يكبح فيروس كورونا بنحو 70%، لكن فعالية مصل حليب الثدي البشري كان أكثر إثارة للدهشة بشكل مذهل حيث قضى على فيروس كورونا بنسبة 98%.
وأشار الباحثون إلى أن حليب الأم، الذي تم جمعه قبل الجائحة، لم يكن يحتوي أيضًا على أجسام مضادة لفيروس سارس-كوف-2.
وفي سياق منفصل، وجدت دراسة أميركية أن حليب الثدي لا ينقل العدوى بفيروس كورونا من "الأم إلى رضيعها"، حيث كتب الباحثون الأميركيون في ورقة بحثية أولية، نشرتها الدورية العلمية لـ"الجمعية الطبية الأميركية" قائلين: إن "هذه النتائج مطمئنة بالنظر إلى الفوائد المعروفة للرضاعة الطبيعية وحليب الأم المُقدم من خلال بنوك الألبان".
وقامت الدراسة الأميركية بتحليل 64 عينة من حليب الثدي من 18 سيدة، ولم يظهر أي دلائل على أن لبن الثدي يمكن أن ينقل العدوى بمرض كوفيد-19.
ويجري الباحثون بالوقت الحالي تجارب مكثفة لدراسة إمكانية استخدام حليب الثدي كعلاج لحالات الإصابة بعدوى كورونا.