الصين تريد مواكبة صناعة أشباه الموصلات الأمريكية
تحاول الصين تكثيف صناعة أشباه الموصلات المحلية حيث تزيد الولايات المتحدة من الضغط على عمالقة التكنولوجيا في البلاد.
لكن المحللين قالوا: إن بكين ستواجه تحديات كبرى في تعزيز قطاع الرقاقات المحلي، وتُعد أشباه الموصلات بمثابة مكونات مهمة للغاية للإلكترونيات الاستهلاكية.
ومع تزايد عدد الأجهزة التي أصبحت ذكية ومتصلة بالإنترنت، فإنها ستصبح أكثر أهمية في مجالات جديدة، مثل السيارات، وتبعًا لذلك، فإن الصين تريد أن تكون لاعبًا قويًا في هذا المجال.
وتواجه الصين وضعًا قد يتعطل فيه وصول شركاتها إلى مكونات الرقاقات الهامة، فضلاً عن قدرة شركات صناعة الرقاقات المحلية على شراء التكنولوجيا لصنع أشباه الموصلات.
ولا يمكن أن تكون الصين قوة تكنولوجية كبرى بدون أشباه الموصلات، وقد لا تكون شركاتها التكنولوجية، مثل هواوي، قادرة على الحفاظ على مواصلة عملها إذا لم يكن لدى الصين قدرة كبرى على صيانة وتصنيع أشباه الموصلات.
وكشفت الحرب التجارية عن اعتماد الصين على الرقاقات الأجنبية، والدور المركزي للولايات المتحدة في سلسلة التوريد، وفي مدى تعقيد سلسلة التوريد هذه.
وفي وقت سابق من هذا العام، عدلت واشنطن قاعدة تلزم المصنعين الأجانب الذين يستخدمون معدات صناعة الرقاقات الأمريكية بالحصول على ترخيص قبل بيع أشباه الموصلات إلى هواوي.
وليس هناك ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستمنح هذه التراخيص.
وبينما تصمم هواوي، الشركة الكبرى لصناعة الهواتف الذكية في العالم حاليًا، رقاقاتها عبر شركة تابعة تسمى (HiSilicon)، فإنه يتم تصنيع هذه المكونات بواسطة شركة (TSMC) التايوانية.
وتستخدم (TSMC) في هذه العملية معدات صناعة الرقاقات التي تصنعها الشركات الأمريكية، لذلك سيتم منع حصول هواوي على رقاقات (TSMC) بعد 15 سبتمبر، ولدى الشركة الصينية خيارات قليلة جدًا على مستوى العالم بسبب العقوبات الأمريكية.
وتدرس الحكومة الأمريكية أيضًا كونها ستضيف شركة (SMIC)، أكبر الشركة الصينية الكبرى لتصنيع الرقاقات، إلى القائمة السوداء المعروفة باسم قائمة الكيانات.
ويؤدي ذلك إلى تقييد الشركات الأمريكية التي تصدر التكنولوجيا إلى الشركة الصينية، وقد لا تتمكن (SMIC) من الوصول إلى المعدات التي تحتاجها لصنع رقاقات أكثر تقدمًا، حيث إن تقنيتها متأخرة عدة سنوات عن (TSMC) وسامسونج.
ولدى صناعة أشباه الموصلات سلسلة إمداد معقدة للغاية، ولا يقتصر الأمر على الشركات التي تصنع الرقاقات، إذ هناك أيضًا شركات تصميم معنية، بالإضافة إلى الشركات التي تصنع الأدوات التي تمكن التصنيع في المقام الأول.
وتوجد تايوان وكوريا الجنوبية في طليعة التصنيع، لكن عندما يتعلق الأمر بأدوات التصميم، فإن الولايات المتحدة تهيمن.
وفي الوقت نفسه، تصنع شركة (ASML) الهولندية آلة تستخدم ما يسمى بتقنية الأشعة فوق البنفسجية الشديدة (EUV) المطلوبة لصنع الرقاقات المتقدمة مثل تلك التي تصنعها (TSMC) وسامسونج.
وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق من هذا العام أن الولايات المتحدة ضغطت على حكومة هولندا لوقف بيع آلة (ASML) لشركة (SMIC)، وقالت (ASML) في الشهر الماضي: إنها تنتظر رخصة تصدير من الحكومة الهولندية لشحن أجهزتها إلى الصين.
وتكمن مشكلة الصين في اعتمادها على المعدات الأجنبية المطلوبة لإنتاج الرقاقات، ومع زيادة ضغط الولايات المتحدة على قطاع التكنولوجيا في الصين، فإن جعل صناعة الرقاقات المحلية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة سيكون مهمة صعبة بالنسبة للصين.
يذكر أن الصين لم تكن قادرة على اللحاق بالركب حتى عندما كان لديها وصول غير مقيد إلى الأدوات والمواد الرائدة في السوق، وبدون هذه الأدوات تكون الصين بعيدة جدًا عن الركب.