ماكرون للبنانيين: لا أموال دون إصلاحات بنيوية
شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنه لا إفراج على أموال مؤتمر سيدر، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس عام 2018 من أجل لبنان، قبل حصول إصلاحات بنيوية على صعيد إصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد، وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي.
جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي خلال جولة له في العاصمة اللبنانية بيروت، التي يزورها بعد ساعات على توافق القوى السياسية على تكليف مصطفى أديب، تشكيل الحكومة الجديدة، داعيًا إلى تشكيل "حكومة بمهمة محددة" سريعًا تنفذ الإصلاحات الضرورية لانتشال لبنان من الانهيار الاقتصادي المتسارع.
وقال ماكرون "لا أعرف الرجل الذي تم تكليفه إثر الاستشارات النيابية الملزمة وبعد مشاورات، لا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وتأليفها بما تقتضي مصلحة الشعب اللبناني"، يأتي ذلك بينما أشارت وسائل إعلام إلى أن اختيار أديب، هو نتاج خيار ماكرون في إطار الخطة السياسية والاقتصادية التي يضعها للبنان.
وقال ماكرون إن "‘حزب الله‘ هو حزب يمثل جزءًا من الشعب اللبناني، وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أخرى يجب توعية ‘حزب الله‘ وغيره من الأحزاب بمسؤولياتها".
وأبدى ماكرون استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دعم دولي جديد للبنان بدعم من الأمم المتحدة، الشهر المقبل، بينما يمارس ضغوطًا على القوى السياسية للإسراع في تشكيل حكومة بمهمة محددة.
وقال ماكرون خلال حوار مع ممثلين عن المجتمع المدني والأمم المتحدة على متن حاملة المروحيات "تونّير" في مرفأ بيروت "نحن بحاجة إلى التركيز خلال الأشهر الستة المقبلة على حالة الطوارئ وأن نستمر في حشد المجتمع الدولي".
وأضاف "أنا مستعد لننظم مجددًا، ربما بين منتصف ونهاية تشرين الأول/ أكتوبر، مؤتمر دعم دولي مع الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى استعداده لاستضافة المؤتمر في باريس.
وأشار إلى أن الهدف هو أن "نتمكن من أن نطلب مجددًا دعمًا من الدول المختلفة لتمويل" مساعدات وشحنها فورًا إلى بيروت.
وقال خلال زيارته مرفأ بيروت، اليوم، "أقترح أن يكون هناك آلية متابعة، في تشرين الأول/ أكتوبر ثم في كانون الأول/ ديسمبر، وهذا ما سألتزم به شخصيًا".
وأضاف "لن نفرج عن أموال برنامج سيدر (...) طالما لم يتم الشروع في هذه الإصلاحات وفق للجدول الزمني المحدد، وهذا هو (هدف) موعد تشرين الأول/ أكتوبر، وسأعود أيضًا في كانون الأول/ ديسمبر لمتابعة ذلك".
في نيسان/ أبريل 2018، رعت فرنسا مؤتمر "سيدر" للمانحين الذي تعهد فيه المجتمع الدولي بتقديم دعم بقيمة 11 مليار دولار إلى لبنان، شرط تحقيق إصلاحات بنيوية. إلا أن عدم إيفاء لبنان بالتزاماته، حال دون حصوله على تلك المساعدات.
وفي التاسع من آب/ أغسطس، بعد أيام من وقوع انفجار مرفأ بيروت، رعت فرنسا مؤتمرًا دولياً لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد.
والتقى ماكرون، في وقت سابق، اليوم، نظيره اللبناني، ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، في القصر الرئاسي في بعبدا. وسيلتقي مساءً مع ممثلي تسعة من القوى السياسية البارزة بينها حزب الله.
زيارة ثالثة في كانون الأول
ويعود الرئيس الفرنسي إلى لبنان في كانون الأول/ديسمبر، في زيارة ستكون الثالثة له بعد انفجار المرفأ، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
وزار ماكرون لبنان المرة الأولى في السادس من آب/ أغسطس، بعد يومين على انفجار مرفأ بيروت، حيث حث القوى السياسية على إجراء "تغيير عميق" ووعد بالعودة مجددًا لتقييم التقدم الذي جرى إحرازه.