بالفيديو.. كورونا حقيقة أم مؤامرة؟
الكثير من الأشخاص في فلسطين وفي العالم، لديهم اعتقادات بأن فيروس كورونا هو مجرد "خطة سياسية أو مؤامرة" وليس حقيقة، وهو ما تسبب بمعاناة لوزارة الصحة، نتيجة عدم التزام المواطنين بالإجراءات التي تم فرضها من قبل الوزارة والحكومة، وأصبح من الصعب إقناع الناس بوجود الفيروس كحقيقة واقعة في المجتمع.
واستطلعت "راية" آراء الأطباء والخبراء والمصابين السابقين بفيروس كورونا، من خلال حلقة خاصة بعنوان "كورونا هل هو حقيقة أم مؤامرة"، والتي نُفذت بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي ضمن مشروع دمج واستجابة المجتمع في رفع الوعي لمخاطر كورونا.
الناشط المقدسي مصطفى أبو رموز أحد المصابين السابقين بفيروس كورونا، أوضح أنه كان أحد المشككين بوجود فيروس كورونا قبل أن يُصاب هو وعائلته بالفيروس، وحتى بعد عدة أيام من تأكيد إصابته بقي يشكك بوجوده، ولكن بعد أن ذهب إلى أحد مراكز الفحص التابعة للسلطة الفلسطينية بالقدس وتأكيد إصابته مرة أخرى، أصبح لديه قناعة بوجوده كما أصبح عبارة عن "شيء ملموس ونراه بالعين"، وفق قوله.
وحول مصدر إصابته، أوضح أبو رموز أنه أصيب هو وزوجته بفيروس كورونا نتيجة حضوره لأحد أفراح أقربائه، يقول: "ذهبت للفرح ورغم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة من كمامات وقفازات، إلا أنه في اليوم التالي بدأت الأعراض تظهر ثم انتقلت العدوى تدريجيا إلى أبنائي".
وفي وصفه لخطورة المرض، تابع: "بحضوري أنا وزوجتي لهذا الفرح في القدس جلبت هذا الفيروس إلى بيتي، أي انه كما يُقال إن فيروس كورونا (عزيز النفس) إذا لم تدعيه إلى بيتك فهو لا يأتي لوحده"، مشيرا إلى أنه هذا الفرح تسبب بكارثة، حيث أصيب 6 أشخاص من أسرته و100 شخص من عائلة أبو رموز.
من جهته، أكد الدكتور علي السباتين أخصائي الأمراض السارية والمعدية في مستشفى المطلع، أن فيروس كورونا موجود فعليا ولكن التعامل معه يختلف من شخص لآخر، وأن هناك شفافية عالية في طريقة الاعلان عن الإصابات وعددها، منوها إلى أنه يجب أن يكون هناك ثقة بين المواطنين والكادر الطبي.
واعتبر السباتين أن التشكيك بوجود فيروس كورونا هو معضلة حقيقية، وأن هناك معاناة في اقناع المجتمع الفلسطيني بوجود الفيروس ونتائجه، مشيرا إلى أن صعوبة اقناع الأشخاص بوجود الفيروس هو عدم رؤيتهم بوجوده أمام، وبالتالي يضعهم أمام الشك وتبرير النتائج.
وقال: "دائما وأبدا يوجد هناك من يحمل راية الطاقة السلبية وبث الدعايات والإشاعات ونحن حاليا في منصات التواصل الاجتماعي يمكن لكل شخص أن يكون منبرا بحد ذاته لبث الاشاعة، وبالتالي سرعة انتشار الاشاعات والاخبار المغلوطة أكثر بكثير من سرعة انتشار الفيروس نفسه".
بدوره، شكك الدكتور محمد أبو الرب أستاذ الاعلام في جامعة بيرزيت في نظرية "المؤامرة بوجود الفيروس وأن الفايروس مفتعل"، مؤكدا أن نشر الشائعات زاد الشكوك كثيراً بين البعض مثل شائعات "إعطاء مبلغ لأهل المتوفي بمرض آخر ليتم تسجيل سبب وفاته بسبب كورونا".
وأضاف أبو الرب أن وجود بعض الأخطاء بين الناس، وعدم توجههم للفحص، حيث يسود اعتقاد لديهم بأنه يتم الفحص للمخالطين من الدرجة الأولى فقط واستبعاد الدرجة الثانية والثالثة لعدم زيادة الحالات.
ودعا إلى ضرورة أن يكون هناك حملات توعية، كما وهناك بثت بعضها القنوات التلفزيونية، معتبرا أن ضخ المعلومات للناس يزيد من قدرتهم على استيعاب وجود فيروس كورونا، حيث نجحت سبل التعامل مع الفيروس في مراحله الاولى ولكن في الآونة الأخيرة حصلت عثرات لعدم التزام الناس بإجراءات الوقاية التي تفرضها وزارة الصحة.
ومن وجهة نظر أخرى، أكد أستاذ ادارة الازمات في الجامعة العربية الامريكية أيمن يوسف، على وجود ملامح لإدارة الأزمات في فلسطين، لكن لم يتم التركيز على التفاصيل، مشيرا إلى أنه لم يتم رسم خطة وادارتها وبناء هذه الخطة الاستراتيجية لم تكن موجودة، وأن هذا الفيروس عزز من امكانيات الحكومة للتعامل مع الأزمات في ظل هذه الظروف التي يعيشها العالم بأجمع.