فيروس كورونا: أمازون وفيسبوك وأبل حققوا مليارات بفضل الجائحة
تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد في اضطرابات اقتصادية واسعة طالت جميع دول العالم وعانى منها ملايين البشر، لكن مع هذا استفادت كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية من الجائحة وحققت أرباحا هائلة وازدهارا ماليا.
وحصدت الشركات الأمريكية أكبر مكاسب. فمبيعات أمازون ارتفعت بنسبة 40 في المئة خلال ثلاثة أشهر حتى يونيو/حزيران، بينما حققت شركة أبل زيادة كبيرة في مبيعات هواتف آى فون وغيرها من الأجهزة.
كما قفز عدد مستخدمي منصات شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي وتشمل (واتس آب وانستاغرام)، بنسبة 15 في المئة.
وتأتي هذه المكاسب بينما تواجه هذه الشركات تحقيقات واستجوابات حول حجمها وقوتها.
وفي جلسة استماع عقدت يوم الأربعاء، خضع مسؤولو تلك الشركات لاستجواب قاس من جانب أعضاء في الكونغرس الأمريكي حول احتمالية سوء استخدام الهيمنة على قطاع التكنولوجيا لسحق المنافسين، مشيرين إلى التناقض الحاد بين ثرواتهم التي حققوها وما تعانيه الشركات الأخرى.
وقال عضو الكونغرس الديمقراطي ديفيد سيسيلين، الذي يرأس اللجنة التي استجوبت مسؤولي الشركات، إنه من المرجح أن تصبح مواقفهم أقوى، حيث يدفع وباء كورونا الناس إلى زيادة استخدام الإنترنت.
وأضاف "قبل تفشي جائحة كورونا، برزت هذه الشركات بالفعل كشركات عملاقة في اقتصادنا".
وتابع سيسيلين "في أعقاب فيروس كورونا، من المرجح أن تصبح هذه الشركات أقوى وأكثر قوة من أي وقت مضى."
ولم تكن مكاسب شركات التكنولوجيا الأمريكية مفاجأة للمحللين، بغض النظر عن حجم النجاح الذي حققه العديد من الشركات.
ففي أمازون، كانت الأرباح الفصلية التي بلغت 5.2 مليار دولار هي الأكبر منذ انطلاق الشركة عام 1994، وتحققت هذه الأرباح على الرغم من الإنفاق الضخم على معدات الحماية وإجراءات أخرى بسبب الفيروس.
وقال تشارلي أوشيه، نائب رئيس مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني، عن صعود أمازون الضخم "هذا ربع عام استثنائي على جميع الجبهات في ظل ظروف قاسية".
ماذا كانت النتائج؟
ارتفعت مبيعات شركة التجارة الإلكترونية أمازون بنسبة 40 في المئة للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو/ حزيران، لتصل إلى 88.9 مليار دولار، وهو أقوى نمو لها على أساس سنوي منذ سنوات. وارتفعت الأرباح إلى 5.2 مليار دولار بينما لم تزد عن 2.6 مليار دولار في الفترة نفسها في عام 2019.
وقد أدى الإقبال الشديد على التسوق عبر الإنترنت إلى التأثير على قدرة الشركة. واضطرت أمازون لتوظيف حوالي 175 ألف شخص خلال الأشهر الثلاث، وتعمل على توسيع مستودعاتها تحسبا لاستمرار النمو.
وقال بريان أولسافسكي، المدير المالي لأمازون، في اتصال مع محللين اقتصاديين بشأن النتائج "لقد نفدت المساحة".
في غضون ذلك، قالت شركة أبل إن الإيرادات الفصلية قفزت بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 59.7 مليار دولار.
وساعد التحول إلى العمل والدراسة عن بُعد في زيادة الطلب على الأجهزة الجديدة، مثل أجهزة ماك وآى فون، وكلاهما حقق مكاسب كبيرة. وبلغت الأرباح 11.25 مليار دولار، ارتفاعًا من 10 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت شركة أبل إن إصدار هاتف آى فون SE منخفض التكلفة في أبريل/نيسان الماضي، ساعد في تعزيز المبيعات ووضع شركة الإلكترونيات العملاقة في وضع أفضل، على الرغم من الآثار المالية لأزمة جائحة كورونا.
وقال باولو بيسكاتور، وهو محلل تقني في PP Foresight: "لقد أكدت الأشهر القليلة الماضية على أهمية امتلاك المستخدمين والعائلات على حد سواء أجهزة واتصالات وخدمات ذات جودة أفضل".
أما شركة فيسبوك، فقد ارتفعت إيراداتها بنسبة 11 في المئة، وهو أقل من الفصول الربع سنوية السابقة، لكنها مع هذا تجاوزت توقعات المحللين، حيث واصلت الشركات الصغيرة اللجوء إلى شركة فيسبوك لنشر إعلانات. وبلغت أرباح الشركة 5.2 مليار دولار خلال الربع الماضي.
وقالت صوفي لوند ياتس، محللة الأسهم في شركة هارغريفس لانزداون، إن المرونة ساعدتها في زيادة عدد المستخدمين، مما يجعل الشركة جذابة للمعلنين.
وقالت الشركة إن 2.4 مليار شخص نشطوا على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل في يونيو/حزيران، بزيادة 15 في المئة عن العام الماضي. بينما سجل موقع فيسبوك منفردا ما يقرب من 1.79 مليار مستخدم نشط يوميا، بزيادة 12 في المئة على أساس سنوي.
وفي ظل تخفيف عمليات الإغلاق، قالت شركة فيسبوك إنها "تشهد علامات على عودة نمو المستخدمين والمشاركات إلى معدلاتها الطبيعية"، محذرة من أن هذه الأرقام يمكن أن تثبت أو تنخفض في الأشهر القادمة.
وقالت المحللة صوفي لوند إن الشركة تظل أيضا عرضة للضغوط الاجتماعية والسياسية، والتي تبعد المستخدمين مرة أخرى.
وأضافت: "لكن هذه ليست المرة الأولى التي تتخطى فيها فيسبوك صعوبات تنظيمية أو اجتماعية، ولديها جيوب عميقة لإصلاح المشكلات".
يأتي هذا بينما كانت شركة ألفابيت، عملاق التكنولوجيا التي تمتلك محرك البحث غوغل ويوتيوب، الأضعف أداء بين الأربعة.
وقال عملاق البحث على الإنترنت إن الإيرادات بلغت 38.3 مليار دولار، بانخفاض 2 في المئة عن العام الماضي، حيث قلصت الشركات الإنفاق الإعلاني.
كان هذا أول انخفاض سنوي في الإيرادات الفصلية لشركة البحث العملاقة، منذ أن تم إدراج غوغل في البورصة عام 2004.
وانخفضت الأرباح بنحو 30 في المئة على أساس سنوي، لتهبط إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار. لكن هذا التراجع لم يثر قلق المحللين الذين توقعوا حدوث أضرار.
وقال نيكول بيرين، المحلل الرئيسي في eMarketer: "كنا نتوقع أن يكون شهر أبريل/نيسان هو الأقل أداء في سوق الإعلانات الرقمية، مع عودة النمو في مايو/أيار ويونيو/حزيران. وتشير هذه النتائج إلى أن التسارع كان أقوى من المتوقع".