49 عاماً على رحيل المناضل ممدوح صيدم
توافق اليوم الجمعة، الذكرى الـ49 لرحيل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المناضل ممدوح صيدم "أبو صبري".
ففي مثل هذا اليوم من عام 1971، فقدت حركة "فتح" والثورة الفلسطينية، وحركات التحرر العربية، واحدا من خيرة رجالاتها، ومن أبرز مناضليها وهو القائد ممدوح صيدم (أبو صبري)، الذي ساهم في تأسيس تجربة الكفاح المسلح، وعمل مع إخوانه رجال الرعيل الأول على بناء القواعد الارتكازية المسلحة، التي أعادت للشعب الفلسطيني هويته وشخصيته الوطنية، وأضاءت في روح الأمة شعلة المقاومة والصمود والشعور بالعزة القومية.
ولد صيدم في قرية عاقر قضاء الرملة عام 1940، وفيها أتم دراسته الابتدائية والإعدادية. ثم حصل على إجازة في الجغرافيا من كلية الآداب في جامعة الإسكندرية سنة 1963.
التحق بحركة فتح قبل انطلاقتها سنة 1965 وانتقل إلى الجزائر فور تخرجه حيث عمل مدرسا ثم ترأس البعثة الثقافية الفلسطينية في مكتب فلسطين في العاصمة الجزائرية.
التحق بكلية شرشال العسكرية الجزائرية وأتم تدريبه العسكري فيها، ثم أكمل دراسته العسكرية العليا في كلية نانكين في جمهورية الصين الشعبية.
عاد للأرض العربية وتفرغ للعمل بحركة فتح. في حرب 1967 أسندت إليه قيادة منطقة جنين فعبر حدود الوطن المحتل وشارك في معارك كثيرة ضد العدو من أشهرها معركة بيت فوريك يوم 7/12/1967 تكبد فيها العدو خسائر كبرى، كما اشترك في معركة الكرامة 21/3/1968.
اختير نائبا للقائد العام لقوات العاصفة لشؤون العمليات، وأوكلت إليه قيادة قوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون أثناء معارك أيلول 1970.
أصيب بمرض عضال أوائل سنة 1971 وتوفي في 24/7/1971 وقد دفن جثمانه في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق.
كان أبو صبري مناضلاً طليعياً، وتحلى منذ شبابه المبكر بالسجايا الوطنية التي أهّلته ليكون قائداً طلابياً ثم سياسياً وعسكرياً، واكتسب الخبرة العملية من خلال دراسته في الكليات العسكرية في كل من الجزائر والصين الشعبية، ومن خلال تجربته الميدانية، ومن خلال ممارسته الثورية، وعبوره مع الدوريات الأولى إلى أرض الوطن مسطراً الملاحم البطولية.
شهد الوقائع والمعارك الكبرى مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقاد بنفسه العديد من العمليات، ومن أبرزها عملية بيت فوريك، كما كان أحد الأبطال الذين صنعوا ملحمة معركة الكرامة المجيدة، كما قاد قوات الثورة الفلسطينية في أحراش عجلون.
ولتوليه مسؤولية الساحة الأردنية في حركة فتح، لعب دورا مهما في عملية التواصل مع القيادات العسكرية الأردنية في الجيش الأردني، خاصة تلك التي كانت تتمركز في معسكرات وقواعد الجيش شرقي نهر الأردن، وشغل عدة مناصب قيادية في الحركة، فكان نائبا للقائد العام لقوات العاصفة.
كما ترأس وشارك في عدة وفود للثورة الفلسطينية توجهت في حينه للصين والاتحاد السوفييتي وعدد من الدول العربية.