الولايات المتحدة..قطاع الطاقة يواصل تسريح العالملين
في وقت نجحت به كافة القطاعات الاقتصادية الأميركية في إضافة وظائف جديدة خلال يونيو الماضي، كان هناك قطاع واحد واصل خسارة الوظائف منفردا، وهو قطاع الطاقة الأميركي حيث واصلت شركات النفط والغاز في أكبر اقتصاد بالعالم في تسريح العمالة، مع تصاعد حدة الضغوط عليها في بيئة منخفضة لأسعار النفط.
وتشير بيانات رسمية أميركية، نقلتها صحيفة فايننشال تايمز، إلى أن شركات الطاقة الأميركية ألغت نحو 1200 وظيفة الشهر الماضي، فيما تشير نتائج مسح مستقل أجرته Rystad Energy إلى خروج نحو 10 آلاف عامل عبر عمليات الإنتاج المختلفة من القطاع الشهر الماضي.
وتضيف بيانات الشهر الماضي إلى الخسائر الحادة التي تكبدها القطاع منذ بدء جائحة كورونا والذي تزامن مع هبوط حاد لأسعار النفط واختلال العرض والطلب، ما جعل الجائحة جائحتين لشركات الطاقة الأميركية التي لا يمكنها الاستمرار في العمل مع هبوط سعر برميل النفط عن مستويات معينة تصبح حينها تكلفة إنتاج البرميل الواحد أكبر من تكلفة بيعه.
وتشير بيانات Rystad Energy إلى أن حجم الوظائف التي فقدها القطاع منذ بد الجائحة باستثناء بيانات الشهر الماضي يبلغ نحو 10 آلاف وظيفة، ما يجعله أحد أكبر القطاعات الاقتصادية الأميركية تأثرا بتبعات الجائحة والأسوأ على الإطلاق منذ مطلع العام الجاري فيما يتعلق بخلق الوظائف الجديدة.
وقال محلل لقطاع النفط الأميركي لدى Rystad للصحيفة،" وتيرة فقد الوظائف ربما بدأت في الانخفاض مع التعافي التدريجي لأسعار النفط، ولكن ظهور الوظائف بالقطاع سيواصل الانكماش خلال الأشهر القليلة المقبلة... سيكون هناك المزيد من تسريح العمالة في القطاع المثقل بالديون".
وتراجعت وظائف قطاع الطاقة الأميركي منذ بدء الجائحة بنحو 14%، فيما انخفضت معدلات البطالة في الولايات المتحدة الشهر الماضي لنحو 11.1% من مستويات سابقة بلغت نحو 13.3% في مايو أيار الماضي مع نجاح الاقتصاد الأميركي في إضافة نحو 4.8 مليون وظيفة جديدة في علامة على التعافي التدريجي من تبعات جائحة كورونا.
وفي علامة على تضرر قطاع الطاقة الأميركي من تقلبات أسعار النفط، انخفضت أعداد الحفارات الأسبوع الماضي للمرة 16 على التوالي إلى أدنى مستوياتها في نحو 15 عاما إلى 226 بحسب بيانات بيكر هيوز المتخصصة في متابعة نشاط النفط الصخري بالولايات المتحدة.
وقالت محللة اقتصادية لدى البنك الفيدرالي في ولاية دالاس للصحيفة، "صحيح أن معدلات فقد الوظائف بقطاع الطاقة الأميركي قد بدأت في الانخفاض ولكن هناك المزيد من الوظائف التي سيتم فقدها خلال الفترة المقبلة".