تحديات تواجه صناعة النفط الصخري الأمريكي..فمتى يستعيد القطاع عافيته؟
تنتظر صناعة النفط الصخري الأميركي تحديات كبيرة في الفترة القادمة، رغم أن الولايات المتحدة استطاعت إعادة التوازن نسبيا إلى السوق المحلي بعد التخفيضات القياسية في الإنتاج.
في تقرير نشره موقع "أويل برايس" الأميركي، قال الكاتب نيك كانينغهام إن أحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تكشف عن أن الإنتاج انخفض بشكل هائل خلال الفترة الماضية، وقد وصل إلى 600 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي بتاريخ 12 يونيو/حزيران الماضي، أي بانخفاض يُقدر بأكثر من 2.6 مليون برميل يوميا مقارنة بمستوى الإنتاج الذي تم تسجيله في منتصف مارس/آذار الماضي.
وتشير أرقام رويترز إلى أن مستويات الإنتاج بدأت ترتفع تدريجيا بعد موجات الإغلاق في الفترة الماضية، حيث تقرر السماح باستئناف إنتاج 500 ألف برميل يوميا بحلول نهاية يونيو/حزيران الماضي.
كما تشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن مخزونات الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة انخفضت، في حين زادت مخزونات البنزين، وهبطت مخزونات الخام 7.2 ملايين برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 533.5 مليون برميل.
ويوضح الكاتب أن تعافي صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة ما زال يحتاج إلى الكثير من الوقت، وهو ما تتباين بشأنه آراء المؤسسات المتخصصة.
ووفقا لمؤسسة مورغان ستانلي، فإن صناعة النفط الصخري الأميركي ستمر بـ3 مراحل قبل أن تتعافى من الأزمة الحالية.
المرحلة الأولى هي عودة الآبار المغلقة للعمل، والمرحلة الثانية هي مرحلة استقرار مستويات الإنتاج، ويتطلب اجتيازها بنجاح وصول أسعار النفط إلى متوسط 40 دولارا للبرميل، والمرحلة الثالثة هي مرحلة نمو الإنتاج، بشرط وصول الأسعار إلى مستوى 50 دولارا للبرميل.
لكن بنك مورغان ستانلي حذر من أنه "لا توجد فرص حقيقية لنمو الإنتاج الأميركي هذا العام أو العالم الذي يليه"، إذ إن زيادة الإنتاج ستؤدي إلى عرقلة مسار ارتفاع الأسعار.
وحسب توقعات البنك، فإن صناعة النفط الصخري تحتاج إلى عامين تقريبا حتى يبلغ متوسط خام غرب تكساس الوسيط 50 دولارا، ويعود الإنتاج إلى مستوياته التي سبقت جائحة كورونا.
أما مجموعة جي بي سي إينرجي لأبحاث الطاقة، فإنها تتوقع أن يستمر الوضع الحالي إلى غاية نوفمبر/تشرين الثاني القادم، قبل أن تشهد صناعة النفط الصخري الأميركي انتعاشا سريعا، ثم تعود مستويات الإنتاج في غضون عام واحد إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
لكن مجموعة جي بي سي تضع في اعتبارها أيضا السيناريو الأسوأ، وهو ألا تتحسن الأمور بالسرعة المطلوبة، ووفقا لهذا السيناريو، فقد لا تستعيد صناعة النفط الصخري مستوياتها القياسية من الإنتاج إلا بحلول سبتمبر/أيلول 2023.
كما قال بنك ستاندرد تشارترد في تقرير له صدر في 16 يونيو/حزيران "نعتقد أن سوق النفط لا يقدم حاليا أسعارا تراعي احتمال حدوث موجة ثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وما يعنيه ذلك من عمليات إغلاق، أو أي احتمالات أخرى لعدم عودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته بالسرعة المتوقعة".
وبعيدا عن التوقعات المستقبلية، فإن العديد من شركات النفط الأميركية تغرق حاليا في الديون جراء التقلبات التي وقعت طيلة الفترة الماضية.
وقبل بضعة أيام فقط، أعلنت شركة إكستراكشين أويل أند غاز (شركة كبيرة تتخذ من ولاية كولورادو مقرا لها) إفلاسها، ومن المتوقع أن تتخذ شركة تشيزابيك إينرجي الخطوة ذاتها قريبا.
ورغم الارتفاع النسبي في الأسعار مقارنة بالهبوط القياسي في أبريل/نيسان الماضي، فإن صناعة النفط الصخري الأميركية ما زالت بعيدة تماما عن العودة إلى سالف عهدها.