بيان صحفي صادر عن جامعة القدس
قوات الاحتلال هدم وتجريف الملعب الدولي لكرة القدم التابع لجامعة القدس
ضمن سلسلة الاعتداءات المستمرة التي تتعرض لها جامعة القدس من قبل سلطات الاحتلال، أقدمت فجر هذا اليوم قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بعشرات الجنود والآليات العسكرية والبلدوزرات، بهدم الأسوار والبنى التحتية للملعب الدولي لكرة القدم التابع لجامعة القدس، الجاري تشييده على حرمها الرئيس في بلدة أبو ديس، كما وقامت بحفر وتجريف أجزاء من أرض الملعب، وذلك بهدف إلحاق الضرر المادي والمعنوي بالجامعة ومحيطها، وتقويض البيئة الجامعية بمختلف مكوناتها، وتعطيل عملية بناء الملعب الدولي الوحيد في المنطقة.
تستنكر جامعة القدس بأشد العبارات هذا الاعتداء السافر، والذي يندرج ضمن الانتهاكات المستمرة التي تتعرض إليها الجامعة وعموم الشعب الفلسطيني، وتشكل انتهاكًا فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية، ومواثيق حقوق الانسان، وقرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها تلك التي تؤكد سريان اتفاقيات جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال وما يترتب بموجبها من مسؤوليات على القوة القائمة بالاحتلال تجاه الاعيان الواقعة تحت الاحتلال، والذي اكد عليه أيضا الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية حول جدار الفصل. كما وتؤكد جامعة القدس ان هذا الاعتداء يشكل ايضًا تعدٍ خطير على جملة من الحقوق والحريات الإنسانية الأساسية، الفردية والجماعية، بما فيها الحق في التعلم، والحق في صون الممتلكات، والحريات الاكاديمية، وتطالب في هذا المقام كافة مكونات المجتمع الدولي من دول وهيئات ومنظمات دولية ذات صلة، بما في ذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومنظمة اليونسكو، الى التدخل الفوري والعاجل لوقف هذه الانتهاكات، وتوفير الحماية للمجتمع الجامعي، ومؤسسات التعليم العالي بشكل عام، وعموم المجتمع الفلسطيني، واتخاذ إجراءات ملموسة من شأنها تحقيق هذه الغاية.
وإذ تقدر جامعة القدس الأضرار المادية التي لحقت بها جراء هذا العدوان بحوالي 300 ألف دولار، فأنها تؤكد بأن ما يقع عليها وعلى شعبنا الفلسطيني من أضرار معنوية نتيجة التضييق والترهيب المستمر لا يقدر بثمن، وستحتفظ بحقها في اللجوء الى كافة المنابر الحقوقية لجبر الضرر الذي يقع عليها، بما في ذلك القضاء الدولي بمنابره المختلفة.
تؤكد جامعة القدس ان هذه الانتهاكات لن تزيدها إلا اصراراً على التمسك برسالتها الإنسانية السامية، وعلى استمرارها بالعمل على توفير التعليم العالي النوعي الذي يخدم الإنسانية في كل مكان، لتظل جامعة القدس، رغم ما تتعرض له من ظلم وعدوان، منارة علمية ثقافية وحضارية، تنير من القدس بعلومها الطريق نحو الحرية وبناء الانسان، والذي لن تستطيع البلدوزرات هدمه كما تفعل بالبنيان.