ضمن مخطط الضم
الاحتلال يشق طريقت استيطانيا لربط المستوطنات في القدس
شرعت سلطات الاحتلال بشق طريق استيطاني يقتطع المزيد من الأراضي الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، وذلك في سياق مخطط الضم الإسرائيلي بهدف ربط التجمعات الاستيطانية الواقعة شمال المدينة بتلك التي تقع جنوبها.
والحديث يدور حول طريق دائري التفافي رئيسي جديد في مدينة القدس المحتلة أطلقت عليه بلدية الاحتلال في القدس اسم "الطريق الأميركي"، وفيما يشكل الطريق شبكة مواصلات بين المستوطنات، يصادر مساحات واسعة في الطور وجبل الزيتون وراس العمود وجبل المكبر وصور باهر وأم طوبا.
وقال مسؤول في بلدية الاحتلال في القدس، تحدث لوكالة "رويترز" شريطة عدم نشر اسمه، إنه يجري بالفعل شق الأجزاء الوسطى والجنوبية من الطريق، وسوف يتم طرح مناقصات للجزء الواقع في أقصى الشمال، بتكلفة متوقعة تبلغ 187 مليون دولار، قرب نهاية العام؛ وإجمالا، من المتوقع أن يكلف المشروع، الذي سيمتد بمحاذاة أو قرب الأطراف الخارجية للقدس الشرقية، أكثر من ربع مليار دولار.
ويأتي البناء في الوقت الذي تناقش فيه حكومة الاحتلال متمثلة بشقي الائتلاف الحكومي، الليكود و"كاحول لافان"، تنفيذ الوعد الانتخابي لنتنياهو بضم المستوطنات في الضفة، اعتبارا من أول تموز، وهي خطوة تثير انتقادات دولية متزايدة.
وفي تصريحات لـ"رويترز"، زعم نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، أرييه كينغ، وهو شخصية قيادية في حركة الاستيطان في المدينة إن "الطريق لا يتعلق بتوحيد الحدود أو الخطوط البلدية لكنه يربطها أكثر على المستوى اليومي".
وأضاف كينغ أن الطريق السريع سيكون "ممرا هاما" من كتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية في جنوب الضفة والمستوطنات مثل "هار حوما" جنوبي وسط المدينة، إلى المستوطنات في شمال وشرق القدس، بما في ذلك "معاليه أدوميم".
وتظهر الخرائط التي أوردتها بلدة الاحتلال في القدس على موقعها الإلكتروني أن الشارع يربط الكتل الاستيطانية "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل، و"ماطي بنيامين" من القدس حتى مستوطنة "أرئيل"، بالمستوطنات الواقعة في محيط مدينة القدس.
وأكد وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، إن المشروع يعزل الأحياء الفلسطينية داخل المدينة عن بعضها البعض.
وردا على أسئلة من "رويترز"، قال الهدمي إن الطريق الأميركي جزء من مشروع الطريق الدائري الإسرائيلي "غير القانوني" الذي يحيط بالقدس الشرقية المحتلة لزيادة ربط المستوطنات الإسرائيلية وقطع العاصمة الفلسطينية المحتلة عن باقي الضفة الغربية.
وتظهر وثائق التخطيط وزيارات ميدانية للمنطقة أن الطريق سيمتد لأكثر من ثمانية كيلومترات. وتؤكد عوامل مثل نطاق البناء وقرب الأطراف الشمالية والجنوبية من الطريق السريع للمستوطنات الرئيسية، أن الطريق مصمم بشكل أساسي للمستوطنين.