الاقتصاد واستيراد اللبنة!

لا يمكن لأي قوة قهر ارادة الشعوب، خاصة الشعوب التي تملك قوت يومها، دون ابتزاز.. اذن العملية الأولى في بناء الصمود هو دعم وحماية المنتجات الفلسطينية فلا يجوز أن تأتي اللبنة عبر البحار، لبلد يصنع أجود الألبان، على سبيل المثال.

لن يتمكن أي اقتصاد من النهوض دون زراعة منظمة متطورة، تؤسس لصناعات غذائية بجودة عالية تحقق الاكتفاء الذاتي الذي أدركنا أهميته خلال أزمة فيروس كورونا.

صحيح.. المواطن بمقدوره الزراعة بإمكانياته البسيطة وهذا متوفر، لكن الزراعة المطلوبة تحتاج سياسات وبرامج وتنفيذ دقيق قائم على الثقة لتوفير الامكانيات والدعم والرقابة والتسويق والحماية لكل أطراف الدورة الزراعية.

الزراعة تتطلب استكمال مشروع الطابو واتمامه وفق أحدث طرق تنظيم البيانات وتوثيقها، وتدقيقها وتسهيل الوصول لها لإجراء كل المعاملات، لأن توثيق ملكية الأرض هو خط دفاع حقيقي لحمايتها من كل أشكال الاعتداء والسرقة.

ما سبق يجلعنا ندعو لإعادة الأولوية لوزارة الزراعة، وإعادة هيكلتها والحد من المكاتب الادارية لصالح مهام المهندسين وفرق العمل الميداني، كذلك لا يجوز ان تبقى ميزانية وزارة الزراعة في ذيل القائمة لتظل وزارة فقيرة تتلقى موازنة رواتب والحد الادنى من التشغيل.

 الزراعة تحتاج دمج بين استثمار رجال الأعمال ومبادرات الشباب تحت عين جهاز حكومي حديث ومرن وفعال.

 كل ما سبق مطلوب منذ الأمس ولم يبق له فرصة إلا اليوم وليس غدا.