10 سلوكيات تكشف أن شخصا ما يعاني من هوس السرقة
الشخص المصاب بهوس السرقة يسرق ممتلكات الآخرين حتى تلك التي لا يحتاج إليها. وقد يشعر بالرضا حين يستحوذ على أغراض غيره. ولا يمكن مقارنة من يسرق لإعالة أسرته بمن يسرق ليعيش مغامرة النجاح بالقيام بهذا السلوك.
والأمر المثير للدهشة أن الأشياء التي عادة ما يسرقها المصاب بهوس السرقة ليست ذات قيمة تذكر، مثل علبة علكة، فهو لا يسرقها لأنه لا يمتلك ثمنها أو أنه يريد أن يمضغها، بل للتمتع بالشعور الناجم عن هذا السلوك، لذلك يعتبر هوس السرقة اضطرابا على مستوى الصحة العقلية، ويمكن أن يسبب تداعيات خطيرة، بحسب تقرير نشرته مجلة "لافيدا لوثيدا" الإسبانية.
ومن المألوف أن يتعرض الشخص المهووس بالسرقة لمواجهات مع القانون الذي لا يزال غير قادر على إيقاف سلوكه.
وواحدة من خصائص هذه الحالة تتمثّل بمشاكل التحكم في الاندفاع، إلى جانب القلق والسيطرة على النفس. ويمكن أن يُلحق الإغراء الذي يعيشه هؤلاء الأشخاص لسرقة غرض ما الضرر بهم وبغيرهم أيضا.
وغالبا ما يرفض الشخص المصاب طلب المساعدة لأنه يخجل من المشكلة التي يعاني منها. كما لا يوجد علاج سحري أو دواء للقضاء على هذا المرض العقلي، ولعل أفضل طريقة لوقف هوس السرقة القهرية تكمن باستخدام العلاج السلوكي المعرفي.
خصائص المهووس بالسرقة
الأشخاص الذين يعانون من هوس السرقة يختلفون عن لصوص المتاجر التقليديين. فالسارق المهووس لا يريد المخاطرة أو الانتقام أو السعي لتحقيق مكاسب مالية، بل يمتلك رغبة قوية للغاية في سرقة شيء ما لدرجة أنه لا يستطيع مقاومة الأمر. كما أنه لا يخطط للقيام بهذا الأمر على عكس اللص التقليدي الذي يرسم مخططه بشكل مسبق لينفذ عملية السرقة.
فغالبا يسرق الأشخاص المرضى بشكل عفوي، ونادرا ما يقومون بتوريط شخص آخر بجرائمهم. ولذلك ينفذون سرقتهم دائما في الأماكن العامة بدلا من أخذ شيء من صديق أو شخص عزيز عليهم. وعادة ما يسرق المهووس الأشياء التي يمكن شراؤها بسهولة، كما تسيطر عليه نوبات هوس السرقة في أوقات التوتر الشديد بحياته.
حالة وينونا رايدر
أصبحت وينونا رايدر إحدى ممثلات هوليود الأكثر تألقا، وحظيت بشهرة واسعة في سن مبكرة. ومع ذلك، فاجأت جماهيرها في العالم حين سرقت بضائع مختلفة بقيمة أكثر من 4700 دولار من متاجر مختلفة في لوس أنجلوس. وواجهت محاكمة مدتها ستة أيام أدينت خلالها بكل تهم السرقة المنسوبة إليها.
عانت وينونا من القلق والاكتئاب. وأثرت هذه المسألة على وضعها المهني والنجاح الذي حققته في وقت سابق. ولم يكن لديها نية لبيع أو استخدام الأشياء التي سرقتها، بل قامت بإخفائها، تماما مثل الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب.
أسباب هوس السرقة
هناك العديد من النظريات حول هذا المرض النفسي، إلا أن السبب لا يزال غير معروف. ويرى بعض الخبراء أن المشكلة تنشأ نتيجة التغيرات التي تحدث في أعماق الدماغ. وبالتالي، ينبغي إجراء مزيد من الأبحاث لفهم سبب شعورهم بالحاجة الماسة للسرقة. وفيما يلي النظريات المتداولة لذلك:
1. انخفاض السيروتونين
يعتبر عدم التوازن الكيميائي في الدماغ السبب الأكثر مصداقية لتفسير هذه الحالة، عندما يكون السيروتونين، هذا الناقل العصبي الحيوي، منخفضا أو غير متوازن، يصبح الشخص عرضة لحدوث مشاكل التحكم بالاندفاع.
2. اضطرابات الإدمان
يعد الدوبامين ناقلا عصبيا آخر يعتقد الخبراء أنه متورط بإصابة بعض الأشخاص بهذا الاضطراب، لأن هذه المادة الكيميائية مسؤولة عن توليد مشاعر المتعة، ويمكن أن تتداخل مع نظام المكافأة في دماغ الشخص. لذلك، يعتقد المجتمع الطبي أن اختلال هذه المادة يلعب دورا في مشكلة التحكم بالاندفاع.
3. مستقبلات الأفيون
يحتوي الدماغ على نظام أفيوني يساعد في تنظيم دوافع الشخص. ويتأثر هذا النظام عندما يستخدم الشخص عقاقير غير مشروعة، مما يجعل من الصعب مقاومة استخدامها.
ومع ذلك، يمكن أن تؤثر أشياء أخرى أيضا على هذه المستقبلات. وقد يضطر الشخص الذي لديه حاجة قوية لسرقة الأشياء للقيام بهذه الأفعال، لأن مستقبلات الأفيون خارج السيطرة.
سرقة أشياء لا معنى لها
يقدر أن سرقة المتاجر تكلف تجار التجزئة أكثر من عشرة ملايين دولار سنويا. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يعاني الأشخاص الذين يقومون بعمليات السرقة هذه من مشكلة هوس السرقة.
وأوردت المجلة الإسبانية أن حوالي 5% فقط من السرقات يرتكبها أشخاص مصابون بهوس السرقة. ويعتقد أن انتشار هذه الحالة يقدر بحوالي 1.2% من السكان.
إضافة إلى ذلك، تكمن المشكلة الحقيقية في حالة هوس السرقة في أنها نادرا ما يتم تشخيصها. وإذا اعتقد المصابون أن لديهم مشكلة، فلن يتجرؤوا على طلب المساعدة بسبب الوصمة المرتبطة بها. وبالتالي، عانى الكثيرون من مشاكل متكررة مع القانون وأمضوا بعض الوقت في السجن لسرقة أشياء لا معنى لها.
وسلط الخبراء الضوء على حقيقة أن الحث على السرقة يبدأ في أغلب الأحيان خلال فترة المراهقة. والمثير للدهشة أن أكثر من ثلثي المصابين بهذه الحالة هم من النساء. فما العوامل التي تزيد الحالة؟
التاريخ العائلي
وجود أحد الوالدين أو الأشقاء يعاني من المشكلة نفسها يمنح الشخص فرصة أكبر لتطوير الحالة. وتشمل عوامل الخطر الأخرى مشاكل الإدمان، والروابط الجينية المرتبطة بالوسواس القهري.
الأمراض العقلية الكامنة
تشير الأبحاث إلى أن المهووس بالسرقة غالبا يعاني من اضطراب الصحة العقلية. ومن أكثر الأمراض المصاحبة شيوعا نجد القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطرابات الأكل أو الشخصية.
مضاعفات سلوك المهووس بالسرقة
الحاجة المستمرة لسرقة أشياء ذات قيمة نقدية ضئيلة هي مرض عقلي. وإذا تركت دون علاج تسبب مشاكل كبيرة في حياتك الشخصية والمهنية، وكذلك مشاكل قانونية ومالية لا نهاية لها.
ويعرف الشخص المهووس بالسرقة أنها ليست أمرا جيدا، لكنه لا يستطيع محاربة الدوافع التي يشعر بها في الداخل. وفي كثير من الأحيان يكون الشخص مواطنا صادقا في المجتمع، لذلك غالبا ما يشعر بالخجل والذنب عندما يهزمه سلوكه.
علامات تكشف هوس السرقة
من الصعب على الأصدقاء أو أفراد العائلة التعرف على علامات هوس السرقة في البداية. ومع الوقت تصبح واضحة ولا يمكن إنكارها. ويمكن للشخص العادي أن يوقف الرغبة بأخذ شيء ليس له.
إلا أن وجود اضطرابات نفسية تزيد الوضع تعقيدا، فمن الشائع أن القلق والاكتئاب أو اضطراب الشخصية أو أي مشكلة أخرى تتعلق بالصحة العقلية تعد من صميم هوس السرقة.
وإليك السلوكيات العشرة الأكثر شيوعا التي تشير إلى الإصابة بهوس السرقة:
1. إكراه على السرقة في الطفولة.
2. نوبات قلق شديدة.
3. اضطراب فرط الحركة.
4. سلوكيات تنتهك الذات.
5. ضغط شديد في الحياة.
6. صعوبة التحكم في الاندفاع.
7. أمراض عقلية أخرى.
8. تعاطي المخدرات.
9. ضعف تقدير الذات.
10. مشاكل ضبط النفس.