مبعوث أميركي: تنفيذ الضم أو تأجيله قرار إسرائيلي
رغم التقارير التي أشارت إلى استياء أميركي من بروز معارضة علنية في إسرائيل لصفقة ترامب، وأخرى لفتت إلى رغبة أميركية بتأجيل تنفيذ مخطط الحكومة الإسرائيلية للضم في الضفة، لا تزال التصريحات العلنية للمسؤولين في البيت الأبيض تصر على التأكيد أن أي قرار حول مخطط الضم هو قرار إسرائيل خاص، بما في ذلك أي تأجيل على المواعيد التي حددها الاتفاق الائتلافي للحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، أكد مبعوث إدارة ترامب لمحاربة "معاداة السامية" في الولايات المتحدة، آلان كار، اليوم الإثنين، أن "أمرا واحدا من شأنه أن يؤجل فرض السيادة الإسرائيلية على أراضي في الضفة الغربية – وهو قرار قادة إسرائيل".
وأضاف أن الاحتجاجات العنيفة المندلعة في الولايات المتحدة احتجاجا على قتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية، جورج فلويد، لن تؤدي إلى "تأجيل فرض السيادة الإسرائيلية على الأغوار وشمال البحر الميت".
وقال كار في "المؤتمر الأول ليهود الشتات"، بحسب ما نقلت عنه القناة 13 الإسرائيلية، "لقد أوضحنا سابقًا متى سيتم الشروع بإجراءات الضم وكيفية تنفيذ المخطط وكم حجم المناطق التي سيتم ضمها، هذا قرار مشترك بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وشريكه بيني غانتس. عليهم أن يقرروا".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أكدت مسبقًا "استعدادها للاعتراف بسيادة إسرائيل على هذه الأراضي".
وعلى صلة، كشف المراسل السياسي للقناة، أن السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، شارك في الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية بين نتنياهو وغانتس، بحضور كل وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي، وزير الاقتصاد، عمير بيرتس، لمناقشة مخطط الضم في الضفة.
ولا يزال موقف معسكر غانتس في حكومة نتنياهو الخامسة، المتمثل بحزبه "كاحول لافان"، وحزب العمل، مترددا بشأن الضم، فإنه يدعو إلى سيطرة أمنية إسرائيلية مطلقة على المناطق غربي الأردن، في حين يرفض ضما إسرائيليا أحادي الجانب. ومن ناحية أخرى، يدعم كل من أشكينازي وغانتس خطة ترامب، معتبرين أنه "يجب التحرك بالتنسيق مع الأميركيين وبطريقة لا تنتهك اتفاقيات السلام الموقعة".
وعلى صلة، كشف غانتس في جلسة مصغرة لكتلة "كاحول لافان" عن اتصالات مع الأميركيين في هذا الشأن، وقال "هناك نقاش مع الأميركيين ومع أطراف أخرى، في النهاية علينا دعم مخطط متوازن".
وخلال الاجتماع ذاته، أكد أشكينازي أن "كاحول لافان" غير ملتزمة على الإطلاق بإتاحة تنفيذ إجراءات الضم، وأضاف "علينا دراسة كل عرض يطرح على الطاولة، ولسنا ملزمين بأي عرض يقدم في هذا السياق". علما بأن الاتفاق الائتلافي الموقع مع الليكود يحول دون تأثير يذكر لـ"كاحول لافان" في هذا الخصوص، ويبقى على القرارات المتعلقة بيد نتنياهو والليكود.
وكان مسؤولون في الإدارة الأميركية، قد عقدوا اجتماعا عبر الإنترنت مع نتنياهو وسفيره في الولايات المتحدة الأميركية، رون ديرمر، حول مخطط الضم، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلا عن مسؤولي إسرائيلي رفيع.
وأشارت التقارير إلى أن الاجتماع عقد بمشاركة كبار المسؤولين في إدارة ترامب، من بينهم كبير مستشاريه، جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، بالإضافة إلى السفير فريدمان. كما لفتت التقارير إلى أن الاجتماع عقد في أعقاب لقاء جمع بين فريدمان وغانتس.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن الانطباع الذي تشكل لدى الحكومة الإسرائيلية، أن الإدارة الأميركية تسعى إلى "الحد من الاندفاع الإسرائيلي نحو الضم"، وتسعى إلى "إبطاء العملية".
كما اجتمع نتنياهو امس برؤساء مجالس استيطانية في الضفة الغربية، في محاولة لاستمالتهم في المعركة التي يخوضها مع قادة مجلس المستوطنات الذين بدأت أصواتهم ترتفع علنا للتعبير عن معارضتهم لخطة الإدارة الأميركية للتسوية في المنطقة، ما اعتبره البيت الأبيض إساءة لإدارة ترامب، ونكرانا للجميل.