جيش الاحتلال يناقش سيناريو قطع العلاقات مع الأردن والفلسطينيين
تعقد قيادة جيش الاحتلال وجهاز (الشاباك) مداولات اليوم، الأربعاء، لمناقشة ردود الفعل الفلسطينية والأردنية على تنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل، الذي نص الاتفاق الائتلافي لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة على البدء بإجراءات الضم بحلول مطلع تموز/يوليو المقبل. ويأتي ذلك بالرغم من أن الحكومة الإسرائيلية لم تقرر نهائيا حجم الضم.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، اليوم، إلى وجود خلاف بين المسؤولين حول ردود الفعل المتوقعة في حال تنفيذ مخطط الضم وفرض "سيادة" الاحتلال على مناطق في الضفة. وبحسبه، فإن القلق الأساسي يتعلق بمستقبل العلاقات مع الأردن، وأن "الغالبية العظمى من المسؤولين في جهاز الأمن يحذرون، في المداولات المغلقة، من تأثير محتمل لفرض السيادة في غور الأردن على مستقبل العلاقات مع المملكة".
وأضاف ليمور أن تقديرات المسؤولين الإسرائيليين هي أن ملك الأردن عبد الله الثاني "لن يسارع إلى إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، لكن إذا واجه معارضة داخلية شديدة، فإنه قد يطالب باتخاذ خطوات متطرفة كي لا يشكل خطرا على حكمه".
ويقدر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن رد الفعل الفلسطيني في الضفة الغربية "متعلق بحجم وشكل الخطوات التي ستنفذها إسرائيل. وإذا اكتفت إسرائيل بالتصريح أو حتى بفرض سيادة موضعية، فإنه على ما يبدو سيكون بالإمكان احتواء الحدث، لكن كلما اتسع حجم الضم، ستزداد احتمالات معارضة واسعة، وربما عنيفة".
كذلك يعتقد المسؤولون العسكريون أنه على الرغم من التصريحات الرسمية لقادة السلطة الفلسطينية، وبينها إلغاء التنسيق الأمني، بحسب ليمور، "لكن السلطة الفلسطينية ستمتنع عن قطع العلاقات بالكامل مع إسرائيل. ورغم ذلك، فإنها قد تعمل ضد مصلحتها إذا واجهت معارضة داخلية، خاصة من جانب حماس، التي يتوقع أن تحاول استغلال الأحداث كي تعزز مكانتها في الضفة على حساب السلطة الفلسطينية".
وتجري المداولات، اليوم، في مقر وزارة جيش الاحتلال في تل أبيب، ويرأسها رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، وبمشاركة قادة الشعب العسكرية والاستخبارية، وخاصة المسؤولين في الشاباك عن منطقتي القدس والضفة.
والهدف من هذه المداولات هو مناقشة دلالات الضم، في حال شمل المستوطنات وغور الأردن، وفقا لليمور، وسيتم خلالها استعراض سيناريوهات مختلفة، ويتطرق أحدها إلى قطع العلاقات بين إسرائيل وبين الأردن والسلطة الفلسطينية واندلاع مواجهات في الضفة قد تؤدي إلى موجة عمليات مسلحة واحتمال انتشارها في مناطق أخرى، وخاصة قطاع غزة، والذي يوصف بأنه "سيناريو متطرف".
ويطلق جيش الاحتلال على استعداداته لمواجهة حالة تصعيد كهذا تسمية "فجر في الجبال"، ويشمل ذلك جهوزية قوات الاحتلال وبناء قوتها وتدريبات للقوات والقيادات وإعداد احتياطي العتاد العسكري والأسلحة وتوثيق التنسيق بين الجيش والشاباك والشرطة الإسرائيلية.
ولفت ليمور إلى أنه في موازاة ذلك، يدرس جيش الاحتلال الخطوات التي ستنبع من الإعلان عن فرض "سيادة" إسرائيل في مناطق بالضفة، وبضمن ذلك الصلاحيات القانونية، ونقلها من الجيش إلى الأجهزة المدنية.