ترحيل وإخلاء البدو
بدء مخطط الضم على امتداد طريق "الون" الاستيطاني
راية- فارس كعابنة:
يتغير مشهد الحياة البدوية على نحو متسارع في مناطق انتشارها في أراضي شرقي محافظة رام الله، على امتداد طريق "الون الاستيطاني".
في وقت كان يمكن بوضوح مشاهدة الانتشار البدوي المتجذر في المنطقة منذ ما يربو على نصف قرن من الزمان، تبدل الحال وباتت مناطق واسعة مخلاة تماما.
لا يجري الحديث عن حدوث تحول خلال حقبة من الزمن، إنما في ظرف اقل من عام.
تزامنت عمليات الترحيل والإخلاء مع الإعلانات الاسرائيلية المتتابعة عن ضم اجزاء من الضفة الغربية لاسرائيل وفقا لخطة صفقة القرن الأمريكية.
إجراءات ضم الاغوار والمستوطنات قد بدأت بالفعل، هذا ما يردده السكان، ويمكن ملاحظته بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة، اذ تم اخلاء عائلات دون سابق إنذار وإخطار اخرى بالإخلاء القسري.
وفي شهر مايو الجاري، أخلت قوة كبيرة من جيش الاحتلال وما يعرف ب"تنظيم الاراضي" عائلة عيد فزاع كعابنة بعد مصادرة جميع ممتلكاتها قرب حاجز الطيبة شرق رام الله، حيث تم جلب مستوطنون رعاة للسكن منطقة قريبة.
وتبع عملية الهدم والإخلاء توزيع بلاغات بالإخلاء حتى موعد 10 حزيران المقبل، لستة عائلات بدوية من عشيرة الكعابنة، تقطن في أراضي شرق قرية الطيبة.
يأتي هذا عقب سيطرة المستوطنين خلال السنتين الاخيرتين على مساحات واسعة من أراض تعود ملكيتها لأهالي قرية الطيبة، وإخلاءالعائلات البدوية منها.
وقالت عائلات بدوية في مقابلات مع راية إنها توجهت لمالكي الاراضي لغرض الدفاع القانوني عن الأرض المسلوبة، لكن اصحاب الارض لم يستجيبوا. وتوجهت العائلات لهيئة مقاومة الجدار لهذا الغرض دون نتيجة.
ويقطن البدو أراضي المنطقة منذ عقود وساهموا بشكل كبير في إعمارها وحمايتها من الاستيطان، فيما يبدو اليوم ان القرار الامريكي الاسرائيلي بخطوة الضم اكبر من مقدرة العائلات على الثبات في وجهة مترافقا مع هجمات المستوطنين الارهابية وعمليات التضييق والترحيل من قبل سلطات الاحتلال.
وتعد مناطق شرق محافظة رام الله من المناطق النشطة للوجود الفلسطيني لتوفر مساحات الرعي التي تقلصت خلال آخر سنتين بفعل المستوطنين الرعاة، ما دفع بعائلات لتغيير نمط حياتها والاتجاه للاستقرار في قرى مجاورة.
ويلاحظ البدو القاطنين في المنطقة التحول المتسارع، فالمناطق الممنوعة باتت تتمدد وتحاصرهم يوما بعد يوم.
مقابل ذلك عززت سلطات الاحتلال من تواجد المستوطنين الرعاة الذين يستنسخون الحياة البدوية، واقامت لهم بؤرة آخذة في التوسع في المنطقة.
ويرمي مخطط الاحتلال الأكبر الى اخلاء كامل الوجود الفلسطيني الرابط بين محافظة رام الله والأغوار، وربط خط مستوطنات متماسك يمتد من الاغوار الشمالية ويتجه جنوبًا حتى مشارف القدس.