الملح الصيني: بين الأضرار والفوائد
الملح الصيني هو أحد المكونات الغذائية المثيرة للجدل، فالبعض يعتقد أنه مكون صحي يضفي نكهة رائعة على الطعام، والبعض الآخر يعتقد أنه مكون غذائي ضار يجب الابتعاد عنه. فما هي حقيقة أضراره وفوائده؟
فلنتعرف على الملح الصيني وأهم المعلومات المتعلقة به فيما يلي.
ما هو الملح الصيني؟
الملح الصيني أو ما يسمى بغلوتومات أحادية الصوديوم (Monosodium glutamate - MSG) هو أحد أنواع المنكهات المستخدمة بكثرة في الطعام الصيني، كما ويدخل في التركيبة الغذائية لبعض أنواع الأطعمة المعلبة والشوربات الجاهزة واللحوم المعالجة.
يتم تصنيع الملح الصيني عادة من حمض الجلوتاميك، أحد أكثر أنواع الأحماض الأمينية شيوعًا في الطبيعة، وهو من الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها بشكل طبيعي، بل يستمدها من مصادر خارجية.
يأتي الملح الصيني على هيئة مسحوق أبيض ناعم يشبه إلى حد كبير ملح الطعام، ويتكون بالأساس من مزيج من الصوديوم وحمض الجلوتاميك.
رغم أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) صنفت الملح الصيني على أنه مكون غذائي امن بشكل عام (Generally recognized as safe)، إلا أن الجدل القائم حول هذا المكون الغذائي جعل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تشترط وضع اسمه بوضوح ضمن قائمة المكونات الغذائية على عبوات المنتجات الغذائية التي يدخل في تركيبتها.
لم يعتقد البعض أن الملح الصيني ضار؟
أحد أهم وأبرز أسباب الجدل الدائر بخصوص أضرار الملح الصيني المحتملة، هو ما يسمى بمتلازمة المطعم الصيني (Chinese Restaurant Syndrome)، وهي مجموعة من الأعراض المزعجة التي قد تظهر على البعض بعد تناول الطعام الصيني، وتشمل:
الصداع.
فرط الحركة والنشاط.
الحكة.
تورم في الحلق واللسان.
ولكن معظم الدراسات التي أجريت لبحث حقيقة العلاقة بين الملح الصيني وبين الأعراض المذكورة فشلت في إيجاد علاقة مباشرة بين الأعراض المذكورة وبين الملح الصيني، بينما أظهرت بعض التقارير الطبية وجود رابط بين الملح الصيني والأعراض المذكورة.
ومن أسباب الجدل الدائر الأخرى أن حمض الجلوتاميك الذي يدخل في تركيبة الملح الصيني يعمل كناقل عصبي في الدماغ، لذا فإن تعرض الدماغ لجرعات كبيرة منه قد يسبب فرط تحفيز أعصاب الدماغ أو حتى مشاكل عصبية في الدماغ، ولكن من الصعب للملح الصيني أن يصل بكميات كبيرة من الدم إلى الدماغ عند تناوله ضمن وجبة غذائية، لذا فإن العلم لم يثبت أن للملح الصيني ضرر مؤكد في هذا الصدد بعد.
أضرار الملح الصيني
رغم أن أضرار الملح الصيني لا زالت قيد البحث والدراسة، إلا أن استعمال الملح الصيني قد يرتبط بظهور بعض الأعراض والمضاعفات التي عليك أن تعرفها، وهذه قائمة بأهم أضرار الملح الصيني المحتملة والتي قد تظهر بشكل خاص عند استهلاك كميات كبيرة منه:
تحفيز تكون الشوارد الحرة (Free radicals) التي قد تسبب الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، السكري، السرطان.
الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
الإصابة بمتلازمة الأيض.
زيادة الوزن والسمنة.
مضاعفات أخرى، مثل: الصداع، التنميل، الضعف العام.
فوائد الملح الصيني: هل هي موجودة؟
رغم أن الملح الصيني غالبًا ما يرتبط بالأضرار المحتملة المذكورة انفًا، إلا أن هذا لا يعني أن استعماله بانتظام ضمن نظام غذائي معتدل قد لا يكون له فوائد صحية، بل على العكس، قد يكون للملح الصيني الفوائد المحتملة التالية:
التقليل من منسوب الصوديوم في الطعام بنسبة 20-40%، حيث أن نكهة الملح الصيني القوية تجعل البعض يكتفي بإضافته مع القليل من ملح الطعام بدلًا من استخدام كميات كبيرة من ملح الطعام المجرد.
كبح الشهية وتقليل الرغبة في تناول الطعام، مما قد يقلل كمية السعرات الحرارية المتناولة يوميًا، وبالتالي قد يسبب خسارة الوزن الزائد.
أطعمة غنية بالملح الصيني
تحتوي الأطعمة التالية على نسبة عالية نسبيًا من الملح الصيني:
رقائق البطاطس المقلية.
شرائح اللحم الباردة.
المشروبات الرياضية.
صلصة الصويا.
الشعيرية الجاهزة للأكل (النودلز).
الوجبات السريعة بأنواعها.
الحساء المعلب.
صلصات السلطة الجاهزة.