الروزنا تناقش أثر السياسات الاستعماريّة الإسرائيليّة على الشعب الفلسطيني في ظل جائحة كورونا
نظّمت مجموعة الروزنا الشبابية في الدوحة ضمن سلسلة محاضراتها عن القضية الفلسطينية محاضرة عن بُعد بعنوان "جائحة كورونا في زمن الفصل العنصري الإسرائيلي"، وذلك يوم السبت 17 أيار/ مايو الجاري، نقلتها مباشرة عبر صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وناقشت المحاضرة أثر الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وسياساته على هشاشة المنظومة الصحيّة الفلسطينيّة التي كشفتها جائحة كورونا، وسُبل تحسين القطاع الصحّي في فلسطين مستقبلًا، تحدّث فيها طبيب الأطفال أسامة طنّوس المقيم في حيفا، وطالب ماجستير صحة جماهيرية، ويسّرت الجلسة مريم هواري طالبة ماجستير في معهد الدوحة للدراسات العليا.
في البداية أكد طنّوس أن السبب الرئيس لهشاشة منظومة الصحّة الفلسطينيّة هو الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاستعماريّة، فهو المسؤول عن قصف المستشفيات، وتدمير البنى التحتيّة للقطاع الصحّي كما هو الحال في كافة القطاعات الزراعيّة والصناعيّة والاقتصاديّة الأخرى. وكما أشار طنوس بأن عرقلة ومنع الفلسطينيين من تخطيط وتطوير قطاعهم الصحي، نظرًا لانعدام السّيادة الفلسطينيّة كشف عن الواقع المتردي للمنظومة الصحية للفلسطينيين، فهو يرى أنّ الاحتلال الإسرائيلي بوصفه استعمارٌ لا يشبه الاستعمارات التقليديّة يعدُ مسببًا رئيسًا لذلك.
ويرى طنوس بأنه في الوقت الذي يهدف الاستعمار التقليدي إلى نهب ثروات البلاد المستعمَرة فقط، يهدف الاستعمار الإسرائيلي - إضافة إلى نهب الثروات- إلى تأسيس سيادة جديدة خاصّة على أرض فلسطين، ولذلك لطالما كانت البنية الصحيّة جزءًا مهمًا من الرؤية الصهيونيّة لخدمة الشعب اليهودي، وهذه الرؤية كانت وما تزال على حساب تدمير البنية الصحيّة للشعب الفلسطيني.
وقال طنوس "في النكبة عام 1948 سرق الاحتلال الإسرائيلي سيادة الفلسطينيّين على أراضيهم وأملاكهم وثرواتهم فأصبحوا فلاحين بلا أراضٍ، وهذا أدى إلى تدهور الفلسطينيين نفسيًا وصحيًا،" وأضاف "ومن ثم مارس الاحتلال حكمًا عسكريًا على الشعب الفلسطيني فالحواجز في كل مكان، وحصار، وتضييق، وشعب مهجّر، وفوضى في الخدمات الصحيّة".
وأشار طنّوس إلى أنّه قبل أوسلو ووفقًا لاتفاقية جنيف كان الاحتلال هو المسؤول عن تقديم الرعاية الصحيّة للشعب الفلسطيني، وفي هذا كما عبّر" تناقضٌ كبير"، لأنّ الاحتلال ليس قلِقًا على حياة الفلسطينيين، وبالتالي لن يكون لديه رؤية صحيّة لخدمتهم. واستطرد طنوس بشرح الظرف الصحّي الفلسطيني بعد أوسلو بقوله "أصبحت السلطة وكيل إسرائيل لتقديم الرعاية الصحيّة للفلسطينيين، فأسّست منظومة صحيّة فلسطينيّة ولكن منقوصة السيادة، فلا يمكنها إعداد خطط تنمويّة ولا تطوير القطاع".
ولفت طنّوس النظر إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة "قصّرت بالاستثمار في القطاع الصحّي، فقد كان قليلًا جدًا"، وقال" تستثمر السلطة بأمور شكليّة ليس لها فائدة مثل جهاز الأمن الذي لا يخدم الفلسطينيين".
وشدّد على أنّ استمرار السياسات الاستعماريّة التنكيليّة في ظل جائحة كورونا التي يعاني منها العالم أمر مُتوقّع،" فهذا احتلال ولا يهمه إن عاش الفلسطيني أو مات"، وقال أنّ قلق إسرائيل نابع فقط من طبيعة انتشار المرض، لذلك عند إعلان الحالات الأولى في بيت لحم، أعلن نفتالي بينت وزير الجيش الإسرائيلي عزل بيت لحم بشكل كامل، وقال "بينت هو نفس الشخص الذي صرّح أنّه قتل الكثير من الفلسطينيّين، ولذلك هو لم يكن قلقًا حينها على حياة الفلسطيني ولكنّه كان قلقًا من انتشار المرض ووصوله إلى المستوطنات وإلى الداخل المُحتل"، وأضاف أنّ التوتّر الاستعماري من الأوبئة حالة معروفة وقديمة.
وأكّد طنّوس على أنّه وعلى الرغم من صعوبة الحالة الفلسطينيّة، ومحدوديّة الموارد والسّيادة إلّا أنّ الوضع كان من الممكن أن يكون أفضل، وقال أنّه لا يوجد رؤية صحيّة صادقة عند السلطة الفلسطينية لخدمة الشعب الفلسطيني، وشدّد على أن الصحة يجب أن تكون أولوية للسلطة الفلسطينيّة في المستقبل.