رأي الراية:
فرصة "كورونا" (2) الزراعة
من فوائد كورونا ابراز أهمية الزراعة في مطلب الاكتفاء الذاتي، خاصة خلال فترات الانكفاء على النفس، جراء الحصار الاجباري او الاختياري، فنجد ان المزارعين البسطاء هم خط الدفاع الاستراتيجي عن حياتنا واقتصادنا .
ومن المعروف أن الزراعة لا تحصل إلا على 1% من الموازنة العامة للسلطة وهذا امر يجب ان يعاد النظر فيه فورا، ورفع درجة الاهتمام بالزراعة وجعلها على سلم أولويات الاستثمار والتنمية.
لا يمكن الحديث عن برنامج انفكاك اقتصادي دون تمكين وتطوير القطاع الزراعي على الصعيدين النباتي و الحيواني، وكذلك لا يمكن تطوير الصناعات الغذائية دون قاعدة صلبة من الانتاج الزراعي المدروس والمتنوع.
وللتنويه فان أهمية الزراعة لم تظهر في زمن الكورونا فقط، بل أيضا هي ضرورة في مواجهة زحف الاستيطان فوق الارض وتحتها لسلب مصادر المياه الجوفية، الزراعة هي المقاومة المهجورة فيما يكتفي البعض بالمقاومة الشعاراتية، التي تجاوزتها اللحظة.
تداعيات كورونا تعد التوقيت المناسبة للاهتمام بالزراعة وتشجيع الاستثمار و التنمية في هذا القطاع الحيوي عبر توجيه مركزي يعزز قدرة المزارع عبر الدعم في التخطيط العصري والتمويل الميسر وفتح منافذ جديدة للتسويق والتخزين.
لا يجوز أن تبقى أسعار الدواجن صعودا وهبوطا في عملية اضرار بالمزارع والمواطن، لعدم وجود مذابح حديثة ومعامل تبريد وتخزين، في مثال يطال كثير من السلع الأساسية.
ان مراجعة فاتورة الاستيراد من المنتجات الزراعية والحيوانية تؤكد اننا بعيدون تماما عن الانفكاك الاقتصادي والاعتماد على الذات، وعلى سبيل المثال استيراد الأعلاف أو الألبان ومشتقاتها التي تصل من عواصم قريبة وبعيدة لتنافس المنتج المحلي الذي ينشط الدورة الزراعية، فاستيراد كيلو من الأجبان يأتي على حساب مزارع فلسطيني.
من يأكل من فأسه يقرر من رأسه، وشعبنا عظيم في مهنة الزراعة ويمتلك سهول يحلم بها العالم، يبقى القرار والتنفيذ رهن مبادرة الحكومة وشجاعة القطاع الخاص.