هذه خسائر روسيا من انخفاض أسعار النفط
قدر الاقتصاديون حجم الخسارة في الميزانية الروسية في حال انخفض متوسط أسعار النفط السنوية إلى ثلاثين دولارا، أو إلى عشرين دولارا، أو عشرة دولارات، أو حتى دولار واحد للبرميل، وأُعدت دراسة عن ذلك من قبل المتخصصين في جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد.
وتقول كاتيرينا فينوغرادوفا في تقريرها بصحيفة "إيزفيستيا" الروسية إنه حسب هذه الدراسة، فعندما تكون الأسعار في حدود ثلاثين دولارا ستكون الخسارة 2.5 تريليون روبل (33.6 مليار دولار)؛ وعند سعر عشرين دولارا ستقدر الخسارة بما يقارب ثلاثة تريليونات روبل؛ وعندما تصل إلى عشرة دولارات ستكون الخسارة في حدود خمسة تريليونات روبل (الدولار يعادل 74.40 روبلا)
وحسب الخبراء، فإن أسعار النفط الروسي قد تنخفض إلى الصفر على المدى القصير، ولكن من غير المرجح أن يكون متوسط السعر السنوي أقل من ثلاثين دولارا.
تخفيض قيمة العملة أو العجز...
يتوقع الخبراء الاقتصاديون في جامعة بليخانوف عددا من السيناريوهات حول مدى تأثير انخفاض أسعار النفط على إيرادات الميزانية الروسية لعام 2020؛ ففي حال انخفاض الأسعار إلى عشرة دولارات للبرميل، سيبلغ حجم الخسائر في الإيرادات 4.7 تريليونات روبل (63.16 مليار دولار).
ووفقا لوكالة أرغوس للأسعار، فإن سعر برميل النفط أورال الروسي انخفض في 21 أبريل/نيسان الحالي إلى 9.5 دولارات. تجدر الإشارة إلى أن آخر مرة كان فيها سعر الذهب الأسود رخيصا جدا كانت عام 1998.
وفي 20 أبريل/نيسان الجاري، تراجعت الأسعار بسبب انهيار العقود الآجلة لشهر مايو/أيار للنفط الأميركي الخام، الذي انخفض في غضون بضع ساعات من 56 دولارا إلى ناقص 38 دولارا، كما انخفض خام برنت القياسي إلى 16 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2001.
ونقلت الكاتبة عن الأستاذة آلا تشالوفا من قسم المالية التابع لجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، قولها إن "تراجع أسعار النفط إلى أقل من عشرة دولارات للبرميل لن يستمر فترة طويلة. ولكن إذا انخفض النفط فجأة إلى دولار واحد، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف قيمة الروبل لتصل إلى 110 روبلات مقابل الدولار".
وأضافت الخبيرة أنه "بسبب انخفاض قيمة الروبل يمكن للدولة أن تعمل على التقليل من حجم خسائرها بشكل كبير، لكن هذا سيحدث على حساب خفض مستوى معيشة المواطنين".
وذكرت الكاتبة أن السيناريو الثاني الذي يقدمه مختص آخر ضمن جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، ينص على أن أسعار الذهب الأسود ستتراوح بين 20 و25 دولارا للبرميل.
وفي خضم ذلك، ستفقد وزارة المالية ما يقارب ثلاثة تريليونات روبل، وستتراجع قيمة العملة الوطنية الروسية إلى حدود ما بين 78 و83 روبلا مقابل دولار.
أما إذا استقرت الأسعار عند مستوى 30 و35 دولارا للبرميل -وهو السيناريو الثالث- فستكون الخسائر في الميزانية أقل من 2.5 إلى 2.8 تريليون روبل، وسيكون سعر صرف الروبل بين 73 و78 روبلا مقابل الدولار.
من جهتها، أكدت وزارة المالية أنه من السابق لأوانه تقديم تقييم دقيق لأداء الميزانية لهذا العام.
انهيار مؤقت...
وأشار دميتري كوليكوف نائب مدير مجموعة التصنيف السيادي وتحليل الاقتصاد الكلي إلى أنه حسب سيناريو أكثر تشاؤما، فإن اقتراب متوسط سعر الأورال السنوي من 25 دولارا للبرميل سيجعل قيمة الروبل تقدر بنحو 86 روبلا مقابل دولار واحد.
ولكن الانهيار الراهن الملحوظ في أسعار النفط سيكون لفترة قصيرة، وخلال هذه الفترة قد يتهاوى سعر النفط الروسي إلى الصفر، حسب تقديراته.
ووفق الخبراء، فإن السيناريوهات التي يتم فيها تحديد أسعار النفط ليست سوى تنبؤات "ضعيفة للغاية"، كما تقول الكاتبة.
أما وصول أسعار النفط إلى عشرة دولارات للبرميل فيظل احتمالا واردا في حال استمرار إجراءات الحجر الصحي الصارمة في البلدان المتقدمة حتى نهاية هذا العام، ولكن من المرجح أن تنتعش الأسعار تدريجيا لتصل إلى ما بين 30 و35 دولارا للبرميل الواحد بحلول نهاية 2020، وذلك مع خروج البلدان المتقدمة من الحجر الصحي، وتقليل الاحتياطيات المتراكمة في مرافق تخزين النفط، حسب الكاتبة.
ووفق الكاتبة، فقد أكد الخبراء أنه يمكن دعم أسعار النفط على المدى القصير عبر الحد من الإنتاج ليصل إلى 9.7 ملايين برميل في اليوم، وهذا ما وافقت عليه دول "أوبك بلس" في 12 أبريل/نيسان الجاري.