في زمن كورونا..كرة القدم في طريقها إلى الإنهيار
بينما يتفشى فيروس كورونا في العالم، تعاني كرة القدم من توقف غير مسبوق في منافساتها حول العالم، ليرسم ذلك خريطة أزمة حقيقية قد يبدأ تأثيرها بالظهور لاحقا.
ومع تعليق المنافسات حول العالم، دخلت أندية واتحادات كرة القدم في دوامة مالية وجماهيرية تاريخية، ظهرت علاماتها الآن.
الرواتب
من أولى علامات الأزمة الكروية، بدء أندية أوروبية كبرى التشاور فيما إذا كانت ستخفض رواتب لاعبيها، على خلفية توقف البطولات الرياضية والأزمة المالية الخانقة التي سببها فيروس كورونا المستجد في القارة.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن إدارة نادي إنتر ميلانو الإيطالي أجرت اتصالات مع العديد من الأندية الأوروبية، بما في ذلك برشلونة وريال مدريد الكبيرين في الدوري الإسباني، لبحث الملف.
عقود اللاعبين
الأول من يوليو هو الموعد الطبيعي لانتهاء عقود عدد كبير من اللاعبين، ولكن في حال قرار استكمال الموسم لما بعد يوليو، فقد تقع الأندية في أزمة حقيقية بينها وبين نجومها الذين تنتهي عقودهم.
قد تلجأ الأندية لتمديد العقود لفترة قصيرة، حتى انتهاء الموسم "الغريب"، أو أنها ستضطر للتخلي عن نجومها في الموعد المحدد بالصيف.
الموسم المجهول
من أبرز علامات أزمة كرة القدم الحالية تعليق مسابقات البطولات حول العالم، مما يعني أن هوية الأبطال، والمتأهلين للأدوار الحاسمة، والهابطين، ستظل عالقة، مما يعني أن الاتحادات أمام معضلة غير مسبوقة، في تحديد مصير هذا الموسم.
القرارات التي ستتخذها اتحادات الكرة ستحدد شكل الموسم المقبل كذلك، من حيث هوية المشاركين والمتأهلين في جميع المسابقات.
نهاية عصر الترف
وفقا لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن عودة كرة القدم للدوران بعد أسابيع أو أشهر قد تشهد تغييرات ضخمة أبرزها على المستوى الاقتصادي.
الأندية الكبرى تخطط منذ الآن لتغيير معايير سوق الانتقالات، إذ لن يضمن أحد إبرام أو حتى تنفيذ العقود خلال فترة الوباء، حين سيكون من المؤكد أن تتقلص الدخول والاستثمارات.
وحسب ما صرح مدير رياضي للماركا: فإن الأمر سيمس أسعار اللاعبين التي تعرضت لتضخم غير مبرر خلال السنوات الأخيرة، حيث سيصير إنفاق 100 مليون يورو لضم لاعب مهما كانت نجوميته مشهدا من الماضي، و"ستتغير القصة ولن يكون هناك المزيد من التعاقدات من هذا القبيل".
تأجيل بطولات الصيف
بطولة كأس أوروبا شهدت حدثا غير مسبوقا، وهو تأجيلها عاما كاملا، للمرة الأولى بتاريخها، منذ الانطلاقة في 1960.
تأجيل حدث ضخم مثل اليورو، ومثله بطولة كوبا أميركا، وقد تليهما الأولمبياد في طوكيو، يدل على أزمة حقيقية "تاريخية"، ستضع الاتحادات الدولية في موقف حرج مع شركات الرعاية، والجماهير، ومحطات النقل التلفزيوني.
البث التلفزيوني
قد تكون حقوق البث التلفزيوني المشكلة الأكبر بالنسبة للبطولات الأوروبية، وللأندية، التي تعتمد بشكل حقيقي على عوائد البث التلفزيوني.
تعليق الموسم سيدخل الاتحادات والفرق في مشكلات قانونية وتعويضات مع شبكات النقل، التي كانت تمنح المليارات للاتحادات والأندية، من أجل حقوق النقل، التي ذهبت سدى مع توقف الموسم.
تداخل الموسمين
من المشكلات التي ستظهر لاحقا، مشكلة تداخل الموسمين، في حال العودة المتأخرة للموسم الحالي، وتداخله مع انطلاق الموسم المقبل.
تداخل الموسمين قد يعني جدول مزدحم للمباريات الموسم المقبل، أو تقليص لها، بهدف إنهاء الموسم المقبل في موعده في مايو 2021، وهو تحد ضخم بالنسبة للوضع الراهن.