كورونا.. بلومبيرغ ترصد خسائر قطاع الطيران بالعالم
قال تقرير لوكالة بلومبيرغ إن تفشي فيروس كورونا كبد شركات الطيران في الصين وبقية آسيا مليارات الدولارات حتى أواخر فبراير/شباط، قبل أن تتوسع الخسائر لتشمل عددا من أكبر شركات الطيران الأميركية والأوروبية.
وأضاف التقرير أن جميع شركات الطيران تعاني من معضلة إلغاء الحجوزات بسبب الفيروس، بدءا من شركة "كانتاس" و"كاثي باسيفيك" في آسيا، وصولا إلى "لوفتهانزا" الألمانية والخطوط الجوية الفرنسية "كي أل أم"، وحتى الخطوط الجوية المتحدة والخطوط الجوية الأميركية في الولايات المتحدة.
ونقل التقرير عن شركة جيفريز فايننشال غروب المحدودة قولها إنه في ظل التراجع المفاجئ في الطلب العالمي، من المتوقع أن تنخفض حركة النقل الجوية التجارية بنسبة 8.9% هذا العام، وأضافت أن هذا الانخفاض سيكون الأكبر وفق البيانات المتاحة على مدى 42 عاما.
ونقل تقرير بلومبيرغ أيضا عن يو تشانفو, الشريك في شركة رولاند بيرغر الاستشارية في بكين، قوله "يواجه هذا القطاع أكبر تحد لها في تاريخ الطيران الحديث".
خفض الحجوزات
أفاد تقرير بلومبيرغ بأن الإرشادات الحكومية وحظر السفر وفرض الحجر الصحي والمخاوف المتنامية بشأن التقاط العدوى أثناء السفر دفعت شركات الطيران إلى إصدار تخفيضات هائلة على رحلاتها.
وبحسب التقرير، خفضت شركة لوفتهانزا عدد الحجوزات بنسبة تصل إلى 50%، كما قلّصت شركة الخطوط الجوية المتحدة برنامجها المحلي الخاص بشهر أبريل/نيسان المقبل بنسبة 10% وخفضت الرحلات الدولية بنسبة 20%.
ووفق التقرير، دائما من المقرر أن تخفض خطوط "دلتا" الجوية أيضا قدرات استيعابها المحلية للمسافرين بنسبة 15%، كما ستقلّص رحلاتها الدولية بنسبة 25%، في حين ستخفّض الخطوط الجوية الأميركية الرحلات الجوية الأجنبية بنسبة 10% في ذروة موسم الصيف.
وخفضت شركة كانتاس الجوية الأسترالية في العاشر من مارس/آذار حوالي ربع حجوزاتها الدولية المقررة للأشهر الستة المقبلة، في حين ألغت شركة الخطوط الجوية الفرنسية 3600 رحلة مقررة في مارس/آذار الحالي، مما أدى إلى خفض شبكتها الأوروبية بنسبة 25%
خسائر وانهيارات
قال تقرير بلومبيرغ إن الفيروس نجح بالفعل في تسجيل أول ضرباته في صناعة الطيران، حيث تعرضت فلاي بي، أكبر شركة طيران محلية في بريطانيا، لضغوط مالية قبل بدء انتشار العدوى، وانهارت في نهاية المطاف في الخامس من مارس/آذار الحالي في ظل تراجع الطلب، كما تولى المسؤولون الحكوميون في الصين مسؤولية قيادة شركة هاينان للطيران هذا الشهر بعد أن وقعت ضحية حظر السفر الجماعي.
وقال التقرير إن خسارة 113 مليار دولار من العائدات العالمية في العام 2020 تمثل انخفاضا بنسبة 19% مقارنة بالعام 2019.
وتتجلى أبرز التحديات التي تواجهها هذه الصناعة في الصين، التي سوف تتحمل خطوطها الجوية أكثر من ثلث الضربة التي من المتوقع أن يتعرض لها الاتحاد الدولي للنقل الجوي على صعيد عائدات الصناعة.
بصيص أمل
رغم هذا كله، يقول تقرير بلومبيرغ إن صناعة الطيران العالمية نجحت في الخروج من كل أزمة اعترضتها.
فبعد تفشي وباء سارس في عام 2003، الذي كلف شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خسائر بقيمة ستة مليارات دولار، عادت الحركة الجوية الدولية إلى وضعها الطبيعي في غضون تسعة أشهر.
وهذه المرة -يقول التقرير- سيكون انخفاض أسعار النفط الناتج عن الخلاف القائم بين أوبك وروسيا في صالح شركات النقل أيضا، لأن الوقود يعد أحد أضخم نفقاتها.