خبراء: القضية الفلسطينية تمر ب"فترة عصيبة"
خاص - راية - عبد الرحمن الكحلة.
قال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة خليل التفكجي إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة المعروفة بE1 بعد أيام من إعلانه عن مشروع استيطاني آخر من المقرر إقامته على أراضي مطار قلنديا، يعتبر تطبيقا عمليا لما أخذه نتنياهو من ضوء أخضر من البيت الأبيض ضمن صفقة القرن الأمريكية، والتي تنحاز بشكل واضح وعلني للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد التفكجي في حديث ل"راية" أن هذه المشاريع تندرج ضمن مشروع القدس الكبرى عام 2050، حيث أن ما يتم الإعلان عنه من قبل الجانب الإسرائيلي يهدف وبشكل رئيسي إلى إجراء تغيير ديمغرافي لصالح الإسرائيليين على أرض الواقع، وإقامة أنفاق للربط بين مختلف المستوطنات المحيطة بالقدس المحتلة، فضلا عن أن هذه المشاريع تهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، والقضاء تماما على ما يطلق عليه القدس الشرقية.
واعتبر التفكجي أنه يتوجب على الجانب الفلسطيني وضع برنامج استراتيجي للفترة القادمة، يتضمن خطط عملية لإقامة دولة فلسطينية، يترافق هذا البرنامج مع تزايد المقاومة الشعبية في كافة المناطق، ودعم المزارعين في أماكن تواجدهم خاصة في الأماكن المحاطة بالمستوطنات.
من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت جورج جقمان على خطورة التصريحات الإسرائيلية بشأن المخططات الاستيطانية، معتبرا أن هذا الأمر ينطوي في إطار مخطط شامل لضم الضفة الغربية ضمن خطة السلام الأمريكية التي وحسبما أكد جقمان أعطت دفعة لليمين المتطرف في دولة الاحتلال لمواصلة مصادرة الأراضي خاصة مع اقتراب انتخابات الكنيست الإسرائيلي، فضلا عن أن هذه الخطة عملت على إسكات الاحتجاجات الدولية التي كانت تعترض على السياسة الإسرائيلية المتمثلة في توسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي.
واعتبر جقمان في حديث ل"راية" أن هذه الفترة التي تمر بها القضية الفلسطينية هي فترة عصيبة، يتوجب على الفلسطينيين فيها قيادةً وشعباً، أن يكثّفوا من الحراك الدبلوماسي على كافة الأصعدة وبكل السبل المتاحة أمامهم، ويفعّلوا المقاومة الشعبية لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي أخذت الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.