ذعر وغضب.. اين اختفت الكمامات الواقية من كورونا؟
خاص- رايـة- حسين ابو عواد
ما ان أطلقت وزارة الصحة تحذيراتها بخصوص احتماليات الاصابة بفيروس كورونا، بعد ان تبين ان وفدا سياحيا من كوريا الجنوبية زار فلسطين خلال الشهر الجاري اتضح إصابة بعض أعضائه بـ “كورونا" لدى عودتهم إلى بلدهم، حتى ارتفعت أسعار الكمامات الواقية وبعض المستلزمات الطبية الوقائية في فلسطين.
ومع تفاقم حالة الذعر والقلق بين المواطنين من احتمالات تسجيل اولى الاصابات بفيروس كورونا في فلسطين جراء زيارة الوفد الكوري لمحافظات في الضفة، شهدت المستلزمات الصحية إقبالا غير مسبوق استعدادا للوقاية من الفيروس، لكن نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي اشتكوا من استغلال بعض التجار حالة ارتفاع الطلب الاستهلاكي على الكمامات الواقية ليقوموا برفع أسعارها، مما أثار الغضب بين المواطنين الذين يتخوفون من أزمة صحية كبيرة.
احد العاملين في شركات توريد المستلزمات الطبية العاملة في الضفة والذي فضل عدم ذكر اسمه ارجع النقص في الكمامات وارتفاع اسعارها الى قيام بعض التجار بسحبها بكميات كبيرة من الصيدليات واحتكارها بهدف الربح اضافة الى ارتفاع اسعار الاستيراد المباشر للكمامات سواء من الخارج او من المورد الاسرائيلي.
وبين لـ"رايـة" ان سعر الكمامة العادية كانت قبل الذعر من "كورونا" تباع للمستهلك بـ 18 شيقل للعلبة الواحدة التي تحتوي على 50 كمامة، ولكن اليوم وان وجدت في الصيدليات تباع بين 50 -60 شيكل للعلبة.
مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة كمال الشخرة قال لـ"رايـة" إن الوزارة قررت إلزام كافة المؤسسات بعدم رفع أسعار الكمامات وعدم بيعها وتصديرها إلى خارج البلاد، مضيفا أن هناك أعداد كافية من هذه الكمامات متواجدة داخل الوطن، لكن ما جرى هو احتكار أعداد كبيرة منها من قبل بعض التجار لأهداف ربحية.
وأكد الشخرة أن الكمامة تقي فقط ما نسبته 50% من الإصابة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن الكمامة وحدها لا تكفي للوقاية من الفيروس، ويجب الأخذ بتدابير الوقاية التي أقرتها الوزارة ومنظمة الصحة العالمية.
لا ينصح باستخدام الكمامة في الشارع
وعلى عكس ما هو شائع قال الوكيل السابق في وزارة الصحة الدكتور اسعد الرملاوي لـ"رايـة" إنه لا يُنصح باستخدام الكمامة في الشارع العام، لأنها لا تمنع الإصابة بفيروس كورونا وفق تعميم منظمة الصحة العالمية.
واشار الى ان المرض ينتقل من خلال الرذاذ بالعطس أو السعال او التنفس، وفيروس كورونا لديه القدرة على ان يبقى عالقا كرذاذ في الهواء لمسافة متر وبعد ذلك ولانه اثقل من الهواء يمتد الفيروس لاي سطح موجود.
وتابع: "لهذا السبب الكمامة ولوجودها على السطح يتركز عليها كمية كبيرة من الرذاذ وبالتالي عندما يقوم الشخص بفرك الانف او العين او ملامسة اي سطح خارجي تصبح حينها الكمامة لا حاجة لها لان المرض ينتقل بسهولة من خلال الانف والفم والعين".
الرملاوي اوضح بان الكمامة بمواصفات طبية دقيقة يجب أن يستخدمها فقط مرضى كورونا لمنع انتقال العدوى بالفيروس وأيضا الطواقم الطبية التي تتعامل مباشرة مع المريض بالفيروس.
واكد على ان الطاقم الطبي الذي يكون على احتكاك مباشر من المريض بفيروس كورونا يرتدي كمامات خاصة تمسى بـ"N95" تحتوي على فلتر خاص يمنع دخول الفيروسات و الميكروبات.
وعن احتكار بعض التجار للوسائل الطبية الوقائية، لافت الرملاوي الى ان مسؤولية متابعة هذه القضية تقع على عاتق وزارة الاقتصاد.
ويواصل فيروس كورونا تفشيه في العديد من الدول، وسط تحذيرات اطلقتها منظمة الصحة العالمية، لضرورة بذل المزيد من الجهود لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد وأن على العالم اجمع الاستعداد لـ"وباء عالمي محتمل".
ورحلت إسرائيل أكثر من 400 سائح كوري جنوبي إلى بلادهم، خوفا من انتشار فيروس "كورونا"، بعد إعلان سيئول عن إصابة حوالي 900 مواطن كوري بهذا الفيروس القاتل.
يشار الى ان حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الصين ارتفعت الثلاثاء إلى 2663 حالة بعدما سجلت الساعات الأربع والعشرين الماضية 71 وفاة بالفيروس، في أدنى حصيلة وفيات يومية تسجلها البلاد منذ أكثر من أسبوعين.