الرواية الفلسطينية بين التوثيق والتسويق

تواجه الرواية الفلسطينية العديد من التحديات ومحاولات طمسها من قبل الآلة الاسرائيلية وتشويه معالمها، في ظل ضعف الجهود التي تبذل للنهوض بها وإيصالها للعالم الخارجي.

برنامج عمرها الذي يبث عبر اثير راية سلط الضوء في الجزء الاول من الحلقة، على واحدة من الأفكار الريادية والمميزة التي تحاول المساهمة في تعزيز الثقافة الوطنية وإيصال صورة حقيقة النضال الفلسطيني   للعالم الخارجي، وهي مؤسسة "قامات" لتوثيق النضال الفلسطيني، المؤسسة الأولى فلسطينيا في توثيق التجارب النضالية الفردية الفلسطينية عن طريق الأفلام الوثائقية.

 يتحدث إلينا مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها أنس الأسطة، عن الفكرة التي انبثقت منها "قامات"، وأهميتها والهدف منها.

ويراعي الاسطة وزملاؤه 5 معايير أساسية لاختيار الشخصيات التي سيتم توثيق قصتها، منها التعددية الحزبية، وتعدد المناطق الفلسطينية، وتعدد الديانات، وإبراز دور المرأة في النضال. ومعظم الأفلام ذات طابع درامي توظف الأنسنة في سبيل التأثير على الجمهور وخاصة الخارجي منهم، مثل الفلم الذي لاقى استحسان كبير لدى الناس والذي يدور حول قصة أسير ضرير اعتقل أكثر من 7 مرات.

وفي ظل التحديات التي يواجها قطاع الأفلام الوثائقية التثقيفية نتيجة هروب الناس من الأجواء التي تذكرهم بواقعهم المأساوي، وتفضيلهم متابعة أفلام أخرى خاصة ذات الطابع الترفيهي، وقلة الرعاة لمثل هذا النوع من الأفلام، يقول الاسطة بأنهم استطاعوا مواجهتها من خلالها العمل على جميع الأصعدة وطرق جميع الأبواب، من مدارس وجامعات وقرى، بالإضافة لعرض عدد من الأفلام في بعض الدول الأجنبية، وهو ما لاقي تأثير وصدى كبير. 

ووجه الاسطة عبر برنامج عمرها رسالة لوزارة الثقافة يدعوها لتسليط الضوء على مثل هذه المبادرات ودعمها، إذ أنهم لم يلاقوا أي اهتمام من قبلها بالرغم من محاولة التواصل والتعاون معهم وفق قوله.

وفي المقابل وجه رسالة شكر لوزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للشباب والرياضة لاتاحتهم المجال للوصول إلى عدد كبير من طلاب المدارس وعرض الأفلام عليهم وتوزيع أشرطة وإطلاق مبادرات طلابية هدفها توثيق قصص النضال من حولهم ما أدى لجمع 470 قصة نضالية جديدة من توثيق طلاب المدارس خلال فصل دراسي واحد.

أما في الجزء الثاني من الحلقة تحدثت المحللة السياسية والناشطة في الدبلوماسية العامة نور عودة عن الأمور التي يجب مراعاتها عند التسويق للراوية الفلسطينية، من أهمها عدم التركيز على جانب واحد منبثق من المأساة والوجع الفلسطيني مما يؤدي لإغفال جوانب أخرى مهمة كالثقافي والفني والاقتصادي وغيره، ومعرفة الجمهور المستهدف وماذا أريد منه، الأمر الذي يساعد في إيصال الرسالة من خلال التركيز على القواسم المشتركة، بالإضافة للتنويع في أشكال التأثير، كما فعلت الفلسطينية ملك مطر التي استطاعت إيصال رسالة الشعب الفلسطيني للعالم الخارجي من خلال فنها ورسوماتها التشكيلية.

وترى عودة  بأن النتاج المعرفي النضال والاعتزاز بالهوية الوطنية يجب أن يستهدف بشكل أساسي المجتمع الداخلي وأبناء الجاليات الفلسطينية في الخارج، أما المجتمع الدولي فيجب ان يتم استهدافه بأشكال أخرى قريبة منه كالفن والرياضة والموسيقى وغيره، وهو ما له تأثير أقوى.

وتنصح عودة الشباب الفلسطيني بالإطلاع وزيادة معرفتهم عن ثقافات الشعوب الأخرى ومفاتيح التأثير فيهم، والتحلي بالهدوء الذي يساعد في إيصال الرسالة بطريقة مقنعة وأكثر سلاسة.