بعد تناوله لحم الخنزير..دودة شريطية تستقر في دماغه لعشر سنوات
يعتقد رجل من مدينة أوستن في تكساس، يدعى جيراردو، أنه أصيب بطفيلي بسبب تناوله لحم خنزير غير مطبوخ جيدا في المكسيك منذ أعوام.
وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، قالت الكاتبة ناتالي راهال إن جيراردو كان يعاني صداعا شديدا وفي بعض الأحيان سيئا للغاية يجعله يتقيأ باستمرار لأعوام ويفقد الوعي مرات عدة. وقد حدد الأطباء في مركز ديل سيتون الطبي مصدر الصداع والقيء المتواصل، الذي تبين أنه دودة شريطية تعيش في دماغه منذ عشرة أعوام.
كما وأشارت الكاتبة إلى أن الإصابات الطفيلية بالديدان الشريطية ليست شائعة بشكل رهيب، لكن وصولها إلى الدماغ أمر نادر الحدوث. ومن المحتمل أن يكون جيراردو قد أصيب بهذه العدوى بسبب تناوله لحم خنزير غير مطبوخ جيدا أثناء وجوده في المكسيك، وفي الوقت الراهن، خضع جيراردو لعملية استئصال الطفيلي، ومن المتوقع أن يتعافى تماما، حيث إن الدودة ويرقاتها كان من الممكن أن تقتله، إلا أن جيراردو تحمّل الصداع لشهور متتالية حتى إنه كان يتقيأ من الألم. وقد صرح لشبكة "سي بي أس 21": إنه صداع شديد القوة، جعلني أتعرق من الألم، ألم في الرأس، وبعد ذلك أتقيأ من الألم.
قرر جيراردو في نهاية المطاف فحص نفسه، حيث اكتشف الدكتور غوردان أماديو، جراح الأعصاب في مركز ديل سيتون الطبي، اكتشافا مفاجئا، حيث ذكرت الكاتبة أن فحص الدماغ كشف عن كتلة موجودة بالقرب من جذع دماغه، كانت حمراء اللون ويبلغ حجمها حوالي أربعة سنتيمترات. استبعدت اختبارات أخرى وجود ورم. وقد أدرك الأطباء أنها كانت دودة شريطية، أكد الدكتور أماديو أن حجمها كان "كبيرا جدا".
في الحقيقة، يصيب داء الشريطيات حوالي أربعة آلاف شخص سنويا في الولايات المتحدة، مما يجعلها الطريقة الأكثر شيوعا التي تصيب بها الطفيليات الجهاز العصبي المركزي. ومع ذلك، فإن المضاعفات التي تعرض لها جيراردو كانت غريبة لحالة شائعة الحدوث.
وفي سياق متصل تصيب الشريطية الوحيدة أو شريطية الخنزير الخنازير غالبا من خلال وضع بيض اليرقات في أجسامها. وإذا لم يطبخ اللحم بشكل جيد، فإن الإنسان يمكن أن يتناول هذه اليرقات أيضا، التي يمكن أن تفقس في أمعائه. وإذا لم يتخلص الجسم من الديدان، تستمر دورة حياتها حيث تتمكن من وضع بيضها في جسم الإنسان. وتتطور هذه اليرقات في الأكياس المائية التي تنتقل منها إلى جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تصل في حالات نادرة إلى المخ تماما كما حصل لجيراردو.
ووفقا للدكتور أماديو "يمكن أن يستمر هذا الوضع دون أن يتم اكتشافه لأعوام" حيث يمكن أن تنمو هذه الدودة داخل جسم الإنسان دون أي أعراض ظاهرة حتى تتطور بما يكفي ليكتشفها صاحبها. لذلك لم يدرك جيراردو أن دماغه مصاب بهذه الدودة إلا بعد أعوام.
وأوضحت الكاتبة أن بعض المرضى لا يدركون أن أجسادهم مصابة إلا بعد فوات الأوان، على غرار الحالة المأساوية الأخيرة التي وصل إليها شاب هندي يبلغ من العمر 18 عاما، الذي امتلأ دماغه وجسمه بالأكياس مما أدى إلى وفاته، على خلاف جيراردو الذي اكتشف الدودة مبكرا لحسن حظه.
وعلى الرغم من أن دودة شريطية الخنزير ربما استقرت داخل دماغ جيراردو لمدة عقد أو أكثر، حيث أُصيب بها بعد عودته من رحلة إلى المكسيك بسبب أكل لحم الخنزير، فإن الأطباء لحسن حظه كانوا قادرين على إخراج هذه الدودة ليستعيد حياته من جديد.