أحمد مشعشع.. من موظف بسيط لمدير كبرى شركات التأمين

من بيت عادي ومن عائلة متواضعة في أحد أحياء مدينة القدس، نشأ المدير العام لشركة التأمين الوطنية أحمد المشعشع والذي يعتبر نفسه محظوظا لحصوله على الفرصة للدراسة في جامعات الخارج أواخر الثمانينات من القرن الماضي، حيث درس المشعشع تخصص إدارة الأعمال والمحاسبة المالية في جامعة قبرص والتي تخرج منها في العام 1993.

عاد المشعشع إلى أرض الوطن عام 1994وكخطوة أولى على طريق تحقيق حلمه بعد تخرجه الجامعي على الرغم من الأوضاع والظروف السياسية الصعبة التي سادت البلاد في تلك الفترة، إلا أن الرسالة التي كان يحملها المشعشع ببناء الوطن والعمل فيه بما اكتسبه من مهارات وخبرات في الخارج كانت أقوى من كل تلك الظروف.

بدأ المدير العام عمله في شركة التأمين الوطنية كموظف بسيط في الشركة ثم تخصص في مجال التأمين، لينتقل بعدها للعمل ولمدة ما يقارب العشر سنوات في مجال البنوك وهو الأمر الذي ساعد المشعشع في صقل معرفته المهنية والمالية في عدة قطاعات.

ويرى أحمد أنه لكي يخرج الإنسان بشيء جديد يختلف عن البقية يجب عليه أن يدمج بين العلم والحكمة والإدارة والاستفادة من خبرات الآخرين والتي اعتبرها المشعشع من أهم الأمور التي تساعد الإنسان على الوصول إلى النجاح والإبداع.

ثم تنقل المشعشع في العديد من المؤسسات والقطاعات المهنية وهو الأمر الذي أكسبه العديد من الخبرات والمهارات نتيجة الاحتكاك بالعديد من الموظفين والمدراء من ذوي الخبرات والمهارات العالية، كما ويرى المشعشع أن المثابرة في العمل والاجتهاد فيه فضلا عن الحوافز الكامنة داخل شخصية الإنسان هي من تساعده على الوصول إلى المهنة التي يتطلع إليها وتفتح أمامه  العديد من الفرص والآفاق المستقبلية.

أما الآن فقد عاد المشعشع إلى الحاضنة الأولى وهي شركة التأمين الوطنية والتي شهدت بداية مسيرته المهنية ويشغل منصب مديرها العام، وهي شركة وحسب المشعشع تعتبر من أنجح الشركات الفلسطينية والتي قام على تأسيسها رجال أعمال فلسطينيون بخبرات كويتية في ظل واقع سياسي صعب، حيث نشأت الشركة قبل مجيء السلطة الوطنية تحت حكم الإدارة المدنية وهو الأمر الذي شكل تحديا كبيرا نتيجة للمعايير الصعبة التي كان يفرضها الاحتلال على الشركات الناشئة وبالتحديد شركات التأمين.

وتقدم شركة التأمين الوطنية كافة خدمات التأمين التي تلبي حاجات المواطن، وتتعامل الشركة مع شركات عالمية لإعادة التأمين تخولها من تقديم التغطية المناسبة للزبائن داخل فلسطين، كما وقامت الشركة وفيما يخص التأمين الصحي بالخروج عن النمط التقليدي وإنشاء شركة إدارة نفقات طبية أطلق عليها شركة نات هيلث بالتعاون مع شركاء شركة "نات هيلث" في المملكة الأردنية وهو ما يوفر خدمة التأمين للمواطن إلكترونيا.

ويعتبر المشعشع أن الاحتلال يعد المشكلة والتحدي الأكبر الذي يواجه قطاع التأمين في فلسطين ويضع على كاهله الكثير من الأعباء منها على سبيل المثال حوادث السير التي تقع على الطرق الالتفافية وفي المناطق المصنفة ج والتي لا تستطيع الشرطة الفلسطينية الوصول إليها، الأمر الذي خلق ومن وجهة نظر المشعشع طرقا إبداعية لاستمرار شركات التأمين في تقديم خدماتها، إلا أنه في الوقت ذاته ساهم في تأخر شركات التأمين عن نظيراتها في الدول المجاورة.

المشعشع والذي استطاع أن يصعد إلى أعلى درجات سلم النجاح من خلال المثابرة والإصرار على التعلم يرى أن الحاضنة العائلية تعتبر أحد أهم العوامل التي تساعد الإنسان على الوصول إلى قمة أدائه والمكانة التي يطمح في الوصول إليها.