ضيف الرايــة.. رحلة حاتم العمري
متنقلا بين عدة مهن على مدار ما يقارب العشرين عاما، ومتجاهلا كافة الانتقادات التي تعرض لها أثناء رحلته في البحث عن وجوده في الواقع المهني، يروي حاتم العمري المدير العام في المجموعة الحديثة لتعبئة المشروبات الخفيفة قصة التحدي والمغامرة التي خاضها منذ تخرجه من الجامعة.
من مسؤول للاستثمارات والودائع الخارجية في بنك الاستثمار الفلسطيني بدأ العمري حياته المهنية، لكنه وعلى الرغم من جمالية الوظيفة التي استطاع الحصول عليها إلا أنه لم يستطع الاندماج في تلك المهنة، فبعد عامين انتقل العمري للعمل في شركة بريطانية متواجدة في السوق الفلسطيني كمنوب لتسويق السجائر، واستمر في هذه الوظيفة لما يقارب العشر سنوات.
ويرى العمري خلال استضافته في برنامج ضيف الرايـة، أن الجرأة والمغامرة تعتبران من أهم العوامل التي تساعد الإنسان في الوصول إلى المكانة التي يطمح إليها، حيث كان العام ألفين وثمانية بالنسبة له عام الانتقال للعمل في شركة المشروبات الوطنية والمعروفة ب"كوكا كولا" والتي تعد من أكبر الشركات في السوق الفلسطينية، حيث استمر العمري بالعمل في هذه الشركة حتى عام 2016.
عام 2016 هو العام الذي شهد التحدي الأكبر في حياة حاتم المهنية، حيث تواصل معه فريق العمل في المجموعة الحديثة لتعبئة المشروبات الخفيفة والتي تعتبر المنافس الوحيد في السوق الفلسطيني لشركة "كوكا كولا" والتي كان أحد موظفيها، إلا أن العمري وعلى الرغم من التحدي الكبير الذي واجهه في تلك الفترة استطاع أن يذلل كافة العقبات التي وضعت في طريق طموحه المهني منتهزا الفرصة التي لاحت أمامه ليتولى الإدارة العامة في الشركة الجديدة، حاملا معه خبرته التي راكمها على مدار سنواته المهنية والتي اعتبرها من أهم الأمور التي تساعد الإنسان في الوصول إلى المكانة التي يود الوصول إليها، فضلا عن أنه رأى في الشركة الجديدة مكانا يؤمن بإعطاء الفرصة ويفتح المجال للإبداع.
وتعتبر المجموعة الحديثة لتعبئة المشروبات الخفيفة المعروفة بـ"بيبسي" شركة عالمية لها فروع في عدد كبير من دول العالم، كانت متواجدة في السوق الفلسطيني ولكنها التزمت بالمقاطعة العربية للاحتلال الإسرائيلي فاكتفت بالشركة التي كانت متواجدة في قطاع غزة، ولكنا الشركة العالمية وبعد دراسة رغبة المستهلك الفلسطيني قررت وبالتعاون مع عدة رجال أعمال فلسطينيين من بينهم مالكي الشركة في قطاع غزة فتح فرع لها في الضفة الغربية.
وبعد عامين من التحضير وبالتحديد في نيسان من العام 2018 انطلقت الشركة باستثمارها المالي الضخم على الرغم من أنها لم تكن معروفة في السوق الفلسطيني، معتبرة وكما قال مديرها العمري أن حصتها في هذا السوق أمانة لدى منافسها حتى تستردها منه، والذي صرح بأن الشركة بصدد إصدار خط إنتاج العبوات المعدنية الألمنيوم خلال الأشهر القادمة.
ويؤكد العمري أن المخاطرة أمر لا بد منه عند الاستثمار في السوق الفلسطيني، ويجب على صاحب الاستثمار أن يكون على دراية بحجم هذه المخاطرة، فضلا عن التنبؤ بالخطوات المستقبلية التي قد يقدم عليها المنافس في المستقبل.
ويرى المدير العام أن شركة بيبسي والتي تخضع لمعايير الشركة العالمية ويتم فحص عيناتها من قبل متخصصين حازت على ثقة المستهلك الفلسطيني، وحققت حصتها من السوق، فضلا عن أن الشركة تعتمد بالأساس على الأيدي العاملة الفلسطينية، لذا يعتقد العمري أن "بيبسي" وبعد خمس سنوات ستشغل موقعا رياديا كبيرا في فلسطين، حيث من المتوقع أن تحصل الشركة وفي حال استمرارها بذات النهج على أفضل معبيء لبيبسي في الشرق الأوسط وأوروبا.
ويوضح العمري أن الشركة والتي حصلت على العديد من الشهادات المحلية والعالمية التي ساهمت في رفع مكانتها في السوق الفلسطيني تمتاز عن منافسها بمكونات المشروب والتي تضفي طعما مختلفا على حد تعبيره يجعل من منتجاتها أكثر قبولا لدى المستهلك الفلسطيني.
العمري يؤكد أن طريق النجاح مليء بالعقبات والتديات وعلى الشباب أن يمتلك الإرادة المطلوبة ويوسع من طموحاته ويغير من طريقة حياته لتتناسب مع الواقع الذي يعيشه.