مع إثبات فعالية سياسة "الحد من الضرر"
التدابير الصارمة للسجائر الإلكترونية تعاكس جهود مكافحة التبغ وتهدد الصحة العامة للمدخنين
عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الخالية من الدخان، أي تلك التي تعمل بتقنيات تسخين التبغ ومنتجات البخار الإلكتروني، تأتي أعداد المشككين بأية مزايا أو فوائد تعود من هذه المنتجات، خاصة من المشرعين والمعنيين من مختلف القطاعات ذات العلاقة بما فيها القطاع العلمي والصحي، لتكون أضعاف أضعاف المصدقين.
بالرغم من هذا الواقع، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها أن هذه المنتجات وبالرغم من احتوائها على النيكوتين، وهو العنصر الأساسي في السجائر التقليدية، تشكل بدائل قد تكون أقل ضرراً في حال ما تم التحول إليها للمساعدة على الإقلاع عن تدخين المنتجات التقليدية القابلة للاحتراق، والإقلاع عن التدخين نهائياً في الكثير من الحالات، الأمر الذي لا يتم النجاح فيه بأقل عدد من المحاولات، وهو ما أكدته إحدى الدراسات الكندية في وقت سابق، هذا إلى جانب اللجوء لتحقيقه إلى استخدام عدد من منتجات الإقلاع عن التدخين ومنتجات النيكوتين كطريقة قد تعزز من فرص النجاح في هذا الأمر.
قد تعلو أصوات المعارضين للمنتجات الخالية من الدخان هنا للإشارة إلى أن للنيكوتين ما له من أضرار، لكن الحجة القائمة على العلم تقول أن النيكوتين ليس السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين؛ إذ أن المسبب الرئيسي هو العناصر الكيميائية التي تنتج عن حرق التبغ، وهو ما يجعل البدائل التي تعمل على التسخين والتبخير مع مجموعة أقل من المركبات والمواد المكونة خيارات أفضل، الأمر الذي يؤثر إيجاباً على المدخنين البالغين ومن حولهم.
وهنا، ستزداد الأصوات المعارضة بداعي أن هذه المنتجات لا تسهم في دعم جهود مكافحة التبغ، بل أنها أيضاً تتسبب في زيادة الإقبال عليها خاصة من جيل الشباب، مع تنامي المطالبة بزيادة القيود على تداولها واستخدامها، تماماً كما يحدث الآن في العديد من الدول كالولايات المتحدة الأميركية وتحديداً في ولايات مثل ماساتشوستس التي حظرت كافة أنواع السجائر الإلكترونية وليست ذات النكهات فقط بشكل مؤقت حتى العام 2020، على خطى ولاية ميشيغان التي حظرت السجائر الإلكترونية ذات النكهات باستثناء التبغ والخالية من مركب THC، لتتبعها ولاية سان فرانسيسكو التي ستحظرها أوائل 2020، وولاية أوهايو التي تستعد لحظر تلك المنكهة بالمنثول والنعناع بالرغم من السماح بها في السجائر التقليدية القابلة للاحتراق، وولاية نيويورك التي تستعد من جهتها لحظر جميع النكهات بالرغم من عدم حظر نكهة المنثول في السجائر التقليدية.
وفي هذا السياق، فإن مقالة حديثة حملت عنوان: "البرهان، التحذير، والجدل الدائر حول السجائر الإلكترونية" لمؤلفيها: إيمي فيرشيلد من كلية الصحة العامة في جامعة ولاية أوهايو البحثية، وشيريل هيلتون وديفيد أبرامز من كلية الصحة العامة العالمية في جامعة نيويورك، وجايمس كيوران من كلية رولينز للصحة العامة في جامعة إيموري الأميركية، ورونالد باير من كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، نشرتها مجلة "Science" التي تعد دورية علمية تصدر عن الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، كما تعتبر من الدوريات المرموقة في مجال العلوم، وهي التي أسسها الصحفي جون مايكلز في العالم 1880 بدعم مالي من قبل توماس أديسون، تتضمن رداً على المعترضين على السماح باستخدام المنتجات الخالية من الدخان على طريق التحول عن التدخين التقليدي من أجل الإقلاع عنه مستقبلاً.