القدس المفتوحة تكرم عائلة الشهيد سامي أبو دياك
كرمت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأربعاء عائلة الشهيد الأسير سامي أبو دياك، أحد طلبة برنامج التعليم في سجون الاحتلال، الذي تنفذه الجامعة بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وذلك في مقر رئاسة الجامعة بمدينة رام الله.
وسلم رئيس مجلس الأمناء م. عدنان سمارة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، واللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، شهادة البكالوريوس الفخرية لعائلة الشهيد الطالب سامي عاهد أبو دياك، ودرعاً تكريمية.
وقال م. سمارة في التكريم: "كنا نتمنى في هذا اليوم أن يكون سامي بيننا، لنعبر له عن اعتزازنا وفخرنا بهذا المناضل الكبير، ولكن أراد الله له الشهادة، والشهداء خير منا جميعاً".
وأضاف أن من أهم أهداف "القدس المفتوحة" هو "الأخذ بيد مناضلينا وأسرانا وعائلات شهدائنا، ولقد وفرنا التعليم للمحررين، ونوفره اليوم لأبناء شعبنا في خمسة سجون يقبع بها أسرى الحرية".
من جانبه، قال اللواء أبو بكر: "نحن اليوم في جامعة القدس المفتوحة لتكريم الأسرى والشهداء وعائلتهم، وهي تثبت كل يوم أنها نصير الأسرى وأبناء الشهداء، وهي جامعة وطنية بالدرجة الأولى، ونحن بحضرة عائلة الشهيد سامي أبو دياك، الذي تميز عن كثير من الشهداء، فقد أصابه قبل 5 سنوات مرض السرطان بسبب الإهمال الطبي، وعانى خلالها الكثير جراء الإهمال والسجن".
وأضاف اللواء أبو بكر أن الشهيد أبو دياك استشهد بين زملائه في السجن، وكان يتمتع بمعنويات عالية جداً رغم كل محاولات الاحتلال لأسره.
وتابع قائلاً: "إن الأسرى في سجون الاحتلال يعانون الكثير من ممارسات الاحتلال، خصوصاً في فصل الشتاء حيث يعاني الأسرى من عدم توفر الأغطية والماء الساخن، إلى جانب الاقتحامات المتكررة للسجون، وثمة سجون أخرى غرقت بالمياه بفعل الأمطار، فالمعاناة متواصلة وبحاجة إلى تدخل دولي لوضع حد لها".
وقال إن "المعاناة صفة عامة لجميع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، فالسجون مليئة بالأشبال في الوقت الحالي، فأكثر من 200 طفل فلسطيني موجودين في السجون والعشرات حوكموا من سن 12 سنة، وحكم على بعضهم بأكثر من عشر سنوات سجناً. كما أن الاحتلال يفرض اليوم حرباً اقتصادية على الأسرى في الوقت الحالي، خصوصاً الأسرى من أراضي 48. وها هي معركتنا لا تزال مفتوحة مع الاحتلال".
من جانبه، قال أ. د. يونس عمرو: "نلتقي لتكريم مناضل من مناضلي فلسطين بذل دمه دفاعاً عن الأرض والعرض، وهو الشهيد سامي أبو دياك، الذي نعتز به، هو وإخوانه من شهدائنا ومناضلينا في جامعة القدس المفتوحة بوجه خاص، وفي سائر الوطن ومؤسساته بوجه عام، مسجلين لهذه الجامعة أنها تبنت الأسرى القابعين خلف القضبان والمحررين الذين قيّض لهم الخروج، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الأسرى والمحررين.
وأضاف أن "أبو دياك هو أحد فوارس جامعة القدس المفتوحة الذي كان يتلقى التعليم داخل السجون. والشباب المناضلون، وعلى رأسهم الشهيد أبو دياك، حملوا السيف في يد والقلم في أخرى، ونحن اليوم نكرم الشهداء والأسرى بهذه الشهادة الفخرية، متمنين سرعة الإفراج عن كافة المعتقلين، وآملاً أن تكون هذه المناسبة حافزاً لمواصلة دعم الأسرى والوقوف إلى جانبهم".
وأضاف أن "الجامعة تولي اهتماماً خاصاً بالأسرى والمحررين والمناضلين الفلسطينيين بوجه عام، فضلاً عن المرأة التي حظيت باهتمام خاص. ولدينا اليوم على مقاعد الدراسة حوالي 1200 طالب بين ملتحق وخريج في أٌقبية السجون، وتبذل الجامعة بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين جهوداً كبيرة ليحصل الأسرى على علومهم المطلوبة".
وقال إن "القدس المفتوحة" أدت رسالة مهمة لهؤلاء الأسرى، خاصة المحررين، بتوفير التعليم لهم ليحيوا حياة كريمة، "فالقدس المفتوحة أخرجت المناضلين من الحرج بفتح مجال التعليم وتهيئة الفرص لهم، واليوم نرى قسماً كبيراً منهم يحتلون مناصب عالية في المجتمع الفلسطيني.
من جهته، قال أ. د. محمد شاهين مساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة، إن جامعة القدس المفتوحة "تنفذ برامجاً لتعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال على مدى السنوات الماضية، والذي جاء نتاجاً لمذكرة التفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهيئة شؤون الأسرى، وجامعة القدس المفتوحة؛ ليشمل حتى الآن 5 سجون يلتحق به حوالي 900 طالب أسير".
وأضاف أن هذا البرنامج مميز، وقد تخرج منه حوالي 200 طالب حصلوا على شهادات البكالوريوس في عدد من التخصصات التي تقدمها الجامعة، ويجري التدريس في خمسة سجون: النقب، وريمون، وجلبوع، ونفحة، وعسقلان.
من جانبه، قال راغب أبو دياك، ممثل عائلة الشهيد أبو دياك، إن "سامي كان فلذة كبد العائلة، وهو شهيد خالد فينا، ولم يكن استشهاده إلا جزءاً من المسلسل التآمري بحق شعبنا الفلسطيني، ونحن نشكر القدس المفتوحة على هذه اللفتة الكريمة من هذا الجسم الوطني، وبكل ما قدمته -منذ نشأتها- لشريحة الأسرى والشهداء وعائلاتهم، فقد كانت شريكاً حقيقياً في نهضة شعبنا الفلسطيني على طريق تحقيق هدفه الأكبر بإقامة الدولة الفلسطينية والتحرر من الاحتلال".
وأضاف أبو دياك أن "القدس المفتوحة مؤسسة وطنية بامتياز، سارت جنباً إلى جنب مع الأسرى، فأفشلت مساعي الاحتلال، إذ حولت تلك السجون من مقابر لدفن الأحياء إلى مناهل علم ومعرفة"، وتابع: "أتت الجامعة بنكهة وطنية بامتياز لتحقق حلم الأسرى بالتعليم الذي أصبح حقيقة. أما عني فقد تخرجت من هذه الجامعة بعد خروجي من الأسر، أما الآن فأشغل موقعاً في مؤسسات دولة فلسطين".
وفي الختام، تلا أ. د. جمال إبراهيم نص منح شهادة البكالوريوس الفخرية للطالب الشهيد أبو دياك، وتبادلت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى الدروع التقديرية.
وحضر تسليم الشهادة الفخرية من الهيئة: أ. محمد البطة المدير العام للتعليم في هيئة وزارة شؤون الأسرى، وأ. سياف أبو سيف مدير هيئة شؤون الأسرى في محافظة جنين، والمدير العام للحكم المحلي في جنين راغب أبو دياك، ممثلاً عن عائلة الأسير الشهيد.
وحضر من الجامعة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، ومساعدا رئيس الجامعة: لشؤون الطلبة أ. د. محمد شاهين، ولشؤون المتابعة د. آلاء الشخشير، وعميد القبول والتسجيل والامتحانات أ. د. جمال إبراهيم، وعميد البحث العلمي والدراسات العليا أ. د. حسني عوض، وأمين سر مجلس الأمناء د. م. يوسف صباح، وعمداء كليات: العلوم الإدارية والاقتصادية أ. د. ذياب جرار، والآداب أ. د. عبد الرؤوف خريوش، والعلوم التربوية أ. د. مجدي الزامل، والتنمية الاجتماعية والأسرية د. إياد أبو بكر، والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية د. وليد السلعوس، ونائب مدير دائرة العلاقات العامة والدولية والإعلام أ. عوض مسحل، ورئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي.
واستشهد الأسير أبو دياك (36 عاماً) في 26 تشرين الثاني 2019، حيث كان مريضاً بالسرطان، وهو من بلدة "سيلة الظهر بمحافظة جنين، واعتُقل في العام 2002، وفرض الاحتلال عليه حكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة إلى 30 عاماً. وباستشهاد الأسير سامي، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 222 شهيداً.