الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:49 AM
الظهر 11:25 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"باولـو وفرانشيـسكا"

لوحة تصور لحظة جريمة مر عليها مئات السنين بسبب "الخيانة"!

لوحة لجـان دومينيك آنغـر
لوحة لجـان دومينيك آنغـر

للفنان الفرنسي جـان دومينيك آنغـر، 1816
هذه اللوحة تصور قصّة واقعية حدثت في ايطاليا حوالي نهاية القرن الثالث عشر وأتى على ذكرها دانتي في الكوميديا الإلهية.
في ذلك الوقت، كان التنافس على السلطة والنفوذ على أشدّه بين عائلتي مالاتيستا ودي ريميني. وقد استقرّ رأي كبيري العائلتين على أن تتزوّج ابنة احدهما واسمها فرانشيسكا من ابن الآخر واسمه جانشوتو.

كان الغرض من الزواج تخفيف حدّة الخصومة وزيادة أواصر القربى بين الطرفين. كانت فرانشيسكا على قدر كبير من الجمال والأدب والأخلاق. وكان العريس جانشوتو مرشّحا لخلافة والده في الحكم. غير أن المشكلة انه كان على درجة من دمامة الشكل وجلافة الطباع.

وقد قيل لوالد الفتاة أنها لن تتزوّجه إذا رأته قبل الزواج. لذا من الأفضل أن يُرسَل شقيقه الأصغر باولو كي يلعب دور العريس في ليلة الزواج نيابة عن أخيه جانشوتو.
كان باولو، بعكس أخيه، شابّا وسيما كريم الخلق. لذا عندما رأته فرانشيسكا وقعت في حبّه من النظرة الأولى.
لكنّها أدركت حجم الخديعة عندما استيقظت صباح اليوم التالي ورأت جانشوتو.. وأحسّت الفتاة بالغضب الشديد بعد أن تبيّن لها انه جرى استغلالها وأنها كانت ضحيّة حيلة ماكرة دبّرها والدها وأهل زوجها.

ومع ذلك قرّرت أن تعتصم بالصبر وتترفّع عمّا حدث كي لا تتسبّب في توتير العلاقة بين عائلتها وعائلة زوجها.
حاولت فرانشيسكا أن تعوّد نفسها على جانشوتو فلم تستطع. وما عقّد المشاكل أكثر أنها كانت ما تزال تحبّ باولو.

بعد فترة كُلف جانشوتو بإنجاز بعض المهامّ في إحدى البلدات البعيدة. وأثناء غيابه قويت العلاقة بين فرانشيسكا وباولو.. وذات يوم ذهب احد الخدم إلى حيث يقيم جانشوتو وأسرّ له بخبر العلاقة العاطفية بين زوجته وأخيه. فقرّر على الفور أن يعود إلى البيت ليستطلع الأمر ويتثبّت من القصّة بنفسه.

المنظر الذي تصوّره اللوحة هو لحظة وصول جانشوتو إلى البيت. كانت فرانشيسكا تقرأ كتابا على باولو.. كان الاثنان يعتقدان أنهما لوحدهما في الغرفة. غير أن جانشوتو كان قد كمن لهما وراء الستارة وسمع ورأى بنفسه ما حدث وتيقّن من صحّة ما نُقل له. واللوحة تصوّره وقد تملّكه الغضب وهو يهمّ بدخول الغرفة ويستلّ سيفه. الكتاب يسقط من يد فرانشيسكا التي أحسّت بوجوده بينما لا يبدو باولو على علم بما يحدث.

هذه هي ذروة القصّة التي اختار جان دومينيك آنغر أن يرسمها: حالة الإحساس بالخطر والشعور المتبلّد الذي يعتري فرانشيسكا وهي تشيح برأسها إلى الجهة الأخرى بسبب المفاجأة ولأنها تعرف ما سيحصل تاليا..

تقول القصّة إن جانشوتو عندما همّ بقتل أخيه ألقت فرانشيسكا بنفسها عليه، في محاولة لحمايته، فقتلها. ثم تحوّل إلى أخيه فقتله.

اللوحة تحكي عن قوّة الحبّ. لكنّها أيضا تتحدّث عن القوّة المدمّرة للرغبة عندما يتصرّف الإنسان تحت تأثير نزواته العابرة دون التفكير في العواقب. كما أنها تصوّر سطوة الغضب والرغبة في الانتقام عندما يسيطر الانفعال ويغيب العقل.

ذكر دانتي هذه القصّة في كتابه وحكم على باولو وفرانشيسكا بالخلود في الجحيم لارتكابهما الخطيئة . وعندما يتجوّل دانتي وفرجيل في الجحيم يظهر لهما فجأة طيف فرانشيسكا وهي تقول إن زوجها أيضا يستحقّ العقاب لأن فعله لا يختلف عن فعل قابيل الذي قتل أخاه هابيل.

المؤرّخون الذين أتوا في ما بعد نظروا إلى فرانشيسكا بعطف فهي كانت امرأة عفيفة.وقد خُدعت بالزواج من رجل لم تكن تريده. ثم إن زوجها قتلها غيلة ولم تُمنح وقتا لإظهار توبتها.

Loading...