رأي الراية:
لا تلقوا فلسطين في معركة سليماني
خلال المتابعة لمواقف الدول العربية والإقليمية والدولية حيال الأزمة الأمريكية – الإيرانية وتصاعدها بعد مقتل المسئول الإيراني الرفيع قاسم سليماني، وجدنا أن أغلب المواقف التزمت الصمت أو الحياد في صراع بلغ أعلى درجات التوتر، والجميع فيه خاسر اذا وصل مرحلة الجنون.
الموقف الفلسطيني الرسمي من المواقف التي التزمت الصمت نحو معركة لا ناقة ولا جمل لنا فيها، لأن معركتنا الوحيدة هي مع الاحتلال، ويكفينا هذا البلاء لكي نبذل طاقتنا وقوتنا من أجل هدف يصطف العالم معنا في حمل هم لا تقدر عليه دول وتحالفات.
لذلك دخول بعض القوى الفلسطينية على خط الأزمة، والزج باسم فلسطين والقدس في هذه القضية ليس مغامرة غير محسوبة النتائج فقط، بل تهور ليس له ما يبرره، لأن إيران لم تقدم للقضية الفلسطينية الحد الأدنى من الممكن إلا في إطار التجيير السياسي لخدمة المصالح الإيرانية.
إن الحروب اليوم تقوم على أراضي الغير، وتستخدم عواصم ومدن دروع لحماية مدن أخرى، وتقتل شعوب من أجل برامج سياسية والحفاظ على حكومات وأنظمة، وفلسطين بحاجة لجهود الجميع معها بما يخدم قضية إنسانية عادلة لشعب يريد الانعتاق من آخر احتلال في الكون.
يجب ان يكون الجميع مع مظلوميتنا الكبرى، وليس مطلوب منا أن نكون مع أحد ضد أحد، لا يجوز أن تكون فلسطين ساحة لمعارك الاخرين وحساباتهم أبدا، لأن شعبنا دفع فواتير صراعات لم تعد علينا إلا بالوبال والوهن وتشريد شعبنا، وطاله ظلم الآخرين في عواصم قريبة وبعيدة، فضلا عن الاهانة في المطارات وتعطيل المصالح بكل قسوة وبلا رحمة.