في يوم المعلم.. كرامة المعلم حق ومكانته ليست للمساومة
تمر ذكرى يوم المعلم الفلسطيني (14-12) في ظل تحديات جسام يكابدها عمود الخيمة في العملية التعليمية وهو يؤدي رسالته السامية في سياق غير طبيعي مليء بالتحديات ولكنه ممزوج بحالة من الإصرار على أداء الواجب في كافة المحافظات الشمالية والجنوبية والقدس .
ويؤكد الائتلاف التربوي الفلسطيني لهذه المناسبة على الوقوف إلى جانب المعلمين ، مقدرا ما يفيضون به من عطاء لأنهم أهم شريحة مجتمعية على الإطلاق كافحت وتكافح لصناعة غد أفضل من خلال أصعب المهام المجتمعية وهي بناء الأجيال.
لقد كان قدرا على المعلم الفلسطيني أن يدفع أثمانا باهظة في سبيل أداء مهامه رغم ما يتعرض له من ظلم اجتماعي وإجحاف في منظومة الحقوق التي تضمن له الحياة الكريمة، فكان المعلم الشهيد والمعلم الأسير والمعلم المفصول بسبب الاحتلال ، وأبدع في قيادة المسيرة التعليمية في ظروف بالغة القسوة حين كان مطلوبا منه أن يكون معلما ومقاوما يوازن بين الرسالة الوطنية والأكاديمية.
وواجه المعلم المخاطر في ذهابه وإيابه للمدارس الواقعة في مناطق التماس مع الاحتلال والقريبة من المستوطنات، كما تصدى لمحاولات أسرلة التعليم في القدس، وجابه القصف والقتل والحصار في الحروب المتكررة على قطاع غزة، وفي كل تلك السياقات أدى واجبه باقتدار.
وسجل المعلم الفلسطيني حضورا هاما على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة ليكون خير ممثل لقضيته، فكان المعلم الأول على مستوى العالم، فيما أشادت دول شقيقة بكفاءة المعلم الفلسطيني وطلبته ليكون من كوادرها التعليمية تقديرا لعطائه المميز.
ولهذه الذكرى يؤكد الائتلاف التربوي على ما يلي:
1- نؤكد على أن حماية المعلم الفلسطيني هي جزء من التزامات الحماية للتعليم وقت النزاع، ونطالب المجتمع الدولي والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف بحماية التعليم في أوقات النزاع.
2- نشدد على دعمنا لكافة الحقوق التي يطالب بها المعلمون في نضالاتهم المطلبية التي راكمت حقوقا باتت واجبة التنفيذ لضمان حياة أفضل للمعلم الفلسطيني.
3- نؤازر المعلمين في نضالهم ومسيرتهم نحو تطوير وتدعيم الأطر النقابية التي تمثلهم أسوة بباقي القطاعات المهنية والتي نصت عليها أنظمة منظمة التحرير الفلسطينية وقوانين السلطة الوطنية ذات العلاقة.
4- نستنكر تكرار حالات العنف الموجه ضد المعلمين بأشكاله المختلفة، ونعتبر ذلك مساسا خطيرا بمكانة المعلم التي يجب أن تكون مصانة لأن مكانة العلم من مكانة المعلم، ونطالب بحلول ناجعة للتعامل مع هذا النوع من العنف.
4- نطالب بتحييد قطاع المعلمين عن تداعيات الانقسام، وضرورة مبادرة الحكومة لإنصاف المعلمين في قطاع غزة ممن يؤدون واجبهم ولكنهم يتقاضون أنصاف رواتب منذ نحو عامين، أو أولئك الذين أصبحوا بلا رواتب من أي طرف.
5- نطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" بألا تصدر أزماتها المالية لقطاع المعلمين، سواء من خلال تقليص تعيين المعلمين أو الاستغناء عن خدمات بعضهم، أو المساس بأي من حقوقهم، معربين عن قلقنا البالغ من سياسة الأنروا في هذا الملف في الفترات الأخيرة.
ونشدد ختاما على أن تطوير التعليم في فلسطين لن يستقيم دون إعادة الاعتبار لمكانة المعلم على كافة المستويات والعمل وفق مقاربات مختلفة لحقوقه المشروعة ، والبناء على الإيجابيات التي تم إنجازها خلال الفترة الماضية لما هو أفضل، ليبقى المعلم أحد روافع التغيير الإيجابي في مجتمعنا الساعي للتحرر والانعتاق من الاحتلال.