أكثر من 100 حفرية إسرائيلية أسفل القدس المحتلة منذ 1967
قالت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم الثلاثاء، إن الحفريات التي تجري تحت القدس منذ عام 1967 قد بلغت 104 حفريات، منها 22 فاعلة، 4 تحت وحول الأقصى، و5 في سلوان، و5 في البلدة القديمة، و8 مواقع مترفقة، و57 حفرية ونفقا تخترق المسجد الأقصى.
وحذرت الهيئة والتعاون خلال اختتام ورشة عمل، عقدت اليوم الثلاثاء، في مقر المؤتمر الوطني والشعبي للقدس، بعنوان "الحفريات الإسرائيلية.. بحث عن أوهام تؤسس لمدينة يهودية أسفل مدينة القدس المحتلة"، من خطورة بناء مقبرة يهودية ضخمة أسفل المقبرة القديمة التي تمتد من جبل الزيتون وحتى بلدة سلوان، وتبلغ مساحتها أكثر من 1600 متر مربع بعمق 50 مترا وتتسع لأكثر من 23 ألف قبر بتكلفة 90 مليون دولار.
وأوضح الأمين العام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، أن أخطر ما جاء في قرار الرئيس الأميركي ترمب في 6-12-2017 ليس فقط نقل العاصمة، بل اعتبار مدينة القدس يهودية، وبالتالي نفي الوجود المسيحي والاسلامي فيها، وتدمير طريق الآلام، إضافة الى تدمير المسجد الأقصى المبارك، مبينا أن ما يقوم به الاحتلال تحت القدس هو بناء مدينة كاملة تحت الاقصى.
وأشار إلى أنه يوجد في مدينة القدس 29 مستوطنة، منها 15 في الجزء الشرقي والباقي في الغربي، أما حول القدس فهناك 43 مستوطنة على 46 الف دونم تهدف إلى تغيير طبيعة القدس من خلال الحفريات والتهويدات الجارية على قدم وساق، ويحيط بالأقصى الآن 105 كنس يهودية، علما أن عدد المساجد بالقدس 107 منها 43 في البلدة القديمة، و95 كنيسة.
وتابع عيسى: "إن كل ذلك يأتي في إطار مبرمج بهدف تفريغ مدينة القدس من سكانها الاصليين، واستحداث طابع جديد يهودي، واقامة العاصمة الكبرى لإسرائيل على مساحة 600 كليو متر مربع".
بدوره، قال ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين السفير أحمد الرويضي ممثلا عن الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين، إنه في إطار الجهود الاعلامية والثقافية التي نسعها إلى تنظيمها بشكل دوري لإبراز الهوية الاسلامية والعربية للقدس والتصدي للسياسات الإسرائيلي الرامية الى تهويدها لمناسبة الذكرى الخمسين مع تأسيس منظمة التعاون الاسلامية التي جسدت التزامها الراسخ في التعاون والتضامن وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف، باعتبارها قضيتها المركزية لإيجاد تسوية اسرائيلية عادلة تفضي الى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد التزام منظمة التعاون في تعزيز التواصل مع المقدسيين لتمكينهم، ومتابعة اعتداء الاحتلال المستمرة عليهم، وفي مقدمتها الاعتداء على المسجد الاقصى، ومواصلة العمل لتنسيق مواقف وجهود لحشد الدعم الدولي والدفاع عنها، والتعبير عن الرفض المطلق لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في الأقصى.
واعتبر الرويضي، أن المواقف غير المسؤولة لبعض الدول حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتبار الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي، لا تنشأ حقا ولا تطفي شرعية للاحتلال، بل تغذي الصراع.
من جهته، قال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة: إن تقسيم القدس يهدف بالدرجة الأولى إلى الخلاص من التجمعات العربية فيها، وهو ما تعتبره اسرائيل عئبا كثيرا عليها وعلى موازنتها العامة، وتخشى أن تصحو يوما على قدس ذات اغلبية عربية وفق مفاهيم تعزيز النفوذ.
بدوره، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطيني محمد حسين: "في كل الحقب التي حافظ العرب على وجودهم في القدس اثبتوا أن القدس لهم، رغم كل ما مر عليها من الأمم والغزاة، فهي اليوم يمر الاحتلال الإسرائيلي فيها من خلال بناء الحفريات".
وأوضح أن الحفريات بدأت في القدس قبل عام 1967، والباحثون يدركون أنها بدأت من خلال مدرسة بريطانية للآثار كانت موجودة في القدس وكان أولها في منطقة وادي حلوة، واستمرت بعدها بهدم حي المغاربة الذي حوله الاحتلال الإسرائيلي إلى بوابة للعدوان في غالب الأيام.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة القدس عدنان الحسيني، أن الحفريات في القدس هي جزء من مؤامرة كبيرة ضمن فصول بدأت عام 67، ونحن نعيش تفاصيل هذه المرحلة من خلال ممارسات احتلالية غير مسبوقة.
من جهته، قال نائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام: إن الحفريات مخطط كبير ضمن إجراءات التهجير والقتل والضغوطات التي يواجهها المقدسيين ببرنامج متواصل حول القدس يتمثل بطرد اهلها واحلال المستوطنين واغلاق المؤسسات، حتى اصبح مشهدا يوميا عرضة للأسرلة والتهويد في ظل الانحياز الأميركي الاكبر ومخطط مستمر.
وأكد أن الحفريات التي بدأها الاحتلال برواية بحثية دينية يختتمها بإجراءات تدميرية ليس فقط في البلدة القديمة بل في القدس جميعها لربط البلدة القدمية بما حولها من مستوطنات، مطالبا بمواقف تترجم أفعال حقيقية للتصدي لهذا المخطط.
بدوره، أعرب سفير المغرب لدى دولة فلسطين محمد الحمزاوي، عن دعم بلاده المتواصل صمود أهالي القدس بكل الوسائل القانونية والسليمة المتاحة لفرض الشرعية القانونية الدولية والقانون الدولي والقانون الدولية الانساني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك وقف خالص للمسلين.
وأكد أن موقف المغرب بقيادة محمد السادس واضح ولا غبار تجاه القدس، وسيبقى الدعم موصول وهادف نصرة لأهالي القدس على الصعيدين الدبلوماسي والميادين، والعمل يدا بيدا في المؤتمر الشعبي في القدس والعمل مع كل الفئات الجادة والمسؤولة.
وتحدث في الورشة راعي كنيسة الروم الأرذوثكس- جفنا الاب جورج عواد، والخبير في شؤون القدس جمال عمرو، ومدير الآثار والسياحة في الأوقاف يوسف النتشة، وعضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو ذياب، ونائب المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية ناجح بكيرات.