32 عاما على الانتفاضة الأولى
يصادف اليوم الاحد، الذكرى الثانية والثلاثين لانطلاق الانتفاضة الأولى، التي عرفت باسم "انتفاضة الحجارة" عام 1987 بعد أكثر من عشرين عاما من الاحتلال الإسرائيلي لكامل فلسطين عام 1967.
واندلعت شرارة الانتفاضة بعد حادثة تعمد مستوطن يقود شاحنة دهس عمال فلسطينيين في مدينة جباليا بقطاع غزة كانوا عائدين لبيوتهم مساء 8 كانون ثاني/ديسمبر عام 1987 ما أدى لاستشهاد 4 منهم.
ولم تتوقف نيران الانتفاضة على حدود مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وانتقلت إلى كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة.
واعتبر الشعب الفلسطيني أن حادثة دهس العمال على حاجز بيت حانون عملية قتل متعمد، وفي يوم الحادثة وخلال جنازة الشهداء اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع لجيش الاحتلال في مخيم جباليا، فقام الجنود بإطلاق النار، ما أدى لإصابة العشرات من الفلسطينيين وسقوط عدد منهم شهداء.
ومع تصاعد المواجهات، عزز الاحتلال قواته في مخيم جباليا، لتزداد حدة المواجهات وتندلع الانتفاضة الأولى.
وكان هناك العديد من الأسباب التي شكلت دافعاً غير مباشر لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال ومنها: ممارسات العنف والجرائم التي كان جيش الاحتلال يرتكبها بحق الفلسطينيين، ورغبة الشعب الفلسطيني بالتخلص من الاحتلال، إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية، واحتلال القدس عام 1967، وإعلان ضمها إلى دولة الاحتلال.
وتميّزت الانتفاضة بحركة عصيان مدني وبمظاهرات متواصلة، وتولت قيادة هذه المظاهرة مجموعة من الشباب الذين كانوا يرشقون جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة ويقيمون حواجز من إطارات السيارات المشتعلة، ويحشدون الناس من خلال مكبرات المساجد.
وشهدت الانتفاضة عدداً من العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية مثل عملية ديمونا في النقب عام 1988 حينما تمت مهاجمة حافلة تقل عاملين متوجهين إلى مفاعل ديمونا، كما كان يتم كذلك اختطاف جنود يهود لمبادلة أسرى بهم، وملاحقة وقتل العملاء وسماسرة الأراضي فردياً وجماعياً.
وعرفت الانتفاضة ظاهرة حرب السكاكين، إذ كان الفلسطينيون يهاجمون الجنود والمستوطنين الإسرائيليين بالسكاكين ويطعنونهم.
ونشأت لجان محلية داخل المخيمات عملت على تنظيم الغضب غير المسلح للشارع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعملت هذه اللجان في البداية بشكل مستقل ولكن سرعان ما توحدت في هيئة تضم فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي.
ووصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر فبراير/شباط 1988 عندما نشر مصور إسرائيلي صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين عزل باستخدام الحجارة في نابلس.
وتقدر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استشهدوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتفاضة الحجارة بنحو 1162 شهيداً، بينهم نحو 241 طفلاً ونحو 90 ألف جريح، فضلاً عن تدمير ونسف 1228 منزلاً.
واستمرت الانتفاضة حتى سنة 1993؛ تاريخ التوقيع على اتفاقية "أوسلو".