الخليل وحرمها الابراهيمي تهرس بين فكي الاستيطان!
الخليل- رايــة: طه أبو حسين
الخليل العتيقة بحرمها الابراهيمي تهرس بين فكي الاستيطان! آخر لقمة إعلان وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت قرارًا بالبدء بالتخطيط لبناء حي استيطاني جديد في سوق الخضار "الحسبة".
قرار بينيت جاء بعد أسابيع من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية، في مخالفة للقانون الدولي الذي يعتبر أن المستوطنات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل منذ 1967، غير قانونية، فيما تعتبر الأسرة الدولية الاستيطان عقبة في طريق السلام.
في متابعة لتفاصيل القصة، قال تيسير أبو سنينة رئيس بلدية الخليل "قرار وزير الحرب الاسرائيلي هو إعلان حرب على كل مواطن في الخليل وعلى كل فلسطيني، لأن اقامة بؤرة استيطانية جديدة في هذا المكان، يعني قتل الآمال بإعادة فتح شارع الشهداء المغلق الذي يعتبر الشريان الرئيسي لمدينة الخليل".
"مساحة المبنى الذي يراد هدمه في سوق الخضار حوالي 700 متر، فيه حوالي 25 محلًا تجاريًا، أما مساحة المنطقة حوالي 5 آلاف دونم، والقضية ليست قضية مساحة وإنما "موقع" كما قال أبو سنينة "الموقع يقع في مركز مدينة الخليل، هذا يشكل تواصل بين البؤر الاستيطانية، وهو بداية مخطط للاستيلاء على كل العقارات والممتلكات".
"وقد بدأ بالفعل الاستيلاء على العقارات الموجودة بين الحسبة والحرم الابراهيمي، ليكون الحرم داخل البؤر الاستيطانية وصولا لمستوطنة كريات أربع لاقامة مدينة استيطانية، وهذا يعني ضم مدينة الخليل بالكامل، والضغط على سكانها لتهويدها وتهجيرها بشكل كامل" قال أبو سنينة.
ويرى أبو سنينة أن اعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستوطنات شرعية داعم رئيس للهجمة الاستيطانية في الخليل، مضيفًا "نجاح الاحتلال باختراق الصف العربي وتطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية وخاصة بعض دول الخليج، أعطاه فرصة للانفراد بالفلسطينيين واتخاذ قرارات مصيرية خطيرة جدا تتعلق بمصير الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة الخليل".
قال نائب محافظ الخليل خالد دودين "قبل أيام تم تشكيل لجنة رئاسية لمتابعة القضية يترأسها المحافظ، واليوم كان هناك قرار من رئيس الوزراء باعطاء صلاحية مطلقة لوكيل وطاقم وزارة الأوقاف لعمل كافة الاجراءات لحماية المسجد الابراهيمي".
الحرم الابراهيمي جوهر الاستهداف الاستيطاني، عبر خطط اسرائيلية لتغيير بعض معالمه، كما يقول حسام أبو الرب وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
تابع أبو الرب "سياسة سلطات الاحتلال بحق الأماكن الدينية وأملاك الوقف وغيرها من أملاك الفلسطينيين سياسة معروفة، تعليمات القيادة الفلسطينية سواء من الرئيس أو رئيس الحكومة استنفاذ كافة الوسائل في الدفاع عن هذه الأرض".
مؤخرًا نشرت وسائل اعلام اسرائيلية صورًا لتصاميم هندسية توضح فيها نية الاحتلال وضع مصعد كهربائي وبعض التغييرات الأخرى في الحرم، وعليه ردّ أبو الرب "رفضنا رفضا قاطعا لأي سياسة تغيير بحق الحرم الابراهيمي، وأبلغنا الجانب الاسرائيلي بذلك، أو حتى ادخال اية تغييرات بالحرم، على اعتبار أن هذا الحرم تحكمه الاتفايات الموقعة".
وأوعز أبو الرب بان تغوّل الاستيطان في الخليل يأتي في مسار الدعاية الانتخابية لليمين الاسرائيلي.
وبين محامي بلدية الخليل سامر شحادة بأن القرار قرار سياسي بحث، "من ناحية قانونية الممتلكات التي تخص القرار هي ممتلكات فلسطينية. ونحن سنعترض على القرار أمام المحاكم الاسرائيلية ولجان التنظيم والبناء الخاصة بالادارة المدنية، ومن ثم التوجه للمحكمة العليا في اصدار أوامر لمنع أوامر لمنع وايقاف هذا القرار الجائر".
عائلات الخليل منذ شهرين أطلقت مبادرة تدعو أهالي المدينة لأداء صلاة فجر الجمعة في الحرم الابراهيمي لمواجهة سياسة تهويده والخليل العتيقة، والصلاة تشهد حضور الآلاف، وفي آخر جمعة تجاوز العدد 15 ألف مصلٍ.
الاستيطان وعدد المستوطنين يتضاعفان بالخليل، والدعوات العلنية والمخططة والممنهجة من قادة المستوطنين بالاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في ذروتها، غير أن السؤال يطرح نفسه؛ هل ستهوّد الخليل أم أن هناك خططا فلسطينية للحفاظ على هويتها ؟